الأقباط متحدون - أمن الدولة في قبضة الأمن الوطني
  • ٠٩:٣٤
  • الاربعاء , ٨ مارس ٢٠١٧
English version

أمن الدولة في قبضة الأمن الوطني

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاربعاء ٨ مارس ٢٠١٧

 الأمن الوطني
الأمن الوطني

د. مينا ملاك عازر
إذا كان لكل إنسان نصيب من اسمه، فللأجهزة نصيب من اسمها، وُلِد بوليس سياسي ووصل ليكون أمن الدولة ثم غيروه تغيير ثوري ليصبح الأمن الوطني، هكذا وباختصار رحلة جهاز من أهم أجهزة الأمن المعنية بالأمن القومي للبلد والمواطن، فمن وقت أن كان معنياً بأمن الدولة فقط على حساب المواطن إلى أن قامت ثورة يناير، فالاقتحام غير محمود العواقب الذي أسفر عن انتشار المعلومات الأمنية في يد من يسوى ومن لا يسوى، بل أصبح ضباطه وخيرتهم في مرمى الاستهداف الإرهابي، ولا ننسى هنا محمد مبروك وغيره كثيرين، حينها كان اسمه الأمن الوطني وكأنهم يحاولون أن يصبغونه بصبغة وطنية وينتزعون اعتراف بأنه وطني مع أنه في الحقيقة كان وطني أكثر من هؤلاء الذين اقتحموه، كان وطني ولم يزل أكثر من كثيرين في جماعات عادتهم، خطأه الوحيد أنه غفل ولم يقدر ولم يحسن التعامل مع بعض المتآمرين في ثورة يناير، أنه لم يقر الغضب الشعبي قبل الثورة، خطأه أنه ترك معلوماته مستباحة لكن بات واضح أنه كان يعمل ولو خفية بدليل التسجيلات المسربة، يعاب عليه أنه سربها، تركها تُعلن، ولو كان بتسجيلاته يمتلك شيء لماذا لم يقدمها للقضاء؟

لكن كل هذا لا يهمني الآن، وليس مجال لنقاشه، فالرئيس زاره وصالحه ورد لهم الاعتبار والكرامة المسلوبة بعد الاقتحام،ويبقى للرئيس أن يضبط أفعال الجهاز التي يقال عنهابأنه يتجاوز في مسألة حقوق الإنسان، فإما على الرئيس أن يضبطها لو حقيقة أو ينفيها بشكل جازم لو كذب، وفي كل الأحوال جاءت خطوة زيارة الرئيس في خطوة أمنية غير مسبوقة من أي رئيس لهذا الجهازالذي يبدو أنه هُمِّش كثيراً ولمدة غير قصيرة، وبات الآن الوضع يحتاجه، ويحتاج للتشبيك بينه وبين باقي الأجهزة الأمنية والمعنية بأمن البلد والأمن القومي، تشبيك صافي جاد لصد الهجمات الإرهابية بكل أنواعها، يبدو أن ما كشف عنه اقتحام جبل الحلال من قبل قوات 777 كفيل بتحريك المياه الراكدة في بحيرة العلاقات الأمنية بين الأجهزة المصرية، وهذا حسن بحق، الدولة عرفت ضرورة إقامة الجهاز من عسرته، وبات من اللازم الإنهاء على كل الثغرات الأمنية التي يخترق منها الإرهابيين المنظومة الأمنية، فينفذون ضرباتهم الأمنية المحكمة والمحزنة والمؤسفة.

هكذا قام الرئيس بزيارته للجهاز بعد ست سنوات من اقتحامه لإجراء وإقامة شبكة جديدة من النظم الأمنية التوافقية بين كل أجهزة الدولة المعنية بسلامة وأمن المواطن والسائح، ولعل هذا يصب في خانة عودة السائح الروسي قريباً.

المختصر المفيد الأمن الحقيقي والمحافظ على حقوق الإنسان، مفتاح لبوابات الأمل والاستقرار.