طبيب صلاح الدين الأيوبي كان يهوديا
محرر الأقباط متحدون
الجمعة ١٧ مارس ٢٠١٧
كتب : محرر الأقباط متحدون
رصد تقرير لموقع المغرد قصة حياة موشيه (موسى) بن ميمون الذي عاش في القرون الوسطى، وأبدع في الطب والفلسفة والفقه اليهودي
وهو أبو عمران موسى بن ميمون، هكذا اسمه الكامل بالعربية ويختصر اسم الحاخام موشيه بن ميمون بـ “رامبام”. الذي يقال عنه، إنه “منذ أيام موسى (النبي موسى عليه السلام) وحتى أيام موسى (بن ميمون) لم يقم أحد مثل موسى”. كما ويلقب بـ “النسر الكبير” لتأثيره الكبير على الفلسفة والشريعة اليهودية، ولاهتمامه بالجاليات اليهودية المختلفة حول العالم.
ولد رامبام في قرطبة في الأندلس سنة 1135 ميلادية تقريبا، تتلمذ وتعلم على يد والده ومعلميه من اليهود والمسلمين. بعد عدة سنوات اضطر وعائلته للهروب بعد اقتحام “الموحدين”الأندلس واستهدافهم اليهود، فنزحوا إلى مدينة فاس المغربية، ثم انتقلوا إلى أرض إسرائيل واستقروا مع الجالية اليهودية في عكا.
لم يمكث رامبام طويلا في عكا، فبعد عدة أشهر رحل إلى القاهرة حيث تعلم الطب وشغل منصب رئيس الطائفة اليهودية في مصر وكان طبيبا في بلاط السلطان صلاح الدين الأيوبي، وبقي في مصر حتى وفاته عام 1204.
خلال حياته تعرض رامبام لمعارضة ومضايقات شديدة من قبل دوائر محافظة رفضت تأثيراته الخارجية غير اليهودية، كما رفضت مساعيه لتبسيط تعليم التوراة والتلمود والشرائع اليهودية من خلال كتب عدة ألفها وضمنها أبرز التقاليد والوصايا وأركان الإيمان. وقد دفع ثمنا غاليا لمواقفه وإيمانه الراسخ بمعتقداته، فتعرض للاضطهاد وأحرقت كتبه ومجموعة من مؤلفاته. واليوم يعتبر رامبام لدى جميع الطوائف اليهودية من أبرز المفكرين والحاخامين على مر العصور
كان بن ميمون ذكيا وموهوبا جدا، فأبدع في مجالات عدة مثل الطب والفلسفة والفلك والشريعة اليهودية وغيرها. تأثر ونهل كثيرا من الفلسفة الإسلامية “علم الكلام” و”المعتزلة”، وكان ينظر لفلاسفة اليونان القدامى قدوة له وقد تأثر كثيرا بهم وخاصة أرسطو. وقد ألف رامبام العديد من الكتب في مجال الفلسفة والشريعة اليهودية والطب.
يحظى موشيه موسى بين ميمون (رامبام) بالاحترام والتقدير الشديد في إسرائيل اليوم، وتقديرا لعلمه وإبداعه ومهاراته في مجال الطب سمي باسمه (رامبام) أكبر مستشفى في حيفا. كما وتم طبع صورته على العملة الورقية من فئة شيكل واحد سابقا.
وتدرس كتب وأفكار رامبام الفلسفية وفي الفقه اليهودي في المدارس الدينية في إسرائيل والشتات اليهودي حول العالم. وما الاهتمام والتقدير الراهن لرامبام إلا تكريم وتعويض له عما عاناه وتعرض له من اضطهاد ومعارضة في حياته. ونحن مدينون له كثيرا سواء في الفلسفة أو الفكر أو الطب، وقبل كل شيء في الشريعة اليهودية وتفسيرها.