إسقاط السادات وبرلمان عبدالعال ومشكلاتنا المستعصية
سعيد السنى
الاربعاء ١ مارس ٢٠١٧
سعيد السني
بشروا يا قوم.. انحلت كل مشكلاتنا.. صرنا في نعيم وأمان ورفاهية ورخاء وحرية وديمقراطية، يحسدنا عليها الأعداء، ووقف الخلائق منبهرون، يتعلمون كيف يبني «مجلس نوابنا»، قواعد المجد لمصرنا المحروسة.. لم لا.. وقد اجتمع على قلب رجل واحد، برئاسة الدكتور على عبدالعال، وقررإسقاط عضوية النائب المُشاغب محمد أنور السادات، بموافقة الأغلبية الكاسحة للأعضاء، ولولا «قلة» من النواب، ناقصي الوطنية، لكان القرار بالإجماع، وهي قلة لن تفلت على كل حال، ولسوف يتم تصفيتهم واحداً وراء الآخر لتطهير المجلس الموقر منهم، حفاظاً على الدولة والبرلمان من السقوط.
الآن، لنا أن نزهو ونتباهي بـ«عبدالعال» وبرلمانه، ونتيه بهم فخراً على الأمم.. نعم.. فكل المشكلات المستعصية التي عانينا منها كثيراً، صارت ذكرى.. لمَ لا، وقد تم طرد السادات من البرلمان شر طرده.. فها هو الإرهاب في سيناء قد اندحر إلى غير رجعة، وعاد أقباط العريش إلى بيوتهم معززين مكرمين، ولم يعد لدينا إرهابيين ولا حتى متطرفين دينيا في عموم البلاد، وانعدمت المشاحنات الطائفية بين السلفيين والأقباط، التي كانت تجري من وقت لآخر، على خلفية بناء كنيسة أو صلاة المسيحيين بدون ترخيص (!!)، وانمحى «التطرف» من عقول وأذهان ووجدانات المتطرفين، وحل محله الاعتدال والسماحة والمحبة للمجتمع والناس تعايشاً وتعاوناً، واندثر المكفراتية وفتاواهم وتلاشوا من حياتنا، فلم يعودوا يظهرون على الشاشات والمنابر والمواقع السلفية والجهادية.
ليس هذا فحسب.. تعليمنا صار منافساً للتعليم الياباني، ومتفوقاً على نظيره السنغافوري، والأوروبي، والأميركي، واختفت الدروس الخصوصية، وتمت عصرنة المناهج على أحدث الأساليب، تربية لأبنائنا وعقولهم على منهج التفكير العلمي، والقيم المرغوبة، كما تم ترقية المعلم مهنياً ومادياً، وأصبحت مدارسنا جاذبة، وليست طاردة للطلاب، بما استجد عليها نتيجة إسقاط السادات، من توفر للمباني والملاعب والأنشطة المُساعدة على التربية السليمة، بما ساهم في صعود تعليمنا الأساسي في جودته للمراتب الأولى، مودعاً المرتبة 139، قبل غنيا مباشرة (ترتيبها الأخير 140)، فضلاً عن انتشال جامعاتنا، ودفعها إلى الصدارة في التصنيفات الدولية لقوائم «أفضل الجامعات»، بعد أن ظلت لسنوات طويلة خارج هذه التصنيفات، أو في ذيلها على أحسن الأحوال.
لا تزال النتائج العظيمة لـ«فصل السادات» من برلمان عبدالعال، تتوالى.. فقد اعتدل حال «مستشفياتنا الحكومية»، في تقديم خدماتها بمهنية فائقة للمترددين عليها، تطبيباً وعلاجاً ومداوةً، ولم تعُد ترفض استقبال حالات خطرة، بحجة عدم وجود سرير في العناية المركزة، كما توقفت عن مكايدة «المريض الفقير» المتمسك بقرار علاجه على نفقة الدولة، بأن تقول له «خلي الدولة تنفعك»، إذا امتنع عن شراء الأدوية والمستلزمات الطبية والجراحية من خارجها، وسداد أثمان التحاليل والأشعات وما شابه، وهذا بخلاف تحسن خدمات التأمين الصحي.. أما «الدواء»، فبات متوفراً بكثرة، رخيصاً، بعد أن تمردت «وزارة الصحة» على غيلان صناعة واستيراد وتجارة الدواء 1 X
ads.speakol.com
ونفضت عن كاهلها ثوب الخضوع لهم، وتحررت من ضغوطهم، وأنشئت صناعة وطنية للمنتجات الدوائية، وودَّعمت القائم منها.. وعادت «ألبان الأطفال» متاحة بأسعارها القديمة، دون إهانة ولا فحوصات للثدي ولا غيره.
إسقاط البرلمان عضوية السادات، له مفعول السحر.. فالجنية المسحوق، قد استرد عافيته، واستأسد على «الدولار»، بعد أن توحش الأخير وتغول ونَّكدَ علينا حياتنا، فانخفض إلى أربعة جنيهات، عملاً بنبوءة طارق عامر محافظ البنك المركزي.. صحيح أن عامر، قالها ك «نكتة»على سبيل السخافة.. لكن سبحان الله.. تحققت النبوءة.. كما أن طرد السادات أعاد لنا السياحة 1 X
ads.speakol.com
الروسية وغيرها من الجنسيات، التي خاصمت مقاصدنا السياحية.. لا ننسى الهبوط الحاد بأسعار جميع السلع الغذائية والأجهزة الكهربائية، ولا الرفاهية التي هبطت علينا، بزيادةً هائلة في الرواتب والمعاشات والدخول لكافة الفئات، ناهيك عن سداد الدولة لديونها المتراكمة خارجياً وداخلياً.
أما الكلام الفارغ عن حصانة المشرعين والنصوص الواردة بالدستور لحماية نواب الشعب من تعسف السلطة، فليس مناسباً الآن، فهو كلام يعكر علينا فرحتنا بهذا الإنتصار البرلماني التاريخي العظيم، على السادت(!!!).. وعذراً أن تحدثت عن تغير حالنا المائل، وحل مشكلاتنا أعلاه، فقد كان صرحاً من خيال، انبنى على «حالة الاستنفار» البرلماني لإسقاط السادات، لكن الصرح هوى.
نسأل الله السلامة لمصر
Saidalsonny2@gmail.com