الأقباط متحدون - خطاب مفتوح لفضيلة الامام الأكبر شيخ الأزهر (3)
  • ١٦:٥٢
  • الاثنين , ١٣ مارس ٢٠١٧
English version

خطاب مفتوح لفضيلة الامام الأكبر شيخ الأزهر (3)

مقالات مختارة | د. هاني شنودة

٣٥: ٠٩ ص +02:00 EET

الاثنين ١٣ مارس ٢٠١٧

 د. هاني شنودة
د. هاني شنودة

فضيلة الإمام الأكبر/ الدكتور أحمد الطيب

تحية طيبة وبعد،

إستكمالًا لخطابي المُرسل لفضيلتكم، بخصوص تجديد الخطاب الديني فى مصر، وفي الصميم من هذا الخطاب نظرة الإسلام للآخر المختلف معه في العقيدة.

والسؤال الرئيسي فى هذا الخطاب هُوّ: هل المسيحيون أهل كتاب أم هُم كُفار؟

فى السطور التالية سوف أطرح على سيادتكم بعض الأمور، التى ربما تلقي قليل من الضوء على الطريق المؤدي الى الإجابة على هذا السؤال الرئيسي.

(7)

وأما عن دعوى تحريف كتاب الله فهى عن بعض يهود المدينة (من الذين هادوا) وليست عن كل يهود فلسطين أو العالم وليست على المسيحيين على الاطلاق.

وهى ليست عن تحريف لفظى ولكن عن تحريف بالتأويل الفاسد والكتمان ولى اللسان ونقل الكلام عن مواضعه كما جاء فى معظم أمهات كتب التفسير .

والتحريف المقصود ليس لديه أي علاقة بالعقائد بل بحادثة يهوديان زنيا وحكمهما فى التوراة
و الإساءة الي نبى الاسلام (بالقول أرعن بدلًا من راعنا والسأم بدلًا من السلام) وصفة نبي الإسلام فى التوراة وأخيرًا عن بعض اليهود الذين كانوا يترجمون بعض اجزاء التوراة من العبرية الى العربية ويبيعونها الى بعض عرب المدينة .

ان الانجيل الذى بين أيدينا الآن هو ما كان بين يدى الناس فى ايام نبي الاسلام.
فكيف يكون مُحرفًا؟
وقد قال عنه القرآن؛
"وأنزل التوراة والانجيل من قبل هُدىّ للناس" (آل عمران 3:3).
"وآتيناه الانجيل فيه هُدىّ ونور (المائدة 46).

معذرة للإسهاب اذ ان الغرض منه هو ايضاح أن ما يستنكره القرآن ليس له أية علاقة بالعقائد المسيحية الأساسية.
يبقى أن أقول ان القرآن يصف المسيح بأنه عبد لله، وهذا الوصف ليس غريبًا عن الكتاب المقدس.
ففى الرسالة إلي أهل فيلبي نقرأ عن المسيح؛ "لكنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد" (فيلبى 7:2).

الغرض مما سبق هو التأكيد على ان القرآن، الذى هو المرجعية العُليا لكل مسلم، يُكفر هراطقة كانوا يسكنون الجزيرة العربية فى القرن السابع الميلادي، ولا يُكفر المسيحيين على الاطلاق.

هل هذا يعني انه ليس هناك اختلاف عقائدي بين المسيحية والاسلام؟!
طبعًا لا.

أخى المسلم يؤمن بأن؛

1- وحدانية الله وحدانية مجردة مطلقة بسيطة.
2- محمد رسول الله
3- القرآن كتاب سماوي
4- الكتاب المقدس قد تم تحريفة على يد اليهود والمسيحيين
5- المسيح مجرد نبي
6- المسيح لم يًصلب

أخى المسلم يؤمن بما سبق وعنده أسبابه الوجيهة للإيمان بهذا.

أنا كمسيحى أؤمن بأن؛

1- وحدانية الله وحدانية جامعة من ثلاث أقانيم متحدة دون امتزاج ومتميزة دون انفصال.
2- المسيح هو الله الظاهر فى الجسد.
3- الكتاب المقدس لا يمكن تحريفه لأن الله قادر على حفظ رسالته.
4- المسيح صلب ومات وقام وصعد (ارتفع إلي السماء).
5- القرآن ليس كتاب سماوي.
6- محمد ليس نبيًا.

أني أؤمن بما سبق، وعندي أسباب وجيهة للإيمان بهذا؛

اذا فإننا مختلفان
و كل منا يدين بما لا يدين به الآخر.

فلماذا لا نترك هذا للديان العادل ليحكم فيه فى اليوم الأخير؟
ولكن قبل أن يأتي هذا اليوم الأخير؛
لماذا لا نعيش معًا فى محبة وسلام، نحترم أحدنا الآخر، ونود أحدنا الآخر، ويصلي كل منا للآخر طالبًا هدايته؟
لماذا يتحتم علينا أن يكفر أحدنا الآخر ؟!!!

هذا يصل بي الى ذروة الأمر : تجديد الخطاب الديني.

نحن لسنا بصدد تفسير عصري للقرآن، فلقد بيننا بالأدلة الواضحة، أن القرآن لا يكفر المسيحيين،
وانما يكفر هراطقة أسماهم النصاري.

ولهذا فنحن نرجو من فضيلتكم إصدار فتوى صريحة قاطعة تفيد بأن المسيحين ليسوا كُفارًا بحسب القرآن.
فانه لا يجب أن نوضع فى نفس الخانة مع عبدة الأوثان الذين اباح الكثيرون من فقهاء الاسلام دمائهم واموالهم واعراضهم متسلحين بترسانة من الآيات القرآنية منها على سبيل المثال:
لحسرة على الكافرين (الحاقة 50).
ان الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا (الكافرين 64).
ان الله لا يحب الكافرين (آل عمران 32).
والكافرون هم الظالمون (البقرة 254).
ان الله عدو للكافرين (القرة 98).
ان الكافرين الا فى غرور (الملك 20).
فلعنة الله على الكافرين (القرة 89).
ان الله أعد للكافرين عذابا مهينا (النساء 37).
ان الله جامع المنافقين والكافرين فى جهنم جميعا (النساء 140).
ان الله مخزى الكافرين (التوبة 2).
ان جهنم لمحيطة بالكافرين (التوبة 49).
وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا (الاسراء 8).
انا اعتدنا جهنم للكافرين نزلا (الكهف 100) .
فلا تكنن ظهيرا للكافرين (القصص 86).
أليس فى جهنم مثوى للكافرين (الزمر 32).
ليضل الله الكافرين (غافر 74).
ان الكافرين لا مولى لهم (محمد 11).
وللكافرين عذاب مهين (المجادلة 5).
انا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا (الإنسان 4).
وويل للكافرين من عذاب شديد (ابراهيم 2).

هذه مجرد عينة من الآيات القرآنية التي توضح موقف الاسلام من الكفار.

نحن مؤمنون بالإله الواحد الحق الحقيقي ولسنا كُفارًا يا فضيلة الإمام.
نحن غير مؤمنين بالعقيدة الاسلامية كما ان اخوتنا المسلمين غير مؤمنين بالعقيدة المسيحية.

اذا فأنا فى نظر أخي المسلم؛ "غير مؤمن".
اذا لا يجب خلط المصطلحات، ووصفي بالكافر، حتى نقفل الباب على البعض الذين عن سوء فهم أو عن سوء نية يطلقون علينا لفظة "كفار" رغبة منهم فى مساوتنا بعبدة الأوثان.

فتوى؛ "ان المسيحيين ليسوا كفارًا" هيّ مفتاح الحل فى قضية العنف والارهاب الذى يجتاح عالمنا اليوم.
ان الحل فى يديكُم يا فضيلة الامام الأكبر.

الرب يوفقكم لما فيه خير بلادنا الحبيبة، ولكم منا خالص التقدير والإحترام.
نقلا عن الراى

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع