الأقباط متحدون | قلت له وقالوا له وقالوا لي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٤:٠٥ | الأحد ١٣ فبراير ٢٠١١ | ٦ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٠٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

قلت له وقالوا له وقالوا لي

الأحد ١٣ فبراير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر
طالما كتبت في مقالاتي، وقُلت للرئيس السابق منذ مدة بعيدة: أطح بـ"عز"، واخلع ابنك. وقلت له: استقيل من رئاسة الحزب الوطني. قلت له: إن صرت اليوم عبدًا لهذا الشعب وخدمته وأحببته وكلَّمته كلام حسنا، يصيرون لك عبيدًا طول الأيام، والأخيرة قلتها له فيما قبل أحداث الثورة. قلت له: عابك البطء في إتخاذ القرارات، وثقت بمن ليسوا أهل لثقتك، واتكأت على قبضتك الأمنية.. احتميت بنظام مترهِّل، وأمن عاتي كرهه الكل! قلت له: أقيل وزير الداخلية "حبيب العدلي"، ولكنه لم يفعل؛ فكان جزاؤه الخروج من السلطة، وقد يكون من الوطن، ومن قبلهما مِن قلوب الشعب. احترمناه مقاتلاً، وغضبنا منه رئيسًا وديكتاتورًا.
 
عند بدء شرارة الثورة، قالوا له: إنها قلة مندسة، وأن الأغلبية معنا، ولا تعبأ بثلاثين ألفًا! فلم يعبء الشعب بكلماته الباحثة عن عطفهم وتعاطفهم. قالوا له: إننا أقوياء، فلم يجد القوة سوى عند الجيش، حيث يستقر العدل والاحترام وافتقدها في الشرطة، حيث خرجت الموبايلات من أقسامها، ليستقر الظلم والإجحاف!
 
قالوا له: إننا الأغلبية الكاسحة في المجلس، والشعب اختار؛ فصدَّق! ولم يستطع تصديق اختيار الشعب الحقيقي بعيدًا عن صناديق الانتخابات، حيث أن الشعب حينما حُرِم من التصويت في الصناديق، صوَّت في الشوارع والميادين.
 
قالوا لي: إني أول من قلت له استقيل "سيادة الرئيس أرجوك اسقيل" وإنني شجاع، لكنني لشجاعتي أستطيع أن أقول: إنني لم أكن أتوقَّع تنحيه. وقلت أن أقصى حاجة ممكن يأخذها الشعب أخذها، قلت هذا في حوار دار بيني وبين إحدى صديقاتي قبل تنحيه. طبعًا تخوَّفت من الفوضى التي قد تعقب هذا القرار، ونسيت إنني في وقت ما شعرت بالظلم لمدة طويلة، كافحته لكنني لم أستطع القضاء عليه، أو تغيير النظام؛ فقرَّرت دون تردُّد أن أترك العمل الذي ظُلمت به طويلاً؛ فلماذا أعاتب على أصحاب ميدان "التحرير" وأنا سبقتهم، ووقفت أمام الظلم الشخصي الذي تعرَّضت له؟!!
 
وفي حوار لي مع إنسانة كانت صديقة لي يوما ما، كانت تنصحني بأن ليس كل شيء يأتي بالعنف والثورة، ويجب علي أن أصبر، وأن أهدأ، وأبطل طبعي الثورجي ده- لكنني لم أفعل، وقرَّرت الثورة، وهجرت ظالمي. أما الشعب الذي ظلموه، ضحكوا عليه بأن من الأفضل المطاطية! رفضها أخيرًا، وقرَّر الثورة، وألا يمشي بجوار الحيط، كما طالبته مرارًا وتكرارًا بأن يهجر الحيط وأن يرفع رأسه؛ فليس هناك مبرِّر أن نماين حتى تمر الريح، وليس هناك ما يجبرنا على تقبُّل الظلم؛ فثار الشعب، وسقطت كل التابوهات، وسقط النظام، وبقت "مصر". فاعذروني ليأسي الذي كنت فيه للحظة، فلم أكن أتوقَّع أنه سيأتي يوم على الظالم، ومن الآن أنا أكثر ثقة في أن هناك قصاص إلهي من كل ظالم.
 
قلت للمصري: قوم يا مصري مصر دايمًا بتناديك، ولم أكن أعرف أن هناك حياة في من تنادي؛ فلبَّى النداء، وقام، وثار، وسار لقصر العروبة، وصار حرًا، ولن يطاطي الشعب ثانيةً.. هل تفهمون إننا لن نطاطي، لن نخاف، لن نكون جبناء؟ فلم نكن هكذا، بل كنا نرضى بقليلنا، ظانين أننا هكذا سنعيش، لكننا لم نعش، فهب المصريون، ونفضوا عن أنفسهم الغبار، وكسروا القيود.
 
قبل الختام، تحيةً للشباب أكثر من ظُلِم وتم التقليل من قدراته فكان عماد الثورة، وتحية للشعب الذي ساند شبابه وآمن بثورتهم، ولدم الشهداء الذي سال فأمال العتاة. وتحية خاصة للجيش الذي صان الثورة وحماها.
 
المختصر المفيد، إن لم يكن من الموت بدٌ، فمن العار أن تموت جبانًا.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :