المخترع السكندري " بيتر إبراهيم " يحقق حلمه .. خلاص رايحين لوس انجلوس
إيهاب رشدي
الثلاثاء ١٤ مارس ٢٠١٧
كتب ايهاب رشدى
بدأ الواقف على المنصة فى الاعلان عن اسماء الفائزين الأربعة الذين سوف يمثلون مصر فى مسابقة " انتل أسيف " العالمية التى سوف تقام بلوس انجيلوس فى مايو القادم ، بينا أسند الشاب السكندري " بيتر ابراهيم " رأسه على أحد كراسى القاعة الكبرى بمكتبة الإسكندرية ، بعدما تم الإعلان عن المركزين الرابع والثالث ولم يأتى اسمه فيهما ، قال لنفسه : الحمد لله برضه لقد حصلت على جائزة خاصة من القنصلية الامريكية بالإسكندرية وهو دليل على إعجابهم بمشروعي ، كما فزت بالمركز الاول فى مجال العلوم السلوكية والاجتماعية بمشروعى عن المتحف الذكى . يعنى جائزتين مرة واحدة .
وفقد " بيتر " حماسه فى التركيز مع المنصة مع بدء الإعلان عن الفائزين بالمركزين الثانى والأول قائلا لنفسه أخذت شهادتين .. كويس كده . وأفضل كمان من السنة اللى فاتت بعد ما شاركت فى نفس المسابقة ولم أحصد سوى جائزة واحد .
جاء وقت الاعلان عن الفائز بالمركز الاول فى أكبر معرض بمصر فى مجال العلوم والهندسة ، وأخذ المعلن يداعب أعصاب الجالسين فى القاعة من المخترعين واهاليهم ، حيث لم يعلن عن اسم الفائز الاول مباشرة ، كما فعل فى المراكز الثلاثة السابقة ، وكان " بيتر " وقتها قد أخذته غفوة على كرسيه بعدما فقد الامل تماما ، ولكنه يستيقظ على وخذة فى جنبه من صديقه الجالس بجواره : - قوم انت كسبت ، فرد بتلقائية - في ايه ، - الاول علي المعرض ، لم يصدق نفسه إلا بعدما وجد تذكرة السفر فى يده .. وشهادات وكاميرات .. وتصفيق .. خلاص رايحين لوس انجيلوس .
انها المرة الثانية التى يشارك فيها المخترع السكندرى فى نفس المعرض ، وحلم المشاركة فى المسابقة العالمية بأمريكا يداعب خياله ، لم يتحقق ذلك فى السنة الماضية ، ولكنه أصر على المضى فى نفس المشروع ولم يفكر فى تغييره ، مشروع المتحف الذكى الذى تقوم فكرته على ربط التكنولوجيا بزائر المتحف حيث يربط المعروضات فى المتحف من خلال كود ، بموقع على الانترنت ، يقدم للزائر على تليفونه المحمول فيديو عن تاريخ المعروضة والعصر الذى عاشت فيه ، وقد قام المخترع الشاب بتطوير مشروعه وشارك به للمرة الثانية منذ أيام فى معرض انتل بالاسكندرية .
دخل " بيتر " المعرض وكان كل متسابق يعد اختراعه قبل المسابقة ، واندهش مما رآه بين أيدى المتسابقين .. روبوتات كثيرة .. أشكال و أنواع ... طائرات و حاجات عملاقة و مشتركين في الطب و العلوم .. ساعتها أدرك انه خلاص كده .. حيروح فين بينهم بمشروعه الخاص بالمتحف ، ولكنه قال لنفسه .. معركتى مع المحكمين وليس الطلاب وسأعمل على اقناعهم بمشروعى من خلال روبوت صغير ونظارة 3 .
وفعلها المتسابق الواعد الذى آمن بنفسه وبمشروعه ، خاصة بعدما وصل بمتحفه الذكى إلى الدكتور خالد العناني، وزير الآثار الذى قرر تبني موهبته ودعمه للوصول إلى مراكز متقدمة لتمثيل مصر أمام العالم .
ومن قبل وزير الاثار كان قداسة البابا تواضروس قد استقبل بيتر فى الاسكندرية وشجعه على المضى فى طريقه الذى اختاره لنفسه ، وكثيرون آخرون شجعوه ودعموه فى وزارة التعليم وفى الكنيسة وقبلهما والديه اللذين آمنا بموهبته ووفرا له كل الامكانات لتنفيذها .
وتأتى كل هذه الاحداث فى وسط انشغاله بالدروس الخصوصية واستعداده لخوض امتحانات الثانوية العامة فى يونيه القادم ، ولكنه يتميز عن سائر طلبة الثانوية ، بطريق آخر شقه لنفسه وقرر أن يمضى فيه إلى غير نهاية .
وبعد المركز الاول والسفر إلى أمريكا .. لازال بيتر يحلم بتحقيق مركز متقدم فى مسابقة انتل العالمية فى مايو القادم ، والعودة إلى مصر حاملا شهادة عالمية ، ولكن حلمه الاكبر هو أن يتم تحقيق مشروعه على أرض الواقع حتى لا تظل المخترعات فى مصر مجرد شهادات نزين بها الحوائط لا ترى النور خارج منازل أصحابها .