( مصر تتحدث عن نفسها )
بقلم: حازم البساطى
حُكى عن حكيم الحكماء * عن فعل يطول فيه الثناء * أن وطناً كان يوماً شامخاً وسط الأمصار * ذات ليلة خر جسده ساقطاً على ملىء الأبصار * واحتار الأطباء فى معرفة الداء * وأعتقد الجميع أنه الفناء * وارتشحت النساء بالسواد * وانتظر كبار الأبناء ساعة الميعاد * فجاء الأبناء الصغار من حيث لا يحتسب الجميع * وكانوا قد قالوا عنهم أبناءً بلا صنيع * ففاجئوا الجميع بعلمهم الذى استخف به الخبراء * فبعلمهم وعملهم حددوا الداء والدواء * واستخرجوا من باطن الوطن جرثومة الفساد * وسطروا للتاريخ درساً للعباد * فمن كان على مر الاف السنين خصيباً * لا يمكن يوماً أن يكون عنيناً * فها هو الوطن يتحدث عن نفسه * وكأن شيئاً لم يمسه * منشداً :
أنا تاج العلاء فى مفرق الشرق ودرته فرائد عقدى
ان مجدى فى الاولاياتى عريق من له مثل اولاياتى ومجدى
أنا إن قدر الاله مماتى لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدى
ما رمانى رامى وراح سليماً من قديم عناية الله جندى
نظر الله لى فأرشد أبنائى فشدوا إلى العلا أى شدى
ثم بسط الوطن يده * بعد ما أنشده * وقال هؤلاء هم نسلى * هؤلاء من سيعيدون مجدى