الأقباط متحدون | عندما تحكم شعبًا لا تعرفه
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٣٥ | السبت ١٢ فبراير ٢٠١١ | ٥ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٠٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

عندما تحكم شعبًا لا تعرفه

السبت ١٢ فبراير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: سحر غريب
فوجيء بأن شعبه الخانع الذي كان يتغنى بإنجازاته ويسبح بحمده ليلاً نهارًا، ويتغنَّى بأول طلعة جوية فتحت باب الحرية قد اختفى، وجاء بدلًا منه شعب جديد لم يعتاده، شعب شاهد المهازل تُحاك، والفساد ينمو، والبطالة تحيك خيوطها حول أحلام الشباب، شعبًا لم يعد يعترف بألوهية الحاكم ونظرية الحاكم الأب، ويقول للغول أنت غول يا سيد يا محترم، وأنا لست خائفًا من عيناك الحمراء.. لم يدرس شعبه جيدًا، ولم يهتم إلا بالإحصائيات المُزوَّرة لكي يستند عليها عند التعامل مع هذا الشعب.
 
كره الشعب الجديد- الذي فوجئنا به جميعًا- كل ما يمت بصلة للنظام من رأسه حتى ذيله.. لم يتقبل منه أي مبادرة خير أو محاولة إصلاح؛ فثلاثون عامًا كانت كافية، والفرص كانت سانحة أكثر من مرة لعمل بعض التعديلات التي تليق بهذا الشعب العريق. لم يستمع الشعب إلي من دعى إلي إعطاء النظام فرصة، فبعد 25 يناير الفرص كانت شحيحة، والتغيير أصبح مطلبًا حيويًا لا استغناء عنه.
 
تعجبنا من الشعب الذي لا يغفر بعد أن انتهى خزينه من الغفران.. لم يسامح في دماء (400) شاب، ولم يستطع أن يغفر وهو يرى قوارير الفساد تُكسر قارورة قارورة، لنكتشف أننا كنا نحيا داخل بالوعة قاذورات!!
 
لم يعتد هذا الجيل أن يقبل الرأي والرأي الآخر، فهو جيل ينتمي سياسيًا إلي حقبة عصر "مبارك"، حيث الحزب الواحد والرئيس الواحد والرأي الواحد الذي يشوِّش على أي رأي مواز له.
 
وبالتأكيد لا يثق هذا الجيل بنظام كان يقول رأسه له بأنه لا زيادة في الأسعار، ليفاجأ الشعب في اليوم التالي بأن الأسعار تضاعفت، وهو نفس الرأس الذي كان يؤكِّد أنه سيحارب الفساد، لنكتشف بأنه يأويه ويحميه ويمنع عنه المسائلة القانونية، وهو ذات الشخص الذي كان يقول بأن محدودي الدخل هم همُّه الشاغل، لنفاجأ باختفاء هذا المواطن المحدود وتحوُّله إلي مواطن معدوم الدخل! هذا هو النظام الذي ظل رابضًا على قلوبنا ثلاثين عامًا بوعود لم تتعد حدود الشفاه، وكأنها مُخدِّر موضعي مؤقت ليس مطلوبًا منه العلاج.
 
عشنا الفترة الماضية حالة تذبذب بين ما يلقيه علينا النظام وبين ما نحلم به، وشاهدنا فروقًا كبيرة في التوقيت بين نظام يتحرَّك ببطء السلحفاة، وشبابًا يتعاملون مع رغباتهم بضغطة زر! تابعنا تساقط الشهيد تلو الشهيد حتى بات سقف المطالب يتعدَّى عنان السماء..
 
كان شباب "التحرير" كالرجل الذي يهز الشجرة لتتساقط عليه بالخيرات، فتسقط الخيرات بالقطَّارة، ففي البداية سقط التوريث ونزل علينا نائب للرئيس لطالما طالبنا بوجوده، ثم سقط أشاوس الحزب الوطني أرضًا ومعهم عدد لا بأس به من وزراء كانوا يتخيَّلون أن "مصر" هي عزبة أبيهم التي ورثوها؛ فتساقطوا جميعًا وهم ممتزجون بطبقة من العار الثقيل. وهكذا بقى أبطال "التحرير" تحت شجرة الحكم، يهزُّونها فتنزل عليهم الأطايب، ويصرخ معهم الشعب فرحًا بإنجازات لطالما حلموا بها. ولكن ثوَّار "التحرير" أبدًا لا يرضون ولا يرضخون، فقد تعلَّموا أن الآن ملكهم هم فقط، وغدًا لا يعلمون كيف سيكون مصيرهم.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :