الأقباط متحدون - سوريا إسرائيل صدام جوي أرضي بتساؤلات منطقية
  • ١٩:٣١
  • السبت , ١٨ مارس ٢٠١٧
English version

سوريا إسرائيل صدام جوي أرضي بتساؤلات منطقية

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

السبت ١٨ مارس ٢٠١٧

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

د. مينا ملاك عازر
ليست هي المرة الأولى التي يقوم سلاح الجو الإسرائيلي باستهداف أهداف سورية أرضية، فسبق وتم قصف القاعدة الجوية السورية القريبة من دمشق، ناهيك عن عدة ضربات صاروخية أو جوية إسرائيلية قامت بتدمير قوافل قيل وقتها أنها تنقل سلاح موجه لحزب الله ومواقع اسلحة نووية وأسلحة كيماوية، تعددت الأسباب والضرب واحد.

لكن في هذه المرة حدث أمرين جديدين، أولهما الإعلان الإسرائيلي الواضح عن القيام بالضربة الجوية، وقيام السوريين باستخدام المضادات الأرضية حيال الطائرات الإسرائيلية، فيما لم يكن يحدث من قبل، إذ أن في كل مرة سوريا تحتفظ بحق الرد ذلك الحق الذي لم يكن يأتي وقته أبداً.

وفي هذا المقام نسأل، لماذا أعلنت إسرائيل عن ضربتها علناً على عكس كل مرة، هل هو استفزاز للنظام السوري؟ هل لأنه حدث رد سوري لحظي باستخدام الصواريخ المضادة؟ يجوز لكن الأهم هو أن إسرائيل لم تخشى أي شيء وأعلنت عن ضربتها ويبدو أن هذا لاستقوائها بالإدارة الأمريكية الجديدة المدعمة لها بشكل واضح ولا جدال فيه، كما أن جريدة يدعوت والقناة الثانية الإسرائيلية أعلنتا عن الرد السوري، وعلقت إحداهما أن ذلك كان اختبار لمنظومة الدفاع الجوي  السوري.

وآخر الأسباب المطروحة يقودنا للتساؤل عن منظومة الدفاع الجوي السوري التي قيل أن روسيا قدمتها لسوريا، وقيل وقتها أنها الأحدث ومكسب سوري، وأنها تغطي لمناطق داخل سيناء، وهي صواريخ S 400 والتي لأول مرة تدخل منطقة الشرق الأوسط، والتساؤل الأول يطرح، عن لماذا لم تستخدم إلا الآن؟ هل هي تعليمات روسية بالرد الفوري؟ وليس ككل مرة لإظهار العين الحمراء للإدارة الأمريكية الجديدة أم لأهمية الأهداف التي لم يعلن عن ماهيتها للآن، أم استخدمت لعلم السوريين السابق بالضربة، فكانوا جاهزين للرد، كل هذه أسئلة منطقية يجب على الأقل طرحها.

السؤال الأهم يتجلى عن مدى فاعلية منظومة الدفاع الجوي السوري التي أعلنت إسرائيل أنها كانت في اختبار لها، ولم تسقط طائرة في حين أن السوريين أكدوا إسقاطهم لطائرة وإصابة أخرى، فيما لم يعلنوا عن عدد الطائرات المهاجمة أي النسبة المصابة والخسائر التي منيت بها إسرائيل في إظلام واضح ومقصود للمشهد من قبل الطرفين، ويبدو هذا لعدم إحراج الروس في منظومتهم التي يتفاخرون بها أو لعدم إحراج السوريين أنفسهم لرجالهم مستخدمي المنظومة، فقد يكونون هم الغير قادرين علي استخدامها، لكن المهم أن إسرائيل نفت إصابة طائراتها بخسائر أو إسقاط أيا منها، فيما يعد استفزاز جديد للروس، وكأن إسرائيل بضربتها وبنفيها لخسائرها المزعومة من الجانب السوري تريد توتير العلاقات بين الجانبين الأمريكي والروسي، فهل يكون الشقاق الروسي الأمريكي أو الترامبي البوتيني بسبب الصدامات الإسرائيلية السورية المعتادة من قبل والمعلن عليها لاحقاً.

والآن وفي النهاية سؤال، لمصلحة من نفذت إسرائيل ضربتها؟ لا يمكن أن تكون لمصلحتها لأنه لا يمكن للنظام السوري أن يكون ملتفت في عز تورطه في حرب أهلية ووجود أمريكي على أرضه لتحرير الرقة مهتم بتوجيه ضربة لإسرائيل، إذن لمصلحة من نفذت ضربتها؟ إلا لمصلحة عدو للنظام السوري، وهل أعداء النظام السوري حلفاء لإسرائيل؟ قد يكون هذا ما كشفت عنه ضربتها لكن لو صحيح أن الضربة كانت في مصلحة حلفاء إسرائيل الذين هم أعداء النظام السوري وأعداء بالتالي لروسيا والآن لأمريكا، تكون المسألة أكثر تعقيداً وتحتاج للمزيد من المقالات لطرحها بشكل أكثر تدقيق، لكن علينا أن نتذكر أن إسرائيل طالما عالجت مصابي داعش في مستشفياتها، ولا ننسى تصريح وزير صحة إسرائيل بأنهم لن يعالجوا مصابين جدد في مستشفياتهم.

المختصر المفيد ربنا يستر على المنطقة.