الأقباط متحدون - تعرفوا على آخر قرية تزرع نبات البردي الفرعوني في مصر
  • ١٠:١٤
  • السبت , ٢٥ فبراير ٢٠١٧
English version

تعرفوا على آخر قرية تزرع نبات البردي الفرعوني في مصر

منوعات | yallafeed

٥٧: ١٠ ص +03:00 EEST

السبت ٢٥ فبراير ٢٠١٧

 هذه الزراعة صارت نادرة للغاية
هذه الزراعة صارت نادرة للغاية

هل تعلم أن نبات البردي الذي استخدمه الفراعنة في صُنع الورق مازال يُزرع في مصر حتى الآن؟

ففي محافظة الشرقية وتحديداً بقرية "قراموس"  تنتشر الأراضي الخضراء المزروعة بنبات البردي، والذي يستخدم لصناعة الأوراق البنية القديمة (البردي) التي كان يستخدمها الفراعنة.

هذه الزراعة صارت نادرة للغاية حتى أصبحت "قراموس" القرية الوحيدة في العالم التي تخصص معظم أراضيها لزراعة هذا النبات.

 الاهتمام بزراعة هذا النبات، ثم تحويله لصناعة ورق البردي في هذه القرية، بدأ قبل نحو 30 عاماً حين أحضر أحد سكانها شتلات من هذا النبات الذي استخرجه من على ضفاف نهر النيل ليزرعها في أرضه.

وسرعان ما تناقلت البلدة هذه الزراعة لتتحول إلى مركز لزراعة مصناعة البردي.


القرية الأولى عالمياً في زراعة البردي وتصنيعه


بعد أن نجحت الفكرة، سارع أهالي القرية إلى تعلّمها فقاموا بتحويل زراعاتهم من القطن إلى نبات البردي، حتى تطور الأمر وأصبحوا يصنعون ورق البردي بالضبط كما كان يفعل قدماء المصريين قبل آلاف الأعوام.

ومع مرور الزمن، تحولت كثير من منازل القرية إلى مصانع صغيرة تنتج ورق البردي وتبيعه للسياح والبازارات السياحية.

لكنهم يشتكون الآن من قِلة المداخيل التي تؤمنها هذه المهنة، لا سيما بعد تعرض السياحة في مصر لأزمات متتالية أدت إلى انخفاض أعداد الوفود السياحية بدرجة كبيرة، وقِلة الطلب على ورق البردي.

إضافة إلى ذلك، عانت قراموس من الإهمال الطويل، سواء على الصعيد الزراعي، أو حتى الاهتمام بصناعة أوراق البردي، فتقلصت المساحات المزروعة بالبردي من 500 فداناً إلى 10 فقط، مما جعل السكان يتركون هذه الحرفة، لتقتصر على عدد قليل من أهالي البلدة.

القرية أصبحت قوة إقتصادية


بسبب تزايد أرباح بيع البردي قبل سنوات، تغيّرت الحالة الاقتصادية للقرية بشكلٍ كبير وأصبحت مقصداً لكثير من التجار من معظم المحافظات المجاورة للشرقية.

وأصبح متوسط دخل الفرد من هذه الصناعة حوالي ثلاث آلاف جنيه شهرياً، قبل أن يقل في آخر ثلاث سنوات.

صناعة يدوية لا تحتاج لأدوات مُعقدة


صناعة ورق البردي هي إحدى الصناعات اليدوية التي تعمتد على ماكينات قليلة وسهلة.

فتبدأ صناعة الورق من نبات البردي بتقطيع عيدانه إلى شرائح طويلة بواسطة خيط بلاستيكي قوي، ثم يتم وضعها في أوانٍ ممتلئة بـ "البوتاس" وهو مادة كيميائية تمزج مع الماء لتليين الشرائح.

في الخطوة التالية يتم نقلها لأواني أخرى تحتوي على مادة الكلور، التي تنظف الشرائح وتعطيها لوناً أبيض.

ثم يتم وضع الشرائح بترتيب متناسق بالطول والعرض، وبينهما قطع قماش وكرتون لامتصاص المياه وتجفيفها.

في النهاية يتم وضعها أسفل مكبس حديدي لضغطها على شكل ألواح من الورق، لتكون جاهزة للرسم والطباعة عليها.

مخلفات النبات لها استخدمات مهمة


بعد الانتهاء من الحصاد وتفريغ النبات من قشرته، يجمع أهالي القرية مخلفات البردي، ويستخدمونها في إشعال الأفران الريفية القديمة "الجُرن".

حتى المواشي يستفيدون من مخلفات النبات، حيث تستخدم بعض أجزائه كطعام للمواشي.

يُذكر أن الفنان حسين فهمي كان يُقدم برنامجاً على قناة التحرير "TEN" حالياً، وخصصّ حلقة لقرية قراموس وأهمية زراعة نبات البردي.