الإسكندرية محافظة لا يعيش لها محافظين .. 9 محافظين تعاقبوا عليها خلال 6 سنوات
إيهاب رشدي
الجمعة ١٧ فبراير ٢٠١٧
محافظ يمضى وآخر يجيء ولازال الاسكندرانية يترحمون على أيام المحجوب
كتب – ايهاب رشدى
" سأعمل على عودة الاسكندرية كما كانت ، عروسا للبحر الأبيض المتوسط " تعد هذه العبارة هى أشهر التصريحات التى أدلى بها كل من تولى منصب محافظ الاسكندرية ، العاصمة الثانية والمدينة الساحلية الأكبر فى مصر ، وذلك خلال الستة أعوام الماضية منذ قيام ثورة يناير 2011 ومغادرة اللواء عادل لبيب – بلا عودة - لمقر محافظة الاسكندرية و الذى تم حرقه فى ذلك الوقت .
ومنذ ذلك الحين وحتى الآن تعاقب على الاسكندرية تسعة محافظين ، أحدثهم الدكتور محمد سلطان ، محافظ البحيرة السابق والذى تولى قيادة المحافظة أمس الخميس خلفا للواء رضا فرحات .
و بالرغم من حديث العديد من المحافظين الذين تولوا ذلك المنصب عن مشروعات عملاقة كثيرة تمت فى عهدهم وذلك خلال تصريحات إعلامية ، إلا ان المواطن السكندرى لم يشعر بأى تحسن يذكر فى الخدمات التى تقدمها المحافظة خلال السنوات السابقة بل على العكس ، فقد صارت الاسكندرية عجوز البحر الأبيض المتوسط وخاصة مع استفحال قضيتى النظافة ومافيا البناء المخالف ، واللتين تعدا أكبر التحديات التى تواجه أى مسئول جديد يتولى المحافظة ، هذا بالاضافة إلى اشغالات الطرق والباعة الجائلين ومشاكل المرور وغيرها ..
ولم يعد الكثير من أهالى الثغر قادرين على حفظ وتداول اسم محافظهم وذلك بسبب كثرة الأشخاص الذين تعاقبوا على ذلك المنصب ، ولم يستمر أغلبهم سوى عدة أشهر ، بينما كان الاوفر حظا فيهم هو اللواء طارق مهدى الذى بقى حوالى عام ونصف العام .
المحجوب محبوب الاسكندرانية
بينما يظل اللواء عبد السلام المحجوب هو محبوب اهالى الاسكندرية الباقى فى اذهانهم يترحمون على أيامه ، وذلك رغم العديد من السلبيات التى شابت عهده ، ولكنه المحافظ الوحيد الذى شهدت الاسكندرية فى عهده ( 1997 – 2006 ) تطويرا فى ميادينها وشوارعها ، وتوسيعا لطريق الكورنيش ، وهو الذى قاد اول منظومة نظافة أثبتت نجاحها فى الاسكندرية ، واعاد بناء وصيانة العديد من المرافق والمنشآت فى الاسكندرية .
أما عن التسعة محافظين الذين تعاقبوا على الاسكندرية منذ عام 2011 وحتى الآن فكانوا كالتالى :
1- الدكتور عصام سالم
تولى منصب المحافظ خلفا للواء عادل لبيب ، وذلك خلال الفترة السياسية الملتهبة التى أعقبت ثورة يناير ، وهو الاستاذ بهندسة الاسكندرية و رئيس جامعة الاسكندرية الاسبق وفى اول تصريحاته اكد انه سيكون دائما بجوار الشعب السكندرى وسوف يشعرهم بأن بلدهم الاسكندرية رجعت لهم ولكنه لم يبق فى المحافظة سوى ثلاثة أشهر حيث احتج المواطنون عليه واتهموه بأنه من رموز الحزب الوطنى المنحل .
2- الدكتور أسامة الفولي
عُين محافظا فى عهد عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق ، وكان عميد كلية الحقوق بالاسكندرية ، ولم يكمل عامه الاول فى المنصب ( أغسطس 2011 – يوليه 2012 ) إلا وتقدم باستقالته عدة مرات وشكا من عدم تعاون الأجهزة التنفيذية والأمنية معه لاعادة الانضباط الى الشارع السكندري ولمحاولاته التصدى لطوفان البناء والهدم بدون ترخيص
3- المستشار محمد عطا عباس
عينه الرئيس الاخوانى المعزول محمد مرسى وبقى فى المحافظة من سبتمبر 2012 إلى يونيه 2013 ، و هو خريج كلية الشريعة والقانون- جامعة الازهر وعُرف بانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، وكان لنائبه حسن البرنس نشاط مواز للمحافظ وتردد وقتها أن المحافظ قد فوض له القيام بصلاحياته .
4- المستشار ماهر بيبرس
وكان هو الآخر محسوبا على نظام الرئيس المعزول محمد مرسى ، وهو خريج كلية الحقوق والتحق بعدة مناصب فى السلك القضائى , وعُين محافظ لبنى سويف قبل توليه محافظة الاسكندرية ، ولكنه لم يبق فى منصبه سوى أقل من شهرين ، حيث أندلعت ثورة 30 يونيه ، ورحل مع رحيل القيادات الاخوانية .
5- اللواء طارق المهدي
عُين محافظا فى عهد المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية خلال الفترة التى اعقبت ثورة يونيه وهو خريج الكلية العسكرية و عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة يناير 2011 ، وكان قد تولى مسؤولية مبنى إتحاد الإذاعة والتليفزيون ماسبيرو خلال إدارة المجلس العسكري للبلاد.
وبقى محافظا نحو عام ونصف العام ( من 13 أغسطس 2013 وحتى 6 فبراير 2015 ) ، عُرف عنه حبه للاعلام والتصوير فى كل خطوة يقدم عليها فيما سمى بالانجازات ، وهو الذى اعلن بأن هناك 27 ألف عقار مخالف بالاسكندرية ، ولكنه لم يستطع التعامل مع هذه العقارات المخالفة إلا بازالة 500 منها على أكثر تقدير ، وبدأت فى عهده مشكلة القمامة فى الازدياد بصورة لم تشهدها الاسكندرية من قبل .
6- المحاسب هانى المسيرى
حاصل على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة الإسكندرية ، هُوجم فى بداية توليه المحافظة بسبب حمله للجنسية الامريكية ، فال عن نفسه أنه قدم نموذجا مختلفا للمسئول التنفيذى فى الدولة ، ولكنه لم ينجح فى النزول إلى رجل الشارع وصرح بأن عدم توافر الموارد المالية هو السبب فى تعثر المحافظة ، ودعا إلى اللامركزية فى إدارة المحافظات ، وقد تقدم باستقالته بعد غرق شوارع الاسكندرية فى مياه الامطار والصرف الصحى فى أكتوبر الماضى بعدما تسببت تلك الازمة فى وفاة عدة أشخاص ، ولم يبق فى منصبه سوى حوالى ثمانية أشهر .
7- المهندس محمد عبد الظاهر
26 ديسمبر 2015 إلى 7سبتمبر 2016 ، ولم تشهد المحافظة خلال تلك الاشهر أى تحسن ملحوظ ، هو من مواليد الاسكندرية وكان قد شغل منصب سكرترير عام محافظة الاسكندرية ثم محافظا للقليوبية ، صرح بأن مفيش حاجة فى الفساد مش موجودة فى الاسكندرية "وأن أراضى الاسكندرية كلها منهوبة بالمليارات وانه لو استعاد حق الدولة فى الاسكندرية لأصبحت مصر من اغنى دول العالم ،وقد نشبت خلافات بينه وبين وزير التنمية المحلية حول أراضى تخص الدولة فى الاسكندرية . وقال قبل مغادرته للمحافظة إذا كانت مغادرتى للمحافظة هى الضريبة التى سوف ادفعها لقول كلمة حق ، فلا مشكلة عندى .
8- اللواء الدكتور رضا فرحات
7 سبتمبر 2016 إلى 15 فبراير 2017 ، وكان محافظا للقليوبية قبل توليه محافظة الاسكندرية ، وهو حاصل على ليسانس الحقوق والشرطة عام 1982م، ودكتوراه في العلوم السياسية حول أزمة دارفور وانعكاساتها على الأمن القومي المصري، و دورة في إدارة الأزمات من المملكة المتحدة ، وكان هاجسه الاول خلال الخمسة الاشهر التى تولى فيها قيادة المحافظة هو مرور فصل الشتاء بدون كوارث ، بعد الشتاء الاسود الذى مر بالاسكندرية فى نهاية عام 2015 والذى كان سببا فى الاطاحة بالمحافظ الاسبق " هانى المسيرى " ، ولكن لم تشهد المحافظة اى تحسن يذكر فى ملفات القمامة والبناء المخالف خلال الاشهر القليلة التى أمضاها بالثغر .
9- الدكتور محمد سلطان
تولى منصب المحافظ منذ امس الخميس وكان محافظا للبحيرة قبل مجيئه للاسكندرية ، وهو حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة - جامعة القاهرة عام 1994 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وماجستير في جراحة العظام .
وكان قد تولى العديد من المناصب القيادية قبل إدارته للبحيرة أهمها مديرعام الطوارئ بوزارة الصحة ، ورئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة و رئيس هيئة الإسعاف المصرية .