الأقباط متحدون - غالية هى دموعك يا سيدى البابا شنودة
  • ٠٦:١٩
  • الجمعة , ١٧ مارس ٢٠١٧
English version

غالية هى دموعك يا سيدى البابا شنودة

إيهاب رشدي

مساحة رأي

٣٨: ٠٥ م +02:00 EET

الجمعة ١٧ مارس ٢٠١٧

 البابا شنودة
البابا شنودة

كتب – ايهاب رشدى
بكى الراعى والأب الحنون ..  بكى الأسد المرقسى الذى يشهد للحق ولا يخشى أحدا .. بكى من عُـرف بين الناس بروح المرح والدعابة .. انهمرت دموعه أمام شعبه وامام الملايين الذين يرونه على شاشات الفضائيات .

بكى قداسة البابا شنودة ليلة الأربعاء 26 أكتوبر 2005 ، بعد احداث محرم بك الشهيرة بعدة أيام .. حينما حاصر الالاف كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس بمحرم بك وارادوا اقتحامها وروعوا الاقباط فى تلك المنطقة وتوجه الناس بأسئلتهم كالعادة لأبيهم فى محاضرة الأربعاء يطلبون حلا لهذه المشكلة ويتساءلون عن اسبابها .

تُـرى يا سيدى البابا .. أى نوع من الدموع تلك التى انسكبت على وجهك الطاهر ، لقد كلمتنا عن انواع الدموع فى كتابك " الدموع فى الحياة الروحية " ومنها دموع المشاركة ، ودموع الخادم ... أكانت دموعك فى تلك الليلة هى دموع المشاركة لشعبك فى ضيقته ، أم أنها دموع الخادم الذى يبكى من شدة المشاكل ومن ضغط العدو عليه ومن شماته الاعداء وتعييرهم .

غالية هى دموعك يا سيدى البابا على شعبك .. الذى لما رآك باكيا لم يتمالك نفسه وبكى هو أيضا متاثرا من حساسيتك ورقة قلبك .

لقد قرأت لك يا سيدى البابا تأملاتك عن مسئولية الرعاية فى كتاب " انطلاق الروح " وعرفت فيك ابا حنونا تعرف معنى الرعاية وتقدر قيمة النفس الغالية .. منذ ان كنت شابا أراك تدعو للصلاة من أجل الاب البطريرك وتقول .. صلوا يا أخوتى من اجل كل بطريرك حتى يتمكن من القيام بواجبه ، وحتى يعطى جوابا حينما يساله الله عن نفسه ونفوس الاساقفة والقسوس والشمامسة والرهبان والعلمانيين " ، وقلت موجها كلامك لمن يدعوهم الله لتلك الخدمة " وانتم يا من ستترشحون للبطريركية فى يوم ما ، إن عرضت عليكم فاهربوا لحياتكم ، وإن دعاكم الله فانظروا إلى مسئولياتها وادخلوا إلى قلاليكم وابكوا امام الله بكاءا مرا " وقد رأيتك يا سيدى تنفذ  هذا الكلام فى هروبك من الاسقفية ، ولكنك خضعت لارادة الرب وقلت ليس لإنسان ان يختار طريقه .
إنها الضرورة التى قد وضعت على كتفيك يا أبى الغالى ، والتى قلت عنها فى احد الحوارات " قابلت الكثير من المشاكل . مشاكل من داخل الكنيسة ومشاكل من خارجها لدرجة اننى قلت فى وقت من الاوقات ما ابتسامى غير لون من دموعى "

وقلت موجها حديثك لكل أحد عن مسئولية الرعاية " أنتم لا تعرفون هذه الوظيفة ومشاكلها كيف تكون . كل انسان ربما مشاكله على أده لكن مشاكل المسئوليات الكبيرة هى ايضا كبيرة لكن ربنا يحل الكل . الرب يقاتل عنكم وانتم تصمتون .

كانت وصيتك لكل الرعاة من الاساقفة والاباء الكهنة ان يتعبوا لكى يستريح الشعب ، وظللت انت امينا فى رعايتك وحبك للقطيع إلى النفس الاخير .. لذلك سوف لا ننسى ابدا تعبك ومحبتك ودموعك ونحن نعلم انك تصلى عنا أمام عرش النعمة وقد قال أحد أولادك متأملا فى دموعك " بدموعك يا أبانا على الأرض كنا نحيا فى حما الله القدير والأن بصلواتك عنا فى السما نحن محاطون بكتائب جنود رب المجد ........ وحشتنا يا بابا شنودة