الأقباط متحدون - 5 قصص حب في طريق «سامية جمال».. الفن يمحي الحزن أحيانا (بروفايل)
  • ٠١:٢٧
  • الأحد , ٥ مارس ٢٠١٧
English version

5 قصص حب في طريق «سامية جمال».. الفن يمحي الحزن أحيانا (بروفايل)

فن | صوت الامة

٠٣: ٠١ م +02:00 EET

الأحد ٥ مارس ٢٠١٧

سامية جمال
سامية جمال

 مرت بطفولة قاسية بسبب معاملة زوجة أبيها «خليل إبراهيم محفوظ».. بدأت حياتها كـ«خياطة» مكافحة تبلغ الـ 60 من العمر في قلبها، أما وجهها فيبدو عليه أوائل العشرينات لشغفها للحياة، تعلوها ابتسامة تفتح لها القلوب عندما تنظر إليها.. لم تتركها الحياة قست عليها لتعمل في مصنع قماش، ثم «ملاك رحمة» في أحد المستشفيات.. لم تكن تعلم في يوم من الأيام أنها سيذاع صيتها لتصبح أيقونة الرقص الشرقي ليس في مصر فقط، إنما في الدول الغربية.

 
«زينب خليل»، التي ولدت 5 مارس 1924، اصطحبتها جارتها في أواخر الأربعينات لتشاهد فيلم أسطورة الرقص الشرقي بديعة مصابني «ملكة المسارح».. انبهرت بما شاهدته من أداء يتألف من سلسلات مختارة إراديا من حركات الجسم، تعلقت بالفن والسينما واعتزمت التخلص من أحزانها القديمة في الرقص وبدأت مشوارها الفني مع فرقة «بديعة مصابني» لتغير اسمها إلى «سامية جمال» ومن ثم صنعت لها مملكة خاصة وأسلوب مغاير لـ«بديعة» فمزجت بين الرقص الشرقي والغربي، طورت من أدائها وركزت على إبهار المتفرجين بموسيقى وإضاءات وملابس ورقصات جماعية.
 
حب «سامية» الذي كان
حياة «سامية جمال» ذات الوجه البشوش مليئة بالمفاجآت والأسرار، فليس كل ما هو ظاهر يظهر الباطن- كما يقولون- فهناك آلام وجروح عاطفية في قلبها تظهر بصورة مغايرة على هيئة ضحكات وابتسامات خارجية، وكان لـ«فريد الأطرش» الجزء الكبير في ذلك، إذ إنه أول من طرق باب قلبها وكان الجميع يعلم بأن قصة جبهما ستككل بالزواج ولكن لم يحدث ذلك حيث كان يرى أن «الزواج سيقضي على عاطفة الحب، وبالتالي يضيع مصدر وحيه وإلهامه لألحانه وأغانيه الشهيرة».
استهواها السلطة والمال ودخلت في قصة حب ثانية من عضو بمجلس شورى النواب وأحد الأثرياء يدعى «أحمد عبدالفتاح» ولكنها انتهت سريعا لتعود إلى فريد الأطرش حبها الأول ليصدمها مرة أخرى باهتمامه بالفن والمجد الذي كان عائقا في زواجهما.
بعد ابتعادها عن الأطرش جذب قلبها شاب بألحانه.. إنه الموسيقار «بليغ حمدي» الذي كان بدأ أن يذيع صيته في عالم الفن بعد أن لحن لـ«عبدالحليم» و«أم كلثوم»، قصة الحب التي جمعت بين عنصري الفن «الموسيقى والرقص»، كتب لها الفشل عقب اتصال هاتفي من مجهول أخبر «سامية» أن الموسيقار الشاب خطب فنانة جديدة. 
 
فخ الحب والدنجوان
قررت «الراقصة الحافية» بعد «كسرة» قلبها أن توافق على الزواج من متعهد الحفلات الأمريكي «شبرد كينج»، بعد أن التقيا في إحدى الدول الأوروبية، وحاول تعويضها عن الحب الأول وتزوجا بعد أن أشهر إسلامة وغير اسمه إلى «عبدالله»، وعملا معا في الكثير من دول العالم وشاركت في فيلم أمريكي باسم Valley of the Kings، وفيلم فرنسي آخر، لم تستمر القصة طويلا لتطلب الطلاق وتعود إلى مصر بعد أن كشفت نواياه السيئة بأنه استغلها في الحصول على عقود احتكار في بعض المسارح ليجني من ورائها الأموال ضاربا بفؤادها عرض الحائط.
رفضت الزواج بعد صدمتها الثانية حتى ظهر في طريقها «الدنجوان» رشدي أباظة، الذي التقته في روما، ونشأت بينهما علاقة حب كانت حديث الصباح والمساء وبعد العمل في فيلم «الرجل الثاني» قررا الزواج واستمرا بع بعضهما قرابة 18 عاما، حتى جاءت في يوم تطالع صحيفة لتقرأ خبرا بعنوان: زواج «أباظة» من الفنانة صباح.

علاقة الحب القوية التي تحاكى عنها الجميع وقررت وقتها اعتزال الفن والتضحية بالرقص لم تستمر ليعلن الثنائي خبر انفصالهما في هدوء، لتظل الراقصة السمراء لم تعش قصة حب كاملة.

اعتزال الرقص والوصية الأخيرة

«الفلوس تصنع المعجزات».. ضائقة مالية تعرضت لها «سامية جمال» جعلتها تعود للرقص مرة أخرى بمساعدة الفنان سمير صبري، الذي كون لها فرقة موسيقية، ولكنها لم تستمر طويلا بعد جمعها لأموال تؤمن حياتها فقررت الاعتزال مرة أخرى وشراء مدفن خاص بها وأصبحت تزوره كل فترة، كما أدت فريضة الحج، وكانت وصيتها عند وفاتها أن يُخرج جثمانها من سلم الخدم في هدوء حتى وافتها المنية عام 1994 عن عمر ناهز الـ 70 عاما، لتنتهي قصة أسطورة الرقص الشرقي.

اللحظات الأخيرة في حياة السمراء

لم تعاني سامية جمال من أية أمراض حتى وفاتها، ويقول صديقها العازف«محمد أمين»، إنها كانت شخصية اجتماعية وكانت تهتم بعلاقات الأسرة والأصدقاء، فضلا عن اهتمامها بالحرص على رشاقتها ما تسبب في إصابتها بـ«أنيميا».

وعن لحظاتها الأخيرة يقول إنها دخلت المستشفى قبل 4 أشهر من وفاتها حيث كانت تعاني من هبوط حاد في نسبة الهيموجلوبين في الدم، مما استدعى عملية نقل دم، ونصحها الأطباء وقتها بتناول الفيتامينات والاهتمام بالتغذية، ولكنها قررت الخروج من المستشفى، وعندما اتصل بها أخبرته بأنها تكره رائحة المستشفيات، لتنتقل إلى شقتها في الزمالك وبعدها بأيام شعرت بآلام في المعدة وعقب إجراء الفحوصات ثبت إصابتها بجلطة في الوريد المغذي للأمعاء بسبب الأنيميا ما تطلب إجراء عملية استئصال للأمعاء، ولكن حالتها لم تتحسن وفقدت الوعي حتى توفيت.