عائلة «فيروس شبرا»: سنُقاضي وزارة الصحة بتهمة الإهمال
أخبار مصرية | المصري اليوم
الجمعة ١٧ مارس ٢٠١٧
عجزت وزارة الصحة عن كشف غموض المرض، الذي أصاب 11 فردا من عائلة واحدة بمنطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، وتسبب في وفاة 3 أطفال منهم، الأمر الذي أثار الرعب في قلوب المصريين، خوفاً من انتشار «الفيروس الغامض» بينهم، بسبب التشابه الكبير بين أعراضه والأنفلونزا.
وتسببت حالات الوفاة المتكررة في العائلة، وانتشار أخبار المرض بين المواطنين، في حالة من الرعب في منطقة شبرا الخيمة والكابلات، وذهاب عدد كبير من المواطنين إلى المستشفيات للاطمئنان على أنفسهم.
«المصرى اليوم» زارت الأسرة المصابة بالفيروس، في عزبة رستم بمنطقة شبرا الخيمة، حيث تعيش الأسرة في منزل، مكون من 4 طوابق، وفور دخولك إلى المنزل تستمع إلى آيات القرآن الكريم في كل أرجائه، فضلا عن حالة الحزن الشديدة بين أفرادها بسبب وفاة الأطفال الثلاثة بالمرض الغامض، وعدم الوصول لأى تفاصيل رسمية حول ماهيته.
محمد رضا، أحد أفراد العائلة، ويعمل في إحدى شركات الأدوية، والد الطفلة «مَلَك»، صاحبة العامين ونصف العام، والتى كانت آخر ضحايا «الفيروس الغامض»، قال إن المرض ظهر يوم 18 يناير الماضى، بعد أن اشتكى شقيقه الصغير «على» أعراض الإسهال والقىء والمغص الشديد، ولما توجهوا به إلى المستشفى، قال الطبيب- بعد أن اطَّلع على التحاليل والفحوصات- إن شقيقه لا يعانى أي أمراض، وعاد مرة أخرى إلى المنزل، لكن أعراض المرض هاجمته من جديد، وتم حجزه في المستشفى لمدة 3 أيام.
وأضاف: «مؤخرا وصلت أعراض المرض إلى (مَلَك)، وعمرها عامان ونصف العام، وتوجهنا بها إلى مستشفى حميات إمبابة، الخميس 9 مارس الجارى، وتم حجزها في غرفة الرعاية، لكن اتصلت بى الدكتورة المشرفة على الحالة، تطالبنى بضرورة إحضار حقن لتنشيط ضربات القلب، وتجلط الدم، وقالت (لو ماجبتهاش إنت حر)، ولم أجد سوى واحدة من أصل 5 حقن مطلوبة، وفى الصباح ذهبت إلى المستشفى للاطمئنان على طفلتى، فأخبرنى الطبيب بأنها فارقت الحياة، ولم يتمكنوا من تحديد المرض».
وتابع أنه خلال يوم جنازة «مَلَك»، ظهرت أعراض المرض على شقيقها «مازن»، 8 سنوات ونصف السنة، وخوفهم من الذهاب به إلى المستشفى دفعهم إلى اللجوء إلى الطبيب الصيدلى، الذي أعطاه محاليل وأدوية، لكن لم يكن هناك مفر من الذهاب إلى مستشفى حميات إمبابة، حيث أخذوا منه عينات، وأجروا له فحوصات، ولم يصلوا إلى السبب، وتم حجزه في المستشفى، لكن خرج الخميس الماضى.
وكشف «رضا»: «بعد خروج شقيقى من المستشفى، عانى والده الأعراض نفسها، وتوجهنا به إلى مستشفى آخر، وهناك أبلغونا بأنه مصاب بنزلة معوية، وبعد أن شعر بتحسن ملحوظ عاد إلى المنزل، لكن الأعراض هاجمته مرة أخرى- بعد 5 أيام- ودخل المستشفى من جديد، الغريب أن المرض انتقل- خلال زيارة شقيقة زوجة (على) لهم في المنزل- قادمة من المنصورة، إلى (جنى)، طفلتها الصغيرة، صاحبة العامين ونصف العام، فتوجهوا بها على الفور إلى مستشفى ناصر، فجرا، لكن أبلغوهم بضرورة وضعها على جهاز أكسجين، ليس متوفرا في المستشفى، فتوجهوا على الفور إلى مستشفى تخصصى في منطقة عابدين، لكن كانت قد فارقت الحياة، وكانت هذه أول حالة وفاة في العائلة».
وعن دور وزارة الصحة في التعامل مع هذه الحالات، قال إن الوزارة حضرت إلى المنزل، وأخذت عينات من المياه والطعام، وفحصت المنزل بالكامل، لكن لم تصل إلى شىء معلن حتى الآن، كما أن الشك يراودهم بأن الوزارة توصلت إلى معلومات بشأن الفيروس، لكن لا تريد الإعلان عنه، خوفاً من ردود الفعل.
ونفى ما تردد عن إصابتهم بأنفلونزا الطيور، أو أمراض قادمة من خارج مصر، مؤكدا أنهم لا يتعاملون مع الطيور، ولم يسافر منهم أحد إلى خارج مصر ليصاب بمرض وينقله إليهم، وإذا كان هذا صحيحا، فلماذا لم تكتشفه الوزارة حتى الآن؟!
وأكد أنه طلب من وزارة الصحة نسخة من نتائج التحاليل الخاصة بهم، لكن وجدوا أسماء أخرى ليست لها علاقة بالعائلة ضمن القائمة، ما يؤكد أن هناك حالات أخرى مصابة بالفيروس نفسه!
كما تسبب انتشار خبر المرض في منح الشركات والمؤسسات التي يعمل بها أفراد العائلة إجازات مفتوحة، لحين إعلان معلومات صحيحة بشأن «الفيروس»، ولزملائهم العاملين في الأقسام نفسها، حتى يطمئنوا على أنفسهم، إلى جانب الأطفال، الذين منعتهم المدارس من دخولها، خوفاً على باقى الطلاب، منذ 10 أيام.
وقال «على»، الشقيق الأصغر، إنه بعد وفاة «جنى» بـ5 أيام، شعرت زوجته بأعراض المرض نفسها، وتم حجزها في المستشفى، لكن خرجت بعد يومين، وبعدها ظهرت أعراض المرض على ابنته، 3 سنوات، وتم نقلها إلى المستشفى، مضيفا أن الأطباء شخَّصوا المرض بأنه نزلة معوية، وبدأت الطفلة في التحسن، لكن بعد المضادات الحيوية، والمحاليل، وجهاز الأكسجين، توقف قلبها، وبعد محاولات بجهاز الصدمات الكهربائية، عادت نبضات القلب مرة أخرى، لكن دخلت في غيبوبة منذ 45 يوما، ولم تفق منها حتى الآن.
وأضاف «على» أن والدة زوجته لم تسلم من الأمر، وظهرت عليها أعراض المرض، وتم حجزها في مستشفى حميات إمبابة، ودخلت في غيبوبة، لكن خرجت من المستشفى بعد يومين، وفى يوم خروجها نفسه، عادت أعراض المرض إلى والده مرة أخرى، وفى هذا الوقت علمت الوزارة بالوضع الغريب، وبدأت في متابعة الحالات، لكن حالته تحسنت وخرج من المستشفى.
وتابع «على»: «(سيف)، ابنى، عنده 7 شهور، تعب بعد جده على طول، ورُحنا بيه المستشفى، وقالولنا إنه مصاب بنزلة معوية، وبعدها نزلة شُعبية، ورجعنا بيه البيت، وكان كويس، وبعد ساعتين وهو نايم، والدته راحت تطَّمِّن عليه، لقته تُوفى».
وكشف «على» أنه خلال زيارته لابنته في مستشفى، أبلغه الطبيب بأنه إذا لم تتحسن الطفلة خلال 4 أيام، فسيتم إحضار شيخ أزهرى، وفصل الأجهزة عنها، وقال له: «إيه يا دكتور انت عشماوى ولا إيه؟!»، مشيراً إلى أنه تم دفن الأطفال الثلاثة في مدافن العائلة بمدينة زفتى بالغربية، مسقط رأس العائلة.
وأعلن أن الأسرة ستكلف محاميا لرفع قضية على الدكتور أحمد عماد، وزير الصحة، والوزارة وجميع المسؤولين بها، بتهمة الإهمال، وعدم التوصل إلى نوعية المرض أو الفيروس، ومحاسبة المُقصِّرين، كما رفضوا طلب وزارة الصحة بتشريح جثث الأطفال المتوفين، للبحث عن حقيقة المرض أو الفيروس.