الأقباط متحدون - أصل الحكاية .. عيون بهية!
  • ١٣:٠٦
  • الاربعاء , ١٥ فبراير ٢٠١٧
English version

أصل الحكاية .. عيون بهية!

ليديا يؤأنس

مساحة رأي

٤٦: ١٢ م +02:00 EET

الاربعاء ١٥ فبراير ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بقلم: ليديا يؤانس
أصل الحكاية و كل الحكاية .. عيون بهية!
عيون بهية بالحُب مليانين ..
عيون بهية تقتل مالهاش دواء ولا طبيب ..
عيون بهية تذبح مالهاش ديه ولا بديل ..

آه يا بهية وخبريني مالهُم بيكي اللايميين!

مع الإعتذار بسبب الاقتباس لبعض الكلمات من هذا العمل الغنائي الجميل.

لا أتكلم هُنا عن بهية التي يتغني بها العزبي ..

بل أتكلم عن بهية .. المحروسة .. إجيبتوس .. أُم الدنيا ..

أتكلم عن بهية معشوقة المصريين ..
أصل الحكاية و كل الحكاية .. عيون بهية!

البعض قد ينظُر للذين يعيشون خارج مصر بأنهم أقل حُبًا ووطنية لمصر، عن الذين يعيشون بداخلها،  قد يُدينون المصريون بالخارج علي أنهم لا يُبالون بمصر وبما تُعانيه، وكل ما يهتمون به التنعُم بالدولار واليورو والأسترليني! 

عندما يصدُر هذا الإعتقاد عن أشخاص عاديين يُعانون من شظف الحياة في مصر،  ربما يكون مقبولًا!
ولكن للأسف أحيانا تصدر هذه الإدانة من بعض الشخصيات الإعلامية أو الأدبية في سياق أحاديثهم سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة!

في الواقع أحبائي أنتم مُخطئون،  أنتم تنظرون للمصريون بالخارج علي أنهم أنانيين، ويفكرون في أنفسهم فقط،  وأنهم أقل وطنية عن حضراتكم،  ولكن العكس قد يكون صحيحًا!
في الواقع أحبائي، فإن البعض مما يعيشون بداخل مصر، ويتشدقون بحبهم لمصر، ويلتحفون بردائها، مصر بالنسبة لهم هيّ "السبوبة"  التي عن طريقها يتكسبون المال،  ويحققون البرستيج الأدبي والأجتماعي،  ولكن حينما يأتي عليهم الدور بأن يضحوا من أجل مصر ستجدهم يعطون لمصر القفا!

لا وألف لا .. لا تُزايدوا علي وطنية الغالبية العظمي من المصريين بالخارج.
لا وألف لا .. لا تنظرون لأنفسكم علي أنكم أفضل من المصريين بالخارج،  فقط لأنكم مازلتم تعيشون في حضن بهية!

ليكن معلومًا لجميعكُم،  إن المصريين بالخارج يتنقلون في كل بقعة من بقاع العالم،  ومصر بداخلهم لا تُفارقهم،  مصر تعيش بداخلهُم وليس هُمْ يعيشون بداخلها،   أنهم يعشقون مصر،  ليس بالكلام أو الكتابة ولكن عمليًا.

أصل الحكاية عيون بهية، ومن أجل عيونها، المصريون بالخارج يدعمون مصر ماديًا وسياسيًا وأدبيًا واعلاميًا؛ لأنهم يعشقون بهية؛ لأنهم ترعرعوا علي أرضها وشربوا من نيلها ولفحتهُم شمسها. 

يجب أن يكون معلوما للجميع،  أنه وراء كل مصري بالخارج قصة صعبة،  جعلته يخرج من مصر أو يهرب من مصر!

خروج المصري من مصر لا يُقلل من وطنيته،  ولا تجعل أصابع الإتهام تُشير إلي عدم وطنيته أو خيانته لمصر،
خروج المصري من مصر قد يكون إختياريًا في حالات نادرة جدًا،
خروج المصري من مصر قد يكون إضطراريًا في معظم الحالات،
خروج المصري من مصر قد يكون مصلحة له ولمصر!

وفيما يلي بعض الأمثلة علي إضطرار المصريين للهجرة خارج مصر:

(1)
الدكتور مجدي يعقوب الجراح العالمي،  المشهور بملك القلوب،  تاجٌ فوق رءوس كل المصريين، وكل العالم.
لو لم يخرج السير مجدي يعقوب  خارج مصر، لكان مازال قابعًا بأحد مكاتب التأمين الصحي؛  بسبب تكبيل إمكانياته العلمية، أو أصبح  نزيلًا بأحد المصحات النفسية؛ بسبب ما يحدث من تهميش للمسيحيين في مصر.

(2)
الدكتور أحمد زويل العالم الفيزيائي المصري، والأمريكي الجنسية،  الحائز علي جائزة نوبل،  فعلًا الدكتور زويل دُرة من دُررْ العلم والعلوم النادرة،  فكما أن هناك العديد من الشخصيات، والعقول المصرية الفذة العبقرية،  التي جعلت العالم يُشيرون إليهم بالبنان لعظمة ما قدموه للبشرية من خدمات وإنجازات علمية، كذلك زويل انه واحد من هؤلاء العمالقة الذين رفعوا اسم مصر عاليًا،  أنه واحد من الذين يُذكِّرون العالم دائمًا بعظمة المصريين.
لو استمر "زويل" في مصر، يُعاني من بعض الذين يُصدرون الفتاوي، والذين يُكفرون العلم والعلوم،  والحاقدين الذين يقفون سدًا حائلًا منيعًا، أمام من يُريدون تقديم العلوم والأبتكارات العلمية،  لكان انتهي به المطاف بأحد السجون أو أحد مكاتب الأرشيف بوزارة البحث العلمي، أو أحد المصحات العقلية!

(3)
الأولاد المسيحيين الذين حكموا عليهم بالحبس بتُهمة إزدراء الأديان؛  بسبب تمثيلهم مشهدًا في مقطع من فيديو مُدته 28 ثانية،  يمزحون فيه ويسخرون من بعض المُمارسات الداعشية!
هل الأفضل لهؤلاء الأولاد أن يكونوا داخل مصر، أم خارجها من منطلق الوطنية وحب مصر؟!
هل لو دخلوا السجن وعذبوهم ودمروا حياتهم،  سيكونون مصريون تفتخر بهم مصر؟!
وهل هُمْ أيضًا سيفتخرون بمصريتهم؟!

(4)
كثيرين من الأُسر المسيحية الذين يعيشون في رعب،  من خطف بناتهم،  أو قتل أفراد أُسرهم،  أو السطو علي مُمتلكاتهم ومنازلهم،  وتشريدهُم بلا مأوي،  ولا يجدون من يُدافع عنهم، ولا يستطيعون الحصول علي حقوقهم.
هل يُصبحون مُذنبين لو خرجوا من مصر، يبحثون عن بلد آخر، يُعاملهم كآدميين، ويحميهم من بطش المصريين للمصريين؟!

(5)
شخصًا إتهموه زورًا بأنه يبُشر بالمسيحية،  شخص من عائلة ذات أصل عريق، يملكون الأموال والمصانع التي تخدم مصر وتخدمهُم،  سجنوه وعذبوه وكادوا يقتلونه.
هل لو خرج هذا الشخص من مصر يُعتبر خائنًا؟!
هل لو خرج من مصر، يُعتبر أقل وطنية من الذين يعيشون في رغد في حضن بهية؟
ما رأي أصحاب الأقلام الذين يفتخرون بأنهم لم يتركوا مصر،  في حين أنهم تركوا مصر حينما شعروا أنهم قاب قوسين أو أدني من القضبان الحديدية؟!

(6)
الشخص الذي إعتنق عقيدة غير الإسلام،  وبحكم الإسلام أصبح مُرتدا ويجب قتله.
هل لكي يكون وطنيًا ومُحبًا لمصر،  يجب عليه ألا يخرج من مصر،  ويُقدم رأسه علي طبق من الفضة أو الذهب لأجل عيون بهية؟!

(7)
الشخص الذي يتهمونه بالإزدراء لمجرد الإدلاء بآرائه في بعض الأمور العقائدية،  أو الشخص الكاتب أو المفكر حينما تخرج أفكاره من حيز عقله لحيز العقول الأخري،  وفجأة يجد نفسه واقعًا تحت طائلة القانون،  والحناجر إشرأبت تقذفه بأفظع الشتائم، والفتاوي تصنفه ما بين الإزدراء والتكفير والخيانة،  والأحكام تلاحقه قبل أن تصدر الأحكام رسميًا!
هل الأفضل لهذا الشخص أن يعيش في مصر وحريته مُكبلة، مُنتظرًا الفتاوي والأحكام القضائية والشرعية، أم يكون خارج مصر يحترمون حريته طالما هو يحترم حريات الآخرين؟!

في النهاية، نعم يا أحبائي، أصل الحكاية و كل الحكاية .. هيّ عيون بهية!
من أجلها ناس تتغرب وتدفع الغالي والثمين،  وناس أخري لم تتغرب، ولكنها تستدفيء في حضن بهيه،  وتحصل علي مكاسب مالية وأدبية واجتماعية!
وفي النهاية،  كُله يهون لأجل عيون بهية!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد