بقلم : مودى يوسف شحاته
لقد كانت اللحظة الفارقة فى حياة كل مصرى معاصر عندما دقت الساعة تمام السادسة يوم الحادى عشر من فبراير لتعلن ميلاد زمن جديد سيحياه كل المصريين ترسم ملامحه ثورة أستمرت ثمان عشرة يوماً لتتخلص من ماضيها وتحاول أن ترسم فى حاضرها مستقبل أفضل.
لم يكن أكثر المتفائلين متوقعاً أن تنجح هذه الثورة بالشكل الذى إنتهت عليه والتى تأسست فى بادئ الأمر على التغيير للأفضل ، فلم يكن الهدف هو تغيير لأشخاص بعينهم أو نظام بعينه فحسب بل كان تغيير لرؤية نحو مستقبل أفضل طالما حلم به الكثيرون مؤسساً على الحرية والديمقراطية والكرامة والإنسانية وإسقاط سدود الظلم والقهر والقمع والإتجاه نحو إشراقة أفضل للجميع.


لقد بدأ تاريخ جديد فالجميع الآن ولد من جديد وعليه أن يسطر بنفسه تاريخ هذه الأمة وتاريخه داخلها فلا ينبغى أن يرضى بالقليل من الحرية أو النسبة الضئيلة من الكرامة ولكنه يجب أن يطمح فى المزيد والمزيد من الحرية والإحترام والديمقراطية وإعلاء لإنسانيته وكرامته.
إن من كتب هذا التاريخ الجديد لم يكن فقط شباب التحرير ولكن من بدأ بالفعل فى كتابة السطور الأولى لهذا التغيير هم شهداء القهر والقمع والتعذيب الذين قدموا أسس الثورة فى أن لا نصمت على تعذيبهم أو قتلهم بشكل تعسفى يدمى قلوبنا . فلم يكن لهذه الثورة أن تسطر أو تكلل بالنجاح أو أن يبقى لها ملامح ومعالم إلا من خلال هؤلاء . فيلزم علينا أن نتذكر شهدائنا بل ونقف حانيين رؤوسنا إجلالاً وإحتراماً لهم إبتداءاً ممن كان لهم دوراً فى إنطلاق هذه الثورة أمثال "خالد سعيد" و "سيد بلال" وغيرهم من خطفهم القمع والتعذيب من بيننا وأيضاً هؤلاء الذين ناضلوا داخل ميدان التحرير وقدموا أرواحهم ودمائهم لأجل مستقبل أفضل تمنوا أن يعيشوه معنا ولكنهم ضحوا من أجل أن تكمل المسيرة ويعيش فيه كل المصريين ، هؤلاء الشهداء الذين أعطوا للثوار قوة دافعة لإنجاز هذه المهمة بنجاح للتغير للأفضل ومن أجل الحرية انعيش فى وطن يلقى علينا المسئولية للحفاظ عليه ليعيش فينا نصونه ونحترمه ونقدره فبنا ومن خلالنا يتغير هذا الوطن وبنا يحيا خالداً سعيداً.