
جامعو القمامة يرفضون «بيع زبالتك»: «هتخرب بيوتنا»
منوعات | الوطن
الاثنين ١٣ مارس ٢٠١٧
أبدى عدد من جامعى القمامة فى «عزبة الزبالين»، بمنشأة ناصر، استياءهم من مبادرة محافظة القاهرة بفتح منافذ لشراء المخلفات الصلبة من المواطنين بمنطقة مصر الجديدة، موضحين أن تلك المبادرة ستؤثر عليهم بالسلب، خاصة أن جمع القمامة يعد مصدر رزقهم الوحيد، وهددوا أنه فى حال تعميم الفكرة سيمتنعون عن جمع القمامة مما سيزيد من أزمة تراكم القمامة فى الشوارع، فيما طالب بعضهم بتوفير بدائل تمكنهم من الإنفاق على أسرهم.
«مينا»: البوابين هما اللى هيستفيدوا.. و«محمد»: لو طلعت عمارة ومالقيتش فيها مكسب مش هروحها تانى
«حتى الزبالين مش سايبينهم فى حالهم وعايزين يشاركوهم فى لقمة العيش»، يقولها مينا كرم، صاحب الـ32 عاماً، موضحاً أن فكرة أكشاك القمامة هدفها تشريد الكثير من عمال النظافة الذين يعتمدون على بعض المواد الصلبة للحصول على قوت يومهم، مضيفاً «لو القرار ده اتطبق مش هيبقى عندى شغلانة، لأن اللى هيحصل إن السكان مش هينزلوا يقفوا فى طابور عشان يبيعوا الزبالة فكل بواب عمارة هياخد الزبالة ويبيع المواد الصلبة ويطلع له حتى بـ10 جنيه من الأكشاك ويسترزق».
«مينا» يقول إنه اعتاد النزول إلى منطقة المقطم، فجر كل يوم، لجمع القمامة، وإنه لا يعرف مهنة سوى هذه، ويتابع: «بخرج الساعة 3 الفجر ومش برجع غير 11 بالليل، بشطب فيهم نحو 400 عمارة، ومش كل عمارة بطلع منها بحاجات أقدر أستفيد منها، خصوصاً أن مع ارتفاع الأسعار المكسب قل»، يشير الشاب الثلاثينى إلى إحدى علب «الكانز» التى يمسك بها: «60 علبة كانز من دول يعملوا كيلو، وأنا بتعب لحد ما أجمعهم وببيعهم فى الآخر بـ15 جنيه، فإحنا مجبرين على المهنة دى لأن مفيش شغل وكل واحد مننا فى رقبته أسرة كاملة محتاج يصرف عليها».
نقيب الزبالين: الفكرة ستفشل والمواد الصلبة لا تمثل سوى 40% من القمامة.. والقرار يدمر 3 ملايين عامل
ثلاثة عقود مرت على «وحيد صدقى» فى مهنة جمع القمامة، يقول الرجل الخمسينى: «إحنا اللى بننضف مش الشركات الأجنبية، يعنى أنا مثلاً باخد الزبالة من حوالى 500 شقة فى مدينة نصر بعملها فرز وبجمع الحاجات اللى ممكن أكسب منها وكل 20 يوم أو شهر أبيعها والمواد العضوية برميها فى المقالب، لكن لو التجربة دى اتعممت على كل المناطق ماحدش من الزبالين هيشتغل كده». ويضيف «وحيد»: «عندنا عيال فى جامعات ومدارس، لو مش عايزينا نشتغل لازم يعرفونا قبلها، حتى نبقى عاملين حسابنا، ونعرف هندبر مصاريف بيوتنا ودراسة عيالنا إزاى، ويشوفوا لينا بديل وإلا مصيرنا كده هيكون فى الشارع»».
خلال السنوات السابقة اتخذ «محمد على» منطقة مصر الجديدة مكاناً أساسياً لجمع القمامة وذلك بعدما ترك عمله فى إحدى الشركات، يقول «محمد»: «أنا فى رقبتى أسرة مكونة من 7 أفراد، وأخويا اللى شغال معايا بيصرف على مراته وعياله الاتنين، وسمعنا من كام يوم فى التليفزيون إنهم هيعملوا أكشاك الناس بتبيع فيها الزبالة من ساعتها وإحنا مش عارفين هنعمل إيه». وأبدى «على» اعتراضه على هذه التجربة، لافتاً إلى أنه يقوم بجمع القمامة للحصول على بعض البلاستيكات وعلب الكانز ثم يبيعها لأحد التجار فى المنطقة مقابل الحصول على مبلغ يتم تحديده بناءً على حجم البضاعة. وينهى «محمد» حديثه قائلاً: «لو طلعت عمارة ومالقيتش فيها أى مكسب ليا هسيب الزبالة وتانى مرة مش هروحها خالص، وهتفضل الزبالة زى ما هى قدام البيوت، بكده الناس هتبقى خسرانة أن الزبالة مش هتتلم وإحنا كمان تطبيق فكرة الأكشاك دى هتخلينا نشحت».
«شحاتة المقدس»، نقيب الزبالين، يرى أن تجربة إنشاء منافذ لشراء القمامة من المواطنين فكرة ستبوء بالفشل، فهى تعتمد على شراء المواد الصلبة التى لا تتعدى الـ40% من إجمالى مخلفات المنازل، فى حين أن المواد العضوية التى تمثل النسبة الأكبر ستظل كما هى فى الشوارع خاصة أن عمال النظافة سيقومون بعمل إضراب فى حالة تعميم الفكرة، مشيراً إلى أن القرار الذى أصدره المحافظ يُدمر 3 ملايين عامل لا يتقاضون أى رواتب ومصدر رزقهم الوحيد هو جمع المواد الصلبة وبيعها».