بقلم: تيتو غبريال
مع إشراقة الشمس يبدأ يوم جديد للأنسان و لا يدرى الإنسان ما هى نهايته سوى روح الأنسان الساكن فيه . فالإنسان لم يكن فى مقدوره تحديد نهايته لكن فى مقدرته تحديد نهايته و قديما قال سارتر " الإنسان يسعى لتحقيق قدره " و ها هى ثورة 25 يناير 2011 لم يكن أحد يعلم و لم أبالغ إن قلت حتى ممن دعوا إليها هذا النجاح . لكن المهم أن تنتهى هذه الثورة بنهاية يرضى عنها الشعب و بداية لعهد جديد و لعلها الثورة التى كان ينشدها و لعلنا نتسائل هل هذه الثورة هى زمان إفتقاد مصر الإجتماعى و أولى خطوات نتائج نصر اكتوبر التى تأخرت كثيرا و لعل الأيام القادمة تجيب على هذا السؤال . غير أن هذه الثورة ألقت الضوء على كثير من النقاط أهمها : -
أولا : الأقباط إن المتتبع لما يجرى فى هذه الثورة و مما صاحبها من تعليقات داخليا و خارجيا على وجود شرخ بين مؤيدى المتظاهرين الطالبين المصرين على رحيل مبارك و نظامه و بين مؤيدى الحوار و خطوات التغيير – التى لم يشعر بها الشعب بعد نظرا لضيق الوقت لكنه سيشعر بها فى القريب العاجل– التى قال الكثير عنها انها تجاوزت 90% من المطالب ... سوف يدرك أن الأخوان المسلمون منظمون بطبيعتهم و لهم اجندتهم الخاصة ، كذلك الأحزاب التى بدأت تتوحد مع الأحتفاظ بأجندة كل منها ، أما الأقباط فينبغى أن نعلم أن هناك انقسام بينهم و هذا الأنقسام يتلخص فى الآتى : -
1- لم يحاولوا أن يتوحدوا رغم أن الإختلاف فى الرأى شىء صحى و مطلوب لكننى أتكلم هنا عن الفصيل المطالب و المنضم للمعتصمين ستجد أنهم غير متحدين و غير منظمين و كنت أتمنى أن ينتظموا و لعل عدم انتظامهم و توحدهم لأنهم مثل شباب ثورة 25 يناير بلا رأس و السبب فى ذلك هو انفصاهم فكريا و ليس روحيا عن الكنيسة و هذه هى النقطة الثانية .
2- لقد نجح النظام فى إحداث شرخ بين بابا الكنيسة قداسة البابا شنودة الثالث و كثير من شعبه خاصة الشباب و ذلك عن طريق رفض النظام للجوء الشعب القبطى للكنيسة و لقداسة البابا محتجين و متظاهرين لما يحدث ضدهم من إضطهاد و قسوة غير مبررة من أجهزة الدولة و على رأسها وزارة الداخلية ووزيرها الذى يطالب الشعب المصرى كله بمحاكمته عسكريا و جنائيا لما إرتكبه من جرائم ضد الأقباط خاصة و شعب مصر و جماعة الأخوان عامة هذا بالأضافة الى مؤامرته الأمنية ضد الأمن القومى للبلد التى تعد بحق خيانة عظمى . و لعلا موقف الدولة هذا جعل كثير من الأقباط يطالبون الكنيسة و قادتها أن يبقوا فى عملهم الروحى فقط ( لأن عملهم لم يكن كافيا و قابلا لأستيعاب اراء شعب الكنيسة و خاصة الشباب المخالف لرأيهم و هذا خطورة الرأى الواحد ) و الأعجب أن إنضم لهؤلاء الشباب عدد غير قليل من الكهنة ...
3- عدم الإتحاد و التنظيم ليس فقط الأرثوذوكس فقط بل شمل الطوائف المسيحية كلها اورثوذوكسية و كاثولوكية و بروستانتية و أخشى ما أخشاه أن تكون الخلافات الروحية إمتدت الى الخلافات السياسية و هذا شىء غير صحى ..
لهذا كله أناشد الأقباط بجميع طوائفهم الثلاث داخلياً وخارجياً أن ينضموا و يتحدوا ليس هم فقط بل أن ينضم إليهم أيضا معظم إخوتهم المسلمين فى هذا الوطن الذين لهم نفس المطالب و هو تحويل الدولة من دينية إلى مدنية و إلغاء خانة الديانة من البطاقة كما أننى أناشد الأقباط أن يتكلم نيابة عنهم مجموعة من الأشخاص يثقوا فيهم و فى مطالبهم على أن تكون هذه المجموعة همزة الوصل بينهم و بين كل من الدولة و الكنيسة و ليس هذا الكلام موجه فقط لأ قباط الداخل بل أيضا لأقباط الخارج و كلمة قبطى هنا تعنى مصرى فحينما يكون الخارج متوافق مع الداخل يتحقق إفتقاد مصر و يكون 25 يناير 2011 هو بحق زمان افتقاد مصر ..
4- شباب مصر شباب مصر الجميل الذى فجر هذه الثورة المباركة بدأ ينقسم و يستقطب من قبل الأحزاب و جماعة الأخوان فاننا نرى الأحزاب الآن بدأت تتصارع و كل منها له اجندته الخاصة و كذلك الأخوان المسلمين و قد بدأ كل من هذه و تلك يركب الموجة و كذلك تجد من يهرول ليكون له دور و الغريب أن الدور الذى يسعى إليه هو أن يكون رئيسا للبلد و كأن البلد لم ينقصها إلا الرؤساء فكل أنظمتها و مؤسساتها و هيئاتها كاملة لا ينقصها سوى رئيس للبلد و هناك من شخصن المسألة بينه و بين الرئيس و إبنه و لماذا لا فمصر فتاة صارخة الجمال الكل يود إغتصابها مثلما اغتصبت منذ القدم و أشد أيام اغتصابها و اختطافها منذ عام 1952 و الكل يود لو أخذها لنفسه و لم يفكر أحدً أبدً فى أن يضحى من أجلها كي يراها ملكة فى قصرها .. كل هذا كان سببه هو أن الثورة بلا رأس كل منهم يريد أن رأسا لهذا الجسد و ليعلم الجميع أن الجسم يلفظ كل ما هو غريب عنه فإن لم يكن الرأس متناسبا مع الجسد فلا يكون هناك إكتمال و تناغم و عافية لهذا الكائن الوليد الجديد . فيا شباب مصر إن كنتم تريدون بلداً قوياً فعليكم أن تدركوا ماهية الرأس التى سترضوها لجسد ثورتكم و فى النهاية ليس أمامنا خيار سوى إتحاد شباب مصر أقباطه و مسلميه لتشكيل بلدهم الجميل مصر و سيكونن عام 2012 بداية جديدة لمصر جديدة وعليكم أن تعطوا فرصة للسيد اللواء / عمر سليمان ننائب رئيس الجمهورية وللسيد الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء وثقوا أن ألله سيفتقد شعبه مصر ..