بقلم : حنان المقدس
وسط هذا البحر الهائج من الاحداث فى مصر وهذا الطوفان العنيف الذى ازاح امامه الكثير من الثوابت وجلب الاكثر من المتغيرات ... أرى هذا المشهد  :
بحر هائج أجبر الجميع من المتمسكين بأماكنهم على ان يسيروا مع التيار تجنباً للغرق واحتاج الجميع الى عوامة تعينه على الابحار وتحولت تلك العوامة البريئة اللينة الى طوق للنجاة بدونها الذل او الموت او الفوضى وتساوى فى هذا الجميع فالرئيس اسرع لتأمين نفسه بطوق نجاةاسمه" تعيين نأئب رئيس" و "رئيس للوزراء " من المشهود لهما ونائب الرئيس اتجه الى طوق نجاة " الحوار طويل الأجل مع المعارضة" ورئيس الوزراء استخدم طوق نجاة "الاستغناء عن وزراء رجال الاعمال" بل الاتجاه نحو محاكمتهم ورئيس مجلس الشعب قذف بفكرة سيد قراره فى اعماق البحر الهائج وتمسك بطوق نجاة" قبول طعون المحكمة الادارية العليا" وليذهب سيد قراره الى الجحيم !!
وهرول قادة حزب الاغلبية الى طوق نجاة" الاستقالات و الانزواء بعيدا"ً بعد مرحلة الفساد و الافساد.
ويحاول اخرون البحث عن اطواق للنجاة ولا يجدونها مثل وزير الداخلية بعد ان كاد ان يغرق البلاد معه ومثل امين التنظيم الذى نال كراهية الجميع بجدارة .
حتى مفجروا الانتفاضة شباب ميدان التحرير يتمسكون بطوق نجاة" استمرار الاعتصام فى الميدان" حتى لا تسرق ثورتهم وخوفاً من البطش بهم وتمسك الشعب   بطوق .نجاة"التماسك"وقام الشعب بحراسة الشعب فى ظاهرة ايجابية وحيدة وسط هذا الطوفان العنيف.          وتمسك الجيش بطوق نجاة  "الحكمة والصبر"


  الجميع يتمسكون بأطواق نجأة تنجيهم وتنقذهم  بينما نقف نحن اقباط المشهد نبتسم فى بلاهة او نشكو الحال ببلادة ونعوم مع كل ريح تحملنا لا عن ايمان وتسليم لمشيئة الله بل لأننا:
 لا نعرف متى نزعل ومتى نغضب ؟
لا نعرف متى نوافق ومتى نرفض ؟
لا نعرف متى نتكلم ومتى نصمت ؟
لا نعرف متى نطالب ومتى نترفع ؟
اعذرونى اصبحنا مثل تلك الشخصية التى لا ملامح لها فيستهين   بها الجميع.
وأصبحنا لا نعرف بأى طوق نجاة نمسك ؟!
الكل تم دعوتهم للمشاركة فى حوار لتعديل الدستور ومواده حتى الاخوان المسلمون !
وتم تجاهل الكنيسة تماماً وعندما جاء أحدهم ’يلِمح برقة ولطف عن مطالب الاقباط.أجابه المتعاطفون مع الاقباط من المسلمين المعتدلين " انه مش وقته "!!
أخوتى ..أرى انه وقت للمطالبة وقت جيد نشدد فيه الايادى واثقين.... الكل ثار.. الكل يطالب الكل يحاول أن يحقق مكسبا! ونحن صامتون مبتسمون متلبدون تماماً وهنا يظهر سؤال:   يعنى عايزنا نعمل ايه؟
الاجابة الأهم ان نئن ونتوجع بصوت عال ... لقد مضى زمن الصمت ! و الكل يعبر عن قضاياه  بفصاحة  ونحن نتلعثم! ومنهم  من يملك قضايا دامية جارفة ونحن نملك قضية المحبة و السلام ونخاف ان نعلن عنها بصوت قوى وبحق. أخوتى .. لوأن كل قبطى تحدث الآن عن حقوق المواطنة الكاملة للاقباط وعن المادة 2 من الدستور وعن قانون الاحوال الشخصية للاقباط وحرية العبادة و الاعتناق وعن قانون بناء الكنائس صدقونى  سيسمعونا هذه المرة وباحترام !
وستساندنا حق المواطنة !
او حقوق الانسان !!!!!!!
اما عن طوق النجاة الذى يجب ان نتمسك به هو" تلك البطاقة الوردية اللون المسماة البطاقة الانتخابية"
أخوتى أقباط مصر المتحدين :

"الحزب الذى كان يراهن عليه اقباط مصر على انه الاسد القوى الذى يحمى ويدافع عنهم وهنا أقصد   "  الحزب  الوطنى  الديموقراطى  "  طلع
أسد من كرتون ويلفظ الأن انفاسه الاخيرة قبل ان يموت !! وباقى الاحزاب بدأت تنظيم الصفوف وتعد العدة للمشاركة فى كعكة الحكم والوليمة الضخمة لحكم مصر!
 ونحن ننظر بحسرة وحيرة  فقط  ... فى ظل غياب قيادات ميدانية توجه الدفة والرغبة!فاكرين القمص سرجيوس؟

نحن كأقباط مصر ورقة رابحة جداً لو أحسن استخدامها وتوجيهها نحو الاشتراك فى حزب ليبرالى يتعهد بأن يعيد لنا حقوقنا ومصالحنا لرجحنا رغم أنف الجميع بجدارة  كفة هذا الحزب . وان لم نستخرج هذه البطاقات الانتخابية وان لم نخرج لننتخب الاشخاص الجيدين الموصى عليهم من قادة الاقباط الميدانيين سوف نغرف ونكون فى ذيل القائمة وأتعس شعب مصر..... دى مش عوامة للبلبطة ياأقباط مصر دى طوق نجاة.