الأقباط متحدون - زواج عامر بين المأساة والملهاة
  • ٠٨:٥٢
  • الاثنين , ١٣ مارس ٢٠١٧
English version

زواج عامر بين المأساة والملهاة

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاثنين ١٣ مارس ٢٠١٧

محافظ البنك المركزي المصري طارق عامر
محافظ البنك المركزي المصري طارق عامر

د. مينا ملاك عازر
في الوقت الذي نلطم فيه الخدود لحال اقتصادنا الذي يُرثى له، يتقدم محافظ البنك المركزي لخطبة وزيرة الاستثمار السابقة ويتزوجا، وهذا حقهما، وأنه حقاً لأمر مطمئن أن نفسية المحافظ جيدة حتى أنه اختار ضالته، ولن أنجرف وراء السخافات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، تلك السخافات التي في شكلها تسخر من الرجل لكنها كاشفة عن مأساة حقيقية، لن أقول في مقالتي ما قاله البعض أنه كان يحبها منذ المؤتمر الشبابي، وأنهما كانا مرتبطين عرفياً، ولن أتساءل كما يتساءل البعض عن أي زوجة تلك التي كان يتحدث عنها حين قال أن زوجته فرحة لقرار تعويم الجنيه، ما أسفر عنه زيادة مدخراتها، ولن أزايد وأقول لعل المؤتمر الشبابي أعاد لياقته الشابة، وأنه وجد ضالته وليس في حل اقتصادي ولكن في محبوبته، ولن أقول أنه صاحب بال رايق حتى يحب ويتزوج والبلد اقتصادياً مضطربة، ولن أقول أنه تضايق لفرحة زوجته الأولى بتعويم الجنيه وزيادة مدخراتها فقرر أن ينكد عليها بزوجة أخرى، إما عليها أو بديلة عنها، أو أنه قرر تعويم الجنيه وإغراق أسرته بزوجة أخرى، لن أنجرف وراء هذا الطريق المتبع من السخرية من الآخرين ومن حياتهم الاجتماعية، فهذا ليس حقي لكن في الحقيقة ما كشف عنه زواج محافظ البنك المركزي من سخافات تدخل البشر في الحياة الخاصة لمأساة وليس ملهاة كما يدعون، ويؤكده ما ذهبوا إليه بسخريتهم من خطيب الفنانة إليسا من شكله ويؤكد كوننا مجتمع يحقد على الآخر، والفكر الذكوري عند البعض متزايد من باب إن كانت تقبل بهذا فلما لا تقبلني، فأنا أفضل، ما يعني أننا نأخذ بالمظاهر وشكليين ولا حكم على الجوهر، فربما هو أفضل خلقاً وعلماً أو أيهما.

كل هذا ليس موضوعي، فالأهم في وجهة نظري، أن محافظ البنك  المركزي المصري في ظل أزمة الدولار الطاحنة قرر أن يحتفل بزيجته وبزوجته الوزيرة السابقة في فرانكفورت الألمانية وليس في الأقصر ولا شرم الشيخ ولا أسوان المصرية، في كل منتجعات مصر لم يجد ضالته، لم يدرك أننا في أزمة دولار طاحنة وعلينا أن نوفر كل دولار لمصلحة بلدنا التي نعمل لأجلها.

للأسف محافظ البنك المركزي لم يكن كالفنانة صفاء أبو السعود وابنتها وزوجها الشيخ صالح كامل، حينما قرروا أن يحتفلوا بزواج الأبنة بفندق كتراكت الكائن بأسوان، ليقدموا للبلد عملة صعبة، وليؤكدا أنهم يحترمون تاريخ هذا البلد وقيمته، ويقدرون ما به من مزارات وأماكن للمتعة والسياحة، فأفادوا البلد بدعواتهم الأمراء ليقيموا ويقضوا وقت بأسوان، وأفادوا أنفسهم بأن قضوا الحفل بين أحضان التاريخ وفي عبق الآثار وفي جو رائع.

المختصر المفيد مبروك للفنانة والشيخ ليس فقط زواج ابنتهما بل أيضاً حسن اختيارهما، وعزائي لمصر في ضمير مسؤوليها.