الأقباط متحدون | اللجان الشغبية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٢:٠٠ | الثلاثاء ٨ فبراير ٢٠١١ | ١ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٩٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

اللجان الشغبية

الثلاثاء ٨ فبراير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر
معذرة، أنا لم أخطئ في كتابة العنوان، لكنها بعض الحقيقة التي قد لا نراها، والتي قد لا ندركها إلا في حينها، مع كامل احترامي لأولئك الذين تسبَّبوا في أن يعيدوا لنا الاحساس بالأمان والأمن في بلادنا، بعد أن غاب بغياب الشرطة، حيث عاد الكثير من أفرادها لعملهم الحقيقي، والذي لم يكن معلن أيام ما كانوا في زي الشرطة، وهو السلب والنهب والبلطجة.. وأنا أحيي تللك اللجان الشعبية الحقيقية، لكن هناك لجان شغبية مؤسفة تسيئ للمحترمين الذين بذلوا كل غال وثمين لتأميننا.

لكن أيها السادة، اسمحوا لي أن أروي لكم تلك القصة الحقيقية والواقعية المرعبة..
أحد المقرَّبين لي، استوقفه البعض بعد أحداث ثورة يناير المجيدة، وأنزلوه من سيارته، وأخذوها منه عنوة. المهم بعد قليل استعادها بمعرفة إحدى اللجان الشعبية، ولكن لم يعيدوها له ببلاش، إذ أخذوا عشرة آلاف جنيه مصري! يعني المسألة مش حكاية جدعنة ورجولة زي باقي الناس المحترمة إللي نزلوا بجد يدافعوا عن "مصر" وأهلهم وأسرهم في اللجان الشعبية، وما تقوليش العشرة في المية، وما تقوليش حلاوة، ده يطلع بمزاجي، لكن لما تطلع غصبًا عنه، تبقى مش مرجلة، وتبقى بلطجة مقنَّعة.

كمان حضرات السادة القراء، اسمحوا لي أن أسألكم، كيف سنستعيد الوضع المفترض أن يكون في شارعنا من أمن وأمان؟ بعد أن صار لكل واحد سلاحه من شومة، ومطوة، وسكينة، وحديدة، ومسدس، وغيره من الأسلحة؟! خاصة أن الكثيرين ممن كانوا آمنين أمثالنا، اعتادوا خلاص على القتل والقتال. فكم قُتِل بلطجية على أيدي اللجان الشعبية؟ وخلي بالك هنا لجان شعبية بجد، مش شغبية.

أنا غير معترض على ما فعلوه، لكن أخشى أن يستشري ذلك في دمنا، ونعتاد على فعل ذلك، ونستبدل الشرطة والقانون بقانون اللجان الشعبية، مما قد يؤدي لوقوع الكثير من أعمال البلطجة الرسمية، تحت غطاء اللجان الشعبية التي بدأت صح، وقد تُكمل خطأ، وربنا يستر. ولكم أن تنظروا لوسائل مواصلاتنا، تجد الأوتوبيسات تغلق الأبواب ولا تعمل، ولا تنقل أي أحد، ومتروهاتنا بقت مشتعلة ومعبئة بالمشاجرات بين الركاب بطريقة مقلقة، بقى الكل مش طايق بعضه، وصار الكل يأخذ حقه بنفسه. ويحكي لي أحدهم، أنه رأى حادث مروري عادي تسبب في اصطدام ثلاث سيارات في بعض، بإهمال أحد الشباب إياهم- مش بتوع "التحرير"- ولما قبضوا عليه وأصرُّوا على الذهاب لقسم الشرطة، قال
لهم: "ودوني"، فانتبه الجميع أنه لم يُعد هناك قسم، فقالوا له: "اذهب يا ابني ربنا يسامحك"!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :