الأقباط متحدون - ولم يزالوا يلقبونه بالأستاذ
  • ٠٩:٢٦
  • الاثنين , ٢٠ فبراير ٢٠١٧
English version

ولم يزالوا يلقبونه بالأستاذ

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاثنين ٢٠ فبراير ٢٠١٧

أستاذ هيكل
أستاذ هيكل

د. مينا ملاك عازر
أول أمس كانت الذكرى الأولى لرحيل الأستاذ رحمه الله، وأبقى لنا مصر بتاريخها منقوص الوثائق، مبتور الأحداث، محتكر الحكايات في مصلحة رجل واحد رحل وترك وراءه كتب لو وضعت للدراسةوالتحليل والنقد لما اكتفت مكتبات العالم.

أستاذ هيكل أين وثائق مصر؟ ولماذا لم تتيحها في شكلها الخامدون لمساتك؟ ودون طباعتها في كتب لكي يحللها الباحثون الجادين، ويعرفون من أين لك بمعلومات لم يعرفها أحد سواك؟ وما كان لأحد أن يعرف ما أنت تعرفه حتى أبطال الحكايات التي ترويها.

الأستاذ رحل ولكن بقت مصر يا سادة بلا وثائق، فدار وثائقها الأعرق في الشرق الأوسط محدوبة الوثائق، ودار وثائقها الغير رسمية رحلت وتركت وراءها وثائق مطبوعة منقحة على مزاج من صنفها في كتب واستند إليها.

ناهيك عن أنه ترك وراءه كم هائل من القصص غير موثقة ولا مثبتة ولا سند لها إلا روايته وشهادة شهود رحلوا، ولم يروي عن شهادتهم الأستاذ إلا بعد رحيلهم ليضمن أن يبقى هو المصدر الوحيد للحكاية، وسلم ليعلى المصداقية والمهنية والحرفية والتأريخ.

لا أشك أنه اجتهد وسعى، ولكن لا أن يقدم لنا التاريخ الحقيقي لكن لكي يكون ويبقى بالقرب من كراسي السلطة إلى أن لفظته السلطة، فقلب لها ظهر
المجن، وانظروا لكتبه عن السادات لتعرفوا أين مصداقية من تستقوا منه التاريخ للأسف؟
صحفي مجتهد نابغ، أهدر موهبته التي شهد لها كثيرون في سعيه المربك لإرضاء ناصر، ويكون بوق له، وكتابة أفكاره، ومده بالأفكار الهدامة، كاستخدام لفظة نكسة بدل من الهزيمة لسلب وعي الشعب للأسف.

ساند السادات، وهو في ذلك ليس مجامل ولا صاحب جميل، فهو ساند الشرعية، وما أن اختلف معه السادات ولفظه لمحاولاته التسلطية، انقض عليه، وأخذ ينهش في شرفه وخلقه، وللأسف يصدقه الكثيرون، وينحنون له، ويعتبروه أستاذاً.

أين وثائق مصر يا أستاذ؟ وإن لم تستطع الإجابة فليجيب عنك مريدوك ومحبوك، ومصدقوك ويقولون لنا بأي صفة تنشر وثائق مصر؟ وبأي صفة تحتفظ بها في مكتبتك الشخصية –التي سبق تعرضها لحريق هائل اتلف العديد من هذه الوثائق-وبأي حق تنشر منها ما شئت ولا تنشر منها ما لا تشاء نشره، قولوا لنا بأي حق يمنع المصريين من رؤية الوثائق في مادتها الأولية دون تلاعب في مضمونها؟ ولماذا تثقوا بأنه أو غيره لم يتلاعب في مضمونها بما أنه المحتكر الوحيد لها.

أخيراً، رحمه الله، وأبقى لنا الوطن بتاريخه يشهد عنه وبه وله رجال مخلصون غير نفعيين ولا انتهازيين، ولا مؤلفين للأحداث قالبين للحقائق، متخذين منها ما يناسبهم ونابذين ما لا يناسب أمزجتهم وأهوائهم، ولتاريخ مصر الله وشعبها وباحثيها الجادين.

المختصر  المفيد لا تنسوا أنه من مدعي سعودية تيران وصنافير.