برقية عزاء
د. مينا ملاك عازر
السبت ٤ مارس ٢٠١٧
د. مينا ملاك عازر
السادة مسؤولي حركة حماس، أشاطركم العزاء في مصابكم الأليم الذي حل بكم وبأمتنا العربية بسقوط ثلاث من خير رجال المقاومة، وهم يشقون نفقاً يخترق الحدود نحو مصر، فلا شك أن ألمكم بالقلب لا يوصف، وهو أيضاً بقلبنا لا يوصف، وتعجز عنه الكلمات، أعزيكم وأعزي نفسي، بل أعزي أمتنا العربية في هؤلاء الرجال الثلاثة الذين قرروا أن يشقوا الصعاب، ليصلوا لأرض العدو الغاشم فيسهلوا لزملائهم الصناديد نقل السلاح والعتاد، فيرهبوا به عدونا وعدو الله.
أشاطركم العزاء، فمصابنا واحد، فكل رجل تخسره المقاومة العظيمة في إطار جهودها المشكورة لهز الأرض من تحت خير جنود الأرض، هو رجل لا يعوض، وأني لأؤكد أنني أسف وكل المصريين معي لما يمارسه الجيش المصري من أعمال ترنو لتأمين حدود بلاده، مدعياً أن ذلك حقه، فمن أين له بهذا الحق أن يؤمن حدود البلاد؟ فعليه أن يتركها مستباحة لرجالكم، يخترقونها وينهشون في لحم مدنيي هذا البلد.
كما يؤسفني حقاً، أن أعمال هذا الجيش في بعض الأحيان تعرقل جهودكم في تهريب الحشيش الذي يضبط دماغ المقاومين، بل أيضاً يمنع نقل السجائر للمكافحين الذين في بلادهم حتي يستطيعوا احتساء الشاي والقهوة بنفس راضية على جثث المصريين المقتولين ذبحاً ورمياً بالرصاص على أيدي رجالكم المغاوير، والمحزن حقاً أن أعمال الجيش المصري المانعة لشق الأنفاق والهادمة لما تم شقه منها بالفعل تمنع نقل السلاح الذي يدعم رجالكم على الجانب المصري الذين بلا هذا السلاح يعجزون عن سفك دم هؤلاء المصريين الذين لا يستحقون العيش على أرض بلادهم، فأنتم بها أولى، لا أستطيع تخيل أن لهذا الجيش قلب وضمير يسمح له أن يعوق جهودكم الحثيثة لتحرير أرض مصر من المصريين لتسكنوها تاركين أرضكم لأصدقائكم الإسرائيليين، لكن ها هو الزمن يفعل فعلته والضمائر تشترى وتتغير وتجدهم يتشددون على الحدود ويمنعون وصول دعمكم من الرجال والعتاد لفرعكم على أرض الكنانة للاستيلاء عليها.
أي عروبة تلك التي يتحدثون عنها وأيديهم ملطخة بدماء رجال المقاومة الأشاوس؟ أي وطنية هذه التي يدعونها وهم يقومون بعملهم هذا بمنعكم عن نقل كل ما هو يؤدي لدعم المقاومة للأرض المصرية من مواد شديدة التفجير وأسلحة متطورة وأزياء مشابهة لتلك التي يرتدونها الجنود المصريين؟ هل يظنون أنكم تحاولون التشبه بهم ليختلط عليهم الأمر؟ لا والله فأنتم فقط تعدون العتاد لجيشكم القادم متى انتقلت سيادة هذه الأرض لكم، فيبقى الزي موحد، كيف تطاوعهم أيديهم على هدم الأنفاق ومنع إنشائها وهي التي طالما ساعدت على اختراق سجون مصر وتحرير المجرمين والإرهابيين من بين أسوارها؟ فمنذ متى استخدمت تلك الأنفاق لعمل ضار ضد مصر وأهلها؟ هل كنتم تأخذون الغذاء المدعوم والوقود المدعوم بأسعار بخسة ليحرم منه المصريين لتمنحوه للإخوة تحت الحصار بأسعار غالية فتتربحون منه؟ وليكن، ألم يصب هذا في خزائنكم في سويسرا وفي كروشكم؟ ولما لا؟ وما الغضاضة في هذا؟ إذن لماذا يفعلون هذا العمل الدنيء ويمنعون الأنفاق أ لعلهم يمنعونها خوفاً من رجالكم الذين اعتادوا قتل جنودهم؟؟ وليكن، ألم تقتلونهم لتقديمهم شهداء لربهم، ولترضوا أصدقائكم الإسرائيليين على الجهة الأخرى من حدودكم الشرقية والجنوبية والشمالية؟ إذن لماذا يتضايق الجيش المصري من الأنفاق وما ضرره منها؟ وهي التي قامت بأدوار لا ينساها لها لتاريخ من أعمال سيخلدها سواء قتل ونقل مخدرات وإشاعة الفوضى وبث الذعر، وتعم الفائدة المادية على الجميع من المتواطئين معكم وعلى قادتكم العظام.
المختصر المفيد إن لم تستحي، فاشجب قيام الجيش المصري بقتل عمال فلسطينيين يشقون أنفاق لاختراق الحدود.