الأقباط متحدون | حتى لا تتحول الثورة إلى إنقلاب عسكرى؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٣١ | الأحد ١٣ فبراير ٢٠١١ | ٦ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٠٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

حتى لا تتحول الثورة إلى إنقلاب عسكرى؟

الأحد ١٣ فبراير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: منير بشاى
اليوم الحادى عشر من فبراير ٢۰١١ أعلن الرئيس مبارك - استجابته لمطالب الجماهير- وقرر التنحى عن الحكم الذى استمر ثلاثون عاما.  وبذلك تكون ثورة الشباب التى قامت يوم ۲٥ يناير ۲٠۱۱ قد نجحت فى تحقيق مطلبها الرئيسى والذى عبروا عنه فى هتافاتهم "الشعب يريد إسقاط النظام".
الثورة الوليدة فى مهدها الآن ولا يستطيع أحد أن يتكهن بما يحمله المستقبل على وجه التأكيد. فجماهير المتظاهرين من الشباب الذين قادوا هذه الثورة لا يجمعهم رأى واحد ولا يحملوا مبادئ محددة ولا تحركهم قيادات واضحة.  وهذا ما دفعنى فى مقال سابق الى الإعتقاد أن تعدد الأراء، وإصرار كل على رأيه، والتخوف من قفز جماعات ذات أجندة خاصة على السلطة،  قد يدعو إلى ضرورة ظهور حاكم قوى يستطيع أن يمسك زمام الأمر، ويوقف كل عند حدوده، و بفرض رأيا واحدا على الجميع. ويبدو أن هذا وراء القرار أن تستلم القوات المسلحة مقاليد الحكم الآن من الرئيس المتنحى محمد حسنى مبارك.
وفى ظل الظروف الراهنة المليئة بالمتغيرات والمحاطة بالغموض يبدو ان سيناريو استلام الجيش للحكم  هو الأكثر عملية وأمانا. بهذه الطريقة يمكن تحقق نوع  من الأمن الداخلى وطمأنة العالم الخارجى على وجود إستقرار فى الحكم وضمانات لتعهدات مصر الدولية. كما يساعد ذلك على جذب رؤوس الأموال للأستثمار داخل مصر، ويشجع على عودة السياحة العالمية مرة أخرى الى مصر. هذه الأمور ضرورية لتقف مصر على أقدامها مرة أخرة بعدما أصابها من نكسة اقتصادية نتيجة توقف الحياة لمدى ثمانية عشرة يوما منذ اندلاع المظاهرات. ذلك لأنه بدون عودة العجلة الإقتصادية إلى الدوران من جديد لن يرى الشعب المصرى تحسنا فى حياتهم الذى ادى الى انتشار الفقر وبالتالى  الى سخط الشعب على حكم مبارك وفى النهاية إلى الثورة والإطاحة بالنظام.
الآن مضى مبارك ومضى نظامه، وتسلمت مقاليد الحكم القيادة العليا للقوات المسلحة. والمفهوم أن هذه مرحلة إنتقالية يتم خلالها تغيير الدستور واجراء إنتخابات ديمقراطية حرة يتسلم الحكم بعدها حاكم مدنى. ولكن إذا إستمر الصراع على السلطة أو إذا ظهرت شخصية عسكرية لها طموحاتها الخاصة قد يتغير هذا كله ويستمر الحكم فى أيدى العسكريين. وقد يحدث هذا عن طريق صندوق الانتخابات الذى عادة يصب لصالح من يجلس على كرسى الرئاسة لما لديه من امكانيات دعاية يستطيع بها السيطرة على مشاعر الشعب.
إذا حدث هذا سيكون تأكيدا لنظرية أن التاريخ يعيد نفسه. فهذا ما حدث فى ثورة ٢٣ يوليو ۱٩٥٢ عندما كان ما تم اعلانه وقت قيام الثورة أنها مجرد محاولة لإصلاحات إجتماعية وسياسية يعود الجيش بعدها إلى ثكناته. ولكن مجموعة الضباط الأحرار من الشباب الذين استولوا على السلطة فى ذلك الوقت إستعذبوا هذه السلطة ولم يكن فى الامكان أن يرجعوا إلى معسكراتهم كضباط صغار ويسلموا ما حققوه من مكاسب ليتمتع بها غيرهم.
ويبدو أن ما حدث سنة ۱٩٥۲ ما زال عالقا بذهن الأخوان المسلمين اليوم ولذلك أعلنوا عند معرفة تولى الجيش حكم البلاد تخوفهم من أن تتحول ثورة الشباب إلى إنقلاب عسكرى. فقد كان الأخوان وراء ثورة ۱٩٥۲وظنوا أنهم سيكونوا شركاء فى الحكم ولكن بعد أن تبين لهم أن عبد الناصر ينوى الإستحواذ على السلطة حاولوا إغتياله. ونجا عبد الناصر ليلغى شرعية تنظيمهم ويضع قياداتهم فى السجون.
ولذلك كان من الطبيعى أن ينزعج الأخوان من هذا. وهذا السبناريو يزعج ايضا كل مخلص على مستقبل مصر لأسباب تختلف عن أسباب الأخوان.  ان مصر أمامها الآن فرصة أن تتحول الى دولة مدنية عصرية تنضم أخيرا إلى مصاف الدول المتحضرة الراقية وتلحق بركب العلم والتكنولوجيا وتتجه الى التصنيع وايجاد فرص عمل للعاطلين وبذلك يرتفع دخل الفرد وبالتالى تزيد دخل الدولة من الضرائب وينعكس هذا فى شكل تحسين للخدمات.  وتدور عجلة الأقتصاد لصالح الجماهير فتتحسن أحوالها ولا يكون هناك 40% من الشعب يعيشون على أقل من 2 دولار فى اليوم..
نتيجة المتغيرات القادمة سيتضح لنا هل ستصبح مظاهرات الشباب ثورة اصلاح لخلق مجتمع مدني يحارب الفساد ويطبق الديمقراطية ويقر الحريات أم ستتحول هذه الثورة إلى إنقلاب عسكرى ويعود بنا الزمان ستون عاما إلى أيام ثورة ١٩٥٢ وحكم العسكريين؟ ولذلك أنادى الشباب ممن كانوا صناع الثورة أن يراقبوا ما يجرى وبحترسوا من محاولات سرقة الثورة أو اجهاض انجازاتها أو الالتفاف حولها.
وسترينا الأيام كيف يخرج أقباط مصر من هذا كله. هل سينالوا جزء من المكاسب، أم سيظلوا على ما هم عليه من تمييز، أم -لا قدر الله- سيكونوا من الخاسرين؟
    كل هذا يدعو الأقباط أن يراقبوا كل شئ عن كثب وينبذوا سلبيتهم ويكونوا طرفا فعالا فى عملية صناعة التغييرالذى سوف يشكل مستقبل مصر. هذا التغيير ينبغى أن يكون لكل المصريين بعيدا عن النعرة الطائفية وتقسيم الوطن والمواطنة بناء على هويتهم الدينية.
وأتمنى أن تتحقق هتافات الشباب فى ميدان التحرير الذين كانوا يهتفون "يد واحدة .. مسلم قبطى..مش مهم" ويكون ميدان التحرير بداية تحرير العقول والقلوب من التعصب الكريه وتبنى قيم التسامح والحب والتعايش السلمى بين أبناء الوطن.
من كل قلبى أهنىء مصر وشعبها بالثورة وأصلى أن يباركها الله ويحميها من أعداء التقدم وأصحاب المصالح وذوى الأغراض. وأعود لاكرر، ربما أكثر من أى وقت مضى، دعائى :ربنا يستر...




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :