الأقباط متحدون | المهم ما نعرفه نحن
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٣:٥٦ | الجمعة ١١ فبراير ٢٠١١ | ٤ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٠١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

المهم ما نعرفه نحن

الجمعة ١١ فبراير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: د. يحي الوكيل
فى مقال نشره موقع "مصراوي" أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن اعتقاده بأنه لا أساس لتخوف الغرب من قيام دولة اسلامية في مصر.
ليس مهمًا ما يظن الغرب، بل المهم ما نعرفه نحن، وسوف نعانيه عندما يقفز الإسلاميون على السلطة.
لقد رأينا جميعا المثل الإيراني والباكستاني والسوداني والأفغاني، وحتى الصومالي والموريتاني، وكيف انهارت هذه الدول بعد أن وصل الإسلاميون لسدة الحكم، و كيف انهارت دولة مثل إيران كان جيشها من القوة بحيث كان معدًا لدحر الجيوش السوفياتية إن تحركت جنوبًا، محاولة الوصول إلى منابع البترول إبان الحرب الباردة، فإذا به ينهزم أمام العراق الأضعف منه كثيرًا، وذلك في حرب اعتمدت تكتيكات الحرب العالمية الأولى، بعد أن قام الإسلاميون بتصفية كل الضباط ذوي الاتجاهات العلمانية من الجيش، فخلا الجيش من كوادره القادرة على استعمال التقنيات الحديثة، وانتهت الحرب بخراب شبه شامل للدولتين. هؤلاء الضباط لم تتم تصفيتهم عن خيانة أو نقص فى الولاء لوطنهم، بل فقط لعدم مطابقتهم فى العقيدة والفكر لمن ركبوا الثورة الإيرانية من رجال الدين.
لقد اخترت مناقشة المثل الإيراني لأنه الأقرب من حيث التركيبة الثقافية والحضارية للشعب المصري، ولأن التماثل في مجريات الثورة يكاد يكون متطابقًا؛ فالثورة الإيرانية قامت على أكتاف العلمانيين والأحرار من كل أطياف تركيبة الشعب الإيراني، ضد حاكم يظن أن له الحق المطلق في الاستمرار في حكم البلاد، وبعد أن انتصرت الثورة وغادر الشاه، ركب الخوميني وملاليه الموجة الغالبة، ورأينا بني صدر – العلماني و ليس الملا – يطرد خارج البلاد و يكفر لاحقًاً.
الأمثلة الأخرى أيضًا تؤكد ما أريد إيضاحه، وهو أن الحكومة الدينية ستكون خرابًا على البلاد بأكثر مما كانت أي حكومة أخرى، حتى أيام المماليك والعثمانيين.
أى حكومة ترى أنها في جانب الحق المطلق - كما هو الحال مع الحكومة الدينية - ستضطهد كل من يخالفها في العقيدة الدينية والسياسية أيضًا، وهذا سيعني حجبًا لحرية الرأي واضطهادًا لكل العلمانيين والمسيحيين، وحتى متبعي المذاهب الإسلامية المختلفة عن المذهب السني السلفي الذي تنتهجه جماعة الإخوان - أو ربما كان من الأنسب تسمية الأشياء بأسمائها الصحيحة و ليصبح حزب الإخوان المسلمين.
هذا الاضطهاد سيحجب مبدأ المساواة فى المواطنة، وهو حجر الزاوية في بناء المجتمع الحر المنتج، وسيعطل الحرية الفكرية والإبداع العلمي والأدبي والفني؛ ومن يدري فلعلهم "يحطمون أصنام الكفار ومعابدهم الكافرة" فيدمرون تاريخًا تركه لنا أجدادنا المبدعون. هؤلاء الأجداد الذين عبدوا العديد من الآلهة و لم نعرف في تاريخهم قيام حرب دينية إلا عندما اقترن فرض عبادة الإله آتون بالسلطة السياسية ممثلة في الفرعون إخناتون، وهو درس من التاريخ يجب أن يعيه كل الساسة في كل دولة في العالم.
الدور الأمثل لأي جماعة دينية هو دور اجتماعي بحت، يقدم الدعم للأقل حظًا من فئات المجتمع، ويُعلي مكارم الأخلاق، ويحض عليها، ليسود بين الناس المحبة والسلام والمعاملة الطيبة، مهما كانت عقيدتهم، وبدون العنصرية المقيتة التي تتسرب لمثل هذا الجهد، إن وُجد فتقصره على طيف واحد يطابق في العقيدة القائمين على هذا الجهد. أما السياسة فهو دور يقوم به الساسة المدربون على تصريف الأمور و مبادئ القانون والدبلوماسية.
أنا أعرف عن يقين أن السياسة تفسد الدين، وأن الدين يفسد السياسة، وإانهما كالماء والزيت لا يمتزجان ولا يجب أن يمتزجا، وإلا كان الناتج النهائي فاقدًا لخصائص كلا من النوعين الأصليين. أعرف أيضًا أن الدولة الحرة تحاسب مواطنيها – إن كان ثوابًا أو عقابًا – على ما يفعلون وليس ما يعتقدون، ولكن ليس هذا ما يعتقده الإخوان.
هذا ما نعرفه عن الإخوان المسلمين، فنحن أولى أن نحترز منهم قبل الغرب.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :