العربي العجاتي خورشيد عماد الدين
د. مينا ملاك عازر
السبت ١٨ فبراير ٢٠١٧
د. مينا ملاك عازر
في بلادي الكل منشغل بالتعديلات الوزارية وتغييرات كابتن محمد حلمي في مباراة الإنتاج، وفي هذا الصدد لا يمكنك إلا أن تفكر لماذا هذا خرج ولماذا هذا دخل؟ ولكنه في نطاق الوزراء ولاعبي الكرة هذان هما الفئتان الوحيدتان اللتان من حق الشعب المصري التغيير فيهما والاستفسار عن سر خروجهما ودخولهما.
وإن كان المنتخب يختاره كوبر، وقائمة نادي الزمالك يختارها مرتضى والتشكيل يختاره الجهاز الفني، فالوزراء تختارهم جهة غير معلومة تنظر للسوابق فترفض هذا وتقبل ذاك، وتطمئن إلى أن وزير الزراعة عليه كلام فتختاره لتخذي العين بإخراجه من الوزارة لما تحب تعمل تعديل وزاري، في بلادي الوزير مُصير، والشعب مخير بين البقاء تحت سلطة الوزير السابق أو الخروج على سن المعاش، ولسنا نعرف لماذا خرج الوزير أشرف العربي؟ هل لغوا خلاص خطة مصر 2030 أم أنهم سيحفظوه في الثلاجة وبحبة خل وملح لغاية ما تيجي السنة إياها ويطلعوه في مفاجأة لمن سيبقى منا حياً رغم الغلاء والبلاء حتى هذه السنة فيقضون عليه من هول المفاجأة.
أما خورشيد وزير الاستثمار فأنا أعرف أنها خرجت لأنها كذبت رئيس الوزراء الذي نفى احتياجنا لقانون استثمار، وقالت أنهم عاكفين على عمله مع أن الكل يعرف أن رئيس الوزراء وضع قانون الاستثمار في الرف التحتاني من تلاجة مكتبه ليطمئن على أنه سيبقى صالح لإشهاره في وجه المستثمر إللي مش على مزاجه ومساندة المستثمر إللي عايزه يدخل فراخ مستوردة لمدة أسبوع لإنقاذ الصناعة الوزارية.
أما العجاتي فقد أتعب رئيس مجلس النواب، والخلاف بينهما كبير حول القوانين، والاثنين مش عارفين يتفقوا كلام أي جهة سيادية يتنفذ، فقرروا التضحية بواحد منهما والأسهل طبعاً العجاتي في سبيل إبقاء عكاشة مسقطة عضويته، وأحمد مرتضى منصور في المجلس، والشبكي يحلم بالبرلمان، والسادات في لجنة القيم، والسيارات تحمي رئيس المجلس الذي صاغ الدستور.
وبقى عماد الدين الذي اتفق مع شركات الدواء لرفع سعره، وإغراق الأسواق بالدواء لحين أن ينخفض الدولار، فترفعه مرة أخرى لأنه فيه مصلحة عكسية بين انخفاض القيمة الإيجارية وارتفاع سعر الدولار، في ظل احتكار السوق لمستحضرات التجميل، ولذا الصيادلة لا يعرفوا إن كان يبيعوا الدواء بالسعر القديم أم يبيعونه بالسعر الجديد، المهم أننا في بلد يخرج وزيرها نزهة ويعود لكرسي البرلمان ثم كرسي وزارته بعد ثورتين، وسلم لي على اللواءين مصيلحي لأننا في دولة مدنية.
المختصر المفيد لا غذاء ولا دواء، فقط نحن في بلاء.