الأقباط متحدون - إسقاط عضويتي
  • ٠٧:٠٢
  • الاربعاء , ١ مارس ٢٠١٧
English version

إسقاط عضويتي

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاربعاء ١ مارس ٢٠١٧

مجلس النواب
مجلس النواب

د. مينا ملاك عازر
يدق جرس الهاتف، أفتح الخط وأنا قلق، فلست معتاد أن تأتيني أرقام مخفية تحت عباءة الأرقام الخاصة، أرد وأنا متلهف لأعرف من ذا الذي يطلبني؟ فالتعديل الوزاري تم، ولا حاجة لي الآن، يأتيني صوته حازم حاسم إنت الدكتور مينا ملاك؟ أعتدل في جلستي بين القلق من نبرة الشدة واحترامه لي بقوله الدكتور قبل اسمي، شيء من بين القلق والامتنان، فأقول طبعاً يا فندم فعصر النمر الغلط أوشك على الانتهاء، وأضحك فلا يبالي بمزحتي، وأسمعه يهاتف أحد جواره حطها للقايمة، لا أعرف ما هذه التي تحط في القائمة، لكنه يعاجلني بأمر عاجل أنزل دلوقتي حاتلاقي عربية مستنياك، أسأل في لهفة طب ممكن أتأخر على ما أغير هدومي، وأسأله في خليط بين المزاح والاستفسار هو الحكومة لحقت عشان تعدلوا فيها؟ فلا يبالي ويغلق الخط، فضولي يدفعني للبس ثيابي وأنا لا أعرف أي ثياب يليق بأي مشوار رايح له، لكني ألبس وأنزل فأجد سيارة كلها سوداء حتى زجاجها وأرقامها مطموسة، فأشك أنني مخطوف، لكن سلاح ناري مصوب لي يقطع فكري واسترسالي في التأمل، فأقفز للسيارة في احترام لنفسي قبل أي شيء.

تقطع بي السيارة طريقها دون اكتراث بإشارات المرور، وأصل لجهة ما، أدخلها فأجلس في حجرة ما كبيرة بها عدد كبير من الناس يتحققون من شخصيتي من بطاقتي، ويوجه لي كبيرهم هذا ما بدى من كلامه سؤال لماذا تهين المجلس؟ لماذا تهاجمه؟ لماذا لا يعجبك رئيسه السيد علي عبد العال؟ فأقاطعه متلهفاً ،الدكتور علي ده حبيبي، وكتبت عنه الكثير من المقالات، ده راجل سكر، وأنا أحبه لله في لله، ثم أسأل متعجلاً هو فيه إيه؟ على طريقة الفنان عادل إمام، فيدق الكبير على المنضدة التي أمامه وهو يقول وكمانمش عارف فيه إيه؟ وبتقلد الفنان عادل إمام، فأسال سريعاً، هي دي تهمة؟ فيرد الفنان رمز من رموز البلد إللي مش عجباك، مصر دي أمي يا فندم، ده أنا إللي بأقول، فيهمهم لمن بجواره، ضيف دي كمان للقائمة، بيخلط الأنساب، فقلت أنساب إيه إللي بأخلطها يا فندم؟ فيرد بجدية بالغة معروف أن مصر أم الدنيا وأنت مينا مش الدنيا، وليس لك أخوات تبقى مصر إزاي أمك؟ يا فندم ده تعبير مجازي، فيقاطعني كمان بتعلمنى المجازي واللي مش مجازي، فأسكت، فيسألني إزاي تهرج معايا في التليفون؟ فأدافع عن نفسي الهزار مش وحش ده لسه محافظ البنك المركزي قايل نكتة، فيرد وكمان مش عاجبه بالدليل محافظ البنك المركزي وبيعترف إنه هرج معايا في التليفون، إحنا كده مش محتاجين أدلة أخرى، ولا تهم أخرى تثبت عليه، بيتهيء لي ضروري إسقاط عضويته، موافقة، فأنتفض موافقة مين؟ هو فيه حد رفع إيده؟ فيندفع إنت كمان بتكذبني وبتقلب السادة الزملاء علي، لا لازم يتحول حالاً للجنة التشريعية، فيأخذوني من تلابيبي للجنة التشريعية التي ينظر من بها لي في أرف، ويقولون دون النظر للورق، موافقة، يسقط عضويته، وفجأة أجد نفسي في قاعة متسعة وبها ناس كتير يرفعون أيديهم أثناء تلاوة قرار إسقاط عضويتي، وفجأة يجرني الأمن للخارج، وهم يقولون هات الكرنيه، ليس لك عضوية، أفهمهم أنني لست عضو أصلاً، فيكيلون اللكمات ووسط آلام مبرحة من الضرب الذي أتعرض له لإخراج الكرنيه الذي لست أملكه في الأساس، ووسط محاولاتي صد الضربات، أجدها بصوتها الحاني توقظني بهزها لي، ما ظننته في حلم ضرباً، لا لم يكن حلم لكنه كابوساً من وحي إسقاط عضوية النائب المحترم السادات.

المختصر المفيد يسقط يسقط حكم المجلس.