بالفيديو.. خرافات في عصر العلم.. أساطير «الموتى» تربك البسطاء.. متوفٍ يطلب نقله إلى ضريح بعد 40 يومًا من الدفن.. أحمد كريمة: «خزعبلات».. و«جمال الدين»: كرامات الأولياء
أخبار مصرية | فيتو
الخميس ١٦ فبراير ٢٠١٧
رغم التطور الهائل في المجال التكنولوجي، وهو ما يعني أنه لا مجال للتصديق بالخرافات، أو ما يطلق عليها البعض بالكرامات، ولكن أكثر من واقعة شهدتها المحافظات خلال الأيام القليلة الماضية، كانت ظواهر تدعو للدراسة.
طلب ميت
ففي الثامن من فبراير الجاري، شهدت قرية المقربية، التابعة لمركز قوص، بمحافظة قنا، واقعة استخراج جثة المواطن محمد عبد الوهاب مصطفى، من قبره، بعد مرور أربعين يوما على وفاته، بعد أن زار أحد أفراد أسرته في المنام، وطالبه باستخراج جثته من المدافن، وإقامة مقام وضريح له، وبالفعل تقدم أهله إلى النيابة العامة، بطلب لاستخراج جثته، ونقلها إلى مدفن وسط منزل العائلة، وساحة باسمه، وفقًا لرواية أهلية المتوفى.
وتم استخراج الجثمان وسط زغاريد وزفة، أعدها أهل المتوفى له، أثناء نقله من مدافن العائلة إلى مكان الضريح، الذي تم إعداده له خصيصا، وتحيط به ساحة كبيرة، مكتوبا عليها اسمه.
وبعدها أغلق أهالي المتوفى أبواب الساحة والضريح، الذي تم نقل الجثمان فيه، ورفضوا الأحاديث الصحفية والإعلامية، وأغلقوا الأبواب، قائلين: «لا يوجد شخص في المنزل، على الرغم من أنهم في البداية أكدوا وجود شقيقه».
وبسؤال أحد أهالي القرية، قال: إنه سمع القصة كغيره من أهالي القرية، ولكن دون أي اقتناع بالأمر. مؤكدا أن أحد أفراد أسرته قال: إنه زاره في المنام، وطلب منه استخراج جثته من قبره، بعد 40 يوما من وفاته، وإقامة ضريح له بمسقط رأسه في القرية.
النعش بيتحرك
وفي 14 من الشهر ذاته شهدت قرية «شبرا ملس» بمركز زفتى بمحافظة الغربية، حالة من الذهول بين أهل القرية عند تشييع جثمان رجل مسن، فعندما حملوا النعش لأداء صلاة الجنازة فوجئوا بتحرك النعش للوراء مسافة 100 متر تقريبا، وعدم السيطرة عليه ووجههم النعش إلى اتجاه آخر وهو مكان «خُلوة» الرجل الذي كان يسكن بها 43 عاما، وحاول أهل القرية توجيه النعش إلى المقابر بعد الوصول إلى بيته ولكن لم يستطيعوا تحريك النعش.
وأكد شهود عيان أن أهل القرية جميعا حضروا إلى بيته لمشاهدة الجنازة واستقبلوه بالزغاريد والهتافات، وتواصل أهالي القرية مع الشرطة لإصدار التراخيص اللازمة، وتم دفن الشيخ «محمد عصر» في بيته.
وقال سمير عصر، ابن عم المتوفى: «تشرفت بحمل نعشه من بيته إلى المسجد وأثبت كرامة شهد عليها الجميع، وعندما توجهوا به إلى المقابر ليدفن دفع النعش إلى الوراء قرابة 100 متر بالقوة ولم يستطع الجمع الغفير تحريكه إلى جهة المقابر فساروا معه حيث يسير بهم حتى توجه بهم إلى خلوته التي قضى فيها 43 عاما، كما أخبر أقاربه قبل موته أنه سيموت خلال 3 أيام وجاء المسئولون ورجال الشرطة وأعطوا التراخيص اللازمة على الفور لدفنه في موضع خلوته وقرر أهل القرية أنه سيتم تشييد مقام للشيخ».
رأي الدين
ومن جانبه أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المتفرغ بجامعة الأزهر، أن مثل هذه الأحداث ليس لها أي أثر ديني يثبت صحتها؛ قائلًا: «إحنا مش هنزل الشريعة للخرافات والأساطير والأوهام والدجل والشعوذة».
وتساءل أستاذ الفقه المتفرغ بجامعة الأزهر: هل هناك أحكام فقهية تصدر عن طريق المنام؟ موضحًا: صدور الأحكام عن طريق المنام خاص بالأنبياء والرسل فقط مثل ما حدث مع نبي الله إبراهيم عليه السلام حين أُمر في المنام أن يذبح ابنه، لكن من يقول إنه رأى شقيقه الميت في المنام يطلب منه نقل جثمانه إلى مكان آخر فهذا «تغييب للعقول وصرف لها عن عالم الشهادة إلى الغيبيات وهذا أمر لا يليق».
وأشار «كريمة» إلى أن ما يتردد من طيران النعش وعودته للخلف وغير ذلك فهذا «تلبيس إبليس»؛ متسائلًا: لماذا لم ينقل لنا أحد أن نعوش الأنبياء كانت تطير في الهواء؟ ولماذا لم نقرأ أيضًا أن مثل هذه الأمور كانت تحدث مع الصحابة رضي الله عنهم؟ مؤكدًا: «هذه خزعبلات يرددها غلاة المتصوفة ليجعلوا أشياخهم أعلى مرتبة من الأنبياء».
وعن توصيف العامة لهذه الأفعال بـ «الكرامة» أكد أنه توصيف خاطئ لأن تعريف الكرامة في الشريعة الإسلامية أمر خارق للعادة يظهره الله على يد عبد صالح تخليصًا له من شدة؛ وما يتردد من عودة النعش للخلف أو غير ذلك لا علاقة له بهذا المفهوم.
أصحاب كرامات
واختلف معه الشيخ محمد جمال الدين نائب الطريقة الأحمدية في الغربية، قائلا إن الشيخ «محمد عصر» يعد من أصحاب الكرامات، فظل معتكفا مع ربه 40 سنة ولم ينشغل بالدنيا، مشيرًا إلى أنه أوصى أهله وذويه قبل وفاته بدفنه في خلوته إلا أنهم رفضوا خوفًا من يتحول المنزل لمقام يزوره الناس.
وتساءل «جمال الدين» في حديثه لـ«فيتو»، «لماذا ينكر أهل هذا الزمان الكرامات وهي موجودة منذ أيام رسول الله؟»، مضيفًا «وأثبتن للأوليا الكرامة ومن نفاها فانبذن كلامه».