الأقباط متحدون - بالفيديو| عدسة شادي عبدالسلام لم تخش خط النار.. وحدها وثّقت حرب أكتوبر
  • ١٠:١٦
  • الاربعاء , ١٥ مارس ٢٠١٧
English version

بالفيديو| "عدسة" شادي عبدالسلام لم تخش "خط النار".. وحدها وثّقت حرب أكتوبر

فن | الوطن

٤٨: ٠٨ م +03:00 EEST

الاربعاء ١٥ مارس ٢٠١٧

شادي عبدالسلام
شادي عبدالسلام

 يغوص في أعماق أبحاثه ودراساته عن حكايات أجداده الفراعنة، ينقّب عن سيرهم ويفتّش عن إنجازاتهم وينبش مقابرهم، ليعرض سرا جديدا من أسرارهم في فيلم تسجيل قادم، حتى يصادفه أثير مذياع يتعالى منه صوت مشرق يبشّر المصريين بعبور جيشهم لقناة السويس، فيهب المخرج المبدع منطلقا إلى أرض المعركة، لترصد عدسته ضربات المدافع وهجمات الطائرات وتصميم الكباري والجسور العائمة وتكبير الجنود المصريين، متلازما مع صرخات الأسرى الإسرائيليين، لتكون كاميرا "شادي عبدالسلام" الوحيدة التي لم تخش النيران، ووثّقت لحظات الانتصار مع الأيام الأولى لحدوثها.

 
"جيوش الشمس" للمخرج شادي عبدالسلام، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، رصد خلاله شهادات الجنود المصريين الذين مكثوا سنوات عدة داخل جبهة القتال، منتظرين لحظة استرداد الأرض، فأحدهم ينتظر اللحظة التي يثأر فيها لأخيه الشهيد الذي غدر به الإسرائيليون في حرب 67، وآخر هالته مفاجأة قائده الذي طلب منه العبور فورا ليحمل مدفعا ثقيلا لا يقوى على حمله أقل من 3 أفراد ليبدأ تنفيذ مهمته، وثالث لم يمنعه خوفه من بذل كل جهده في التدريب استعدادا للحظة العبور التي لم يشكّ لحظة في قدومها.
 
عبقرية "عبدالسلام" في تجسيد أحداث المعركة أتت من اقتحامه لـ"خط النار" مع اليوم الثالث لبداية الحرب، يقود فريق العمل الذي يرصد اقتحام خط بارليف المنيع وعبور الدبابات المصرية للجانب الآخر من القناة، لا يكتفي بتوجيهاته الإخراجية، وإنما يشارك بنفسه في تصوير أروع المشاهد من أرض المعركة إلى جانب مجموعتين من المصورين يتزعمهم سمير فرج وإبراهيم غراب ومجدي هداية وسمير باهزان، ولا ينصرف ذلك الفريق القتالي إلا حينما يلتقط صورة لإحدى كتائب الجيش المصري ترفع العلم على أرض سيناء.
 

الاسم الذي اختاره المخرج الفرعون لفيلم "نصر أكتوبر"، كان نسبة لأول اسم تسمى به الجيش المصري منذ 7 آلاف عام، غير أن تلك المفارقة لم تكن الوحيدة ضمن كواليس الفيلم، فالنجمة الكبيرة نادية لطفي بطلة الفيلم، انضمت إليها، كونها إحدى الفنانات التي تواجدت بالفعل داخل المستشفى الجامعي بالمنيل، لتؤدي واجبها كممرضة متطوعة تداوي الجرحى من مصابي الجيش لتعيدهم إلى أماكنهم مرة أخرى، ليستعين بها المخرج "شادي عبدالسلام" لتؤدي الدور نفسه في أحداث الفيلم، مظهرة جانبا آخر من بطولات المصريين.

سنوات عديدة قضاها "شادي عبدالسلام" لإعداد الفيلم، يستعين خلالها بصور أرشيفية التقطتها الشؤون المعنوية للقوات المسلحة، قبيل دخول عدسته إلى أرض المعركة، ويعد مشاهد أخرى لبطلة الفيلم، نادية لطفي، وهي تجري الحوارات مع الجنود والمقاتلين عن شهاداتهم خلال لحظات العبور، ليكون فيلم "جيوش الشمس"، آخر هدايا كاميرا "شادي عبدالسلام" للسينما المصرية في العام 1976.