فلنطفئ الشمع

د. مينا ملاك عازر
في وسط أجواء احتفالية تتماشى مع حالة النجاح المبهر التي حققها، يحتفل المصريون أجمعين بمرور عامين على مولودهم الاقتصادي، مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، الذي ها هو كبر وصار يمشي إذ بلغ عامه الثاني بنجاح منقطع النظير.

يمشي المؤتمر الاقتصادي وحده، دون الحاجة لأن يسند على قروض خارجية ولا منح دولية، ولا ودائع أخوية، يمشي على قدميه، يقفز فرحاً، وهو يرى المصانع منتشرة في مصر الحبيبة، تعمل بمنتهى الكفاءة وديونها مسددة، وأوضاعها المادية مع البنوك موفقة.

يقفز لا يمشي فقط بل أنه يقفز من كم السائحين المنتشرين في شتى ربوع البلاد شرقها وغربها، يستمتعون بشمس مصر المنتشرة في كل بقاعها وآثارها التي تعامل معاملة حسنة في أرضها، ويرقص من السعادة على وقع دقات طبل هادئ وفي أحيان أخرى هادر يدقه له المستثمرون الذين يتسابقون على استثمار أموالهم في مصر، وضخ العملة الصعبة.

كما أنه أصبح يأكل من خير ثمار أرضه التي استصلحها واستزراعها وأحسن الاستفادة من المنزرع منها، فحقق الاكتفاء الزراعي، ولم يعد يستورد القمحلها،وهو يصدر القطن، ولا يحتاج لاستيراد الزيوت، المؤتمر الاقتصادي وفر لمصر الكثير منذ أصبح يتنفس أي منذ ولادته من عامين، والكل يتذكر كيف كنا نحلم بالاستثمارات العربية المتدفقة، والوعود المنهمرة، والمدن الموعودون ببنائها،والمصانع والمزارع والمنتجعات إلى أن بلغ عامه الثاني، وها هو يخطو نحو عامه الثالث، ومصر في أزهى عصورها الاقتصادية الأكل فيها والسلع الصناعية يكونا بالمجان.

المؤتمر الاقتصادي لفرط فطنته وفصاحته، لم يعد يمشي بل صار يعوم، نعم يعوم جنباً إلى جنب مع الجنيه المصري في بحر من السعادة، موجة تشيلهم وأخرى تحطهم، وبات تعويم الجنيه هو خير عنوان لنجاحات المؤتمر الاقتصادي، يثبت أننا فلحنا في استثمار كل العروض، ووجود الشركات الكبرى على أرضنا حتى صرنا محتاجين للقروض، واضطررنا لقبول الشروط المجحفة على حساب المواطن الغلبان الذي يئن، ولا مجيب، لأن الكل منشغل بإصدار قانون الاستثمار، أحدث أهم ثمار المؤتمر الاقتصادي، لكن القانون له مدة على النار،وإكمنه محتاج لسوى كتيير لسا ما طلعش مع إنه كان المفروض يبقى موجود من قبل المؤتمر حتى يأتي المستثمرون وهم عارفن على أي أساس سيستثمروا،لكن إحنا إللي دهننا الهواء دوكو، اخترنا أن نتقل شوية على القانون، وننزل بيه مع قانون المجتمع المدني حتى نكره الناس فينا أكثر وأكثر.

المختصر المفيد كل سنة وأنتم مؤتمرون، ومقتصدون،ومعومون ومدعمون،ويا رب السنة الجاية ما تبقوش مديونون.