محمد غنيم
للاسف الشديد يتباهى بعض الزملاء المؤيدين لاحد المرشحين على مقعد نقيب الصحفيين بانه سينقذ النقابة العريقة من غضب الحكومة وإعادة العلاقة الجيدة بين النظام الحاكم وبين مجلس النقابة حتى نستطيع المطالبة بحقوقنا .

الحقيقة ان خروج مثل تلك العبارات من بعض الذين من المفترض انهم يشكلون وعي امة هو بمثابة الكارثة .

فاذا كنت افهم جيدا ما وراء كلماتهم بأن كل ما يسعون له هو مجرد زيادة في بدل الصحفيين فهذا يعني أن هؤلاء تنازلوا عن قضية وطن بأكمله من اجل حفنة جنيهات بل إنهم يشوهون هذا الوطن حكاما وقادة رأي فمهنة الصحافة كما تعلمناها ياسادة هي في الأساس مهنة يعمل ممتهنيها ليل نهار في البحث عن السلبيات وقضايا الفساد التي تعوق تقدم الاوطان وهي عين الحاكم دائما وسلاحة الاول لإصلاح الإعوجاج وإعادة الامور لنصابها الصحيح .. مهنة الدفاع عن المظلومين لم تكن ابدا مهنة للتطبيل للحاكم وإغماء الأعين عن الفساد وإلا سيصاب الوطن كله بالعمى وسيغرق لبحر الظلمات بكل من فيه .

يا سادة اذا كان بعض قادة الرأي قد ارتضوا ان الحصول على بعض الجنيهات في مقابل ان تصبح اعرق نقابة للدفاع عن الحريات مجرد طبول تصم اذان متخذي القرار عن صراخ وانين المظلومين والمقهورين وتعمي اعينهم عن الحقيقة معتقدين اننا نعيش في دولة الغاب فهذه اكذوبة تهيننا جميعا حكاما ومحكومين.

واذا كان فهمي خاطئا فلم يعد امامي سوى تفسير واحد للأسف اكثر سوءا وهو أن بعض قادة فكر هذه الامة اصبحوا يعانون خوفا مرضيا وايادي مرتعشة وقرروا ان يتحولوا من قوة ناعمة لهذا الوطن إلي كائنات مستأنثة تبحث فقط عن حياتها وتخلت عن رسالتها في الدفاع عن المظلومين والبحث عن إصلاح الوطن بل وقررت حتى التنازل عن الدفاع عن حقوق اعضائها التي يكفلها لها القانون والدستور في التعبير عن الرأي .

كنت اتمنى ان يتبارى الزملاء المرشحين لتقديم برامج لتحسين احوال الصحفيين على المستويين المعيشي والمهني وحماية اعضائها من مخاطر ممارسة المهنة بدلا من تلك العبارات المهينة التي وصلت الى حد تقديم كل التنازلات للزواج مع السلطة التي لا ترغب حقيقة في اتمام هذا الزواج لانها من مصلحتها ومصلحتنا جميعا ان يظل نور عينها مضيئا ومرشدا لها في اصلاح هذا الوطن .

يا سادة مصر حاكما وشعبا تريد صحافة قوية وليست ايادي مرتعشة تبحث عن حقوق شعب ناضل لبقاء وطن لا صحافة تتسول