حكومة المانيفاتورة

د. مينا ملاك عازر
ليس دفاعاً عن الرأسمالية المتعفنة، ولا كرهاً للاشتراكية المقيتة، ولكن حباً في هذا البلد الذي بلاها الله من بابالاختبار بمسؤولين يكرهونه، ويسعون ضد مصلحته، ويحبون أنفسهم، ويستسهلون لأنهم قليلي الحيلة، حضرتك حاتقول لي ولما هم قليلي الحيلة يبقى ليه بتتهمهم أنهمبيكرهون بلدهم، حاقول لحضرتك يستقيلوا لما يحسوا إنهم محدودي القدرات، وقليلي الحيلة يستقيلوا لو بيحبوه، ويسيبوا الفرصة لنا نفكر بعيد عنهم.

الدليل فرض رسوم عالية التكاليف،وباهظة الثمن على الزائرين من الأجانب لهذا البلد الآمن، الأمر الذى ينفر السياح قليلي الإمكانيات خاصةً عندما تكون الدول المنافسة لنا في نفس المجال السياحي تأشيرة دخولها أرخص منا، في الوقت الذي نتمنى نحن وصول سائح لبلادنا، ناهيك عن عدم سعيهم لجلب السياح واهتمامهم ببلاد لن يأتي منها سياح، كما يفرضون رسوم دخول باهظة بهذا الشكل المؤسف الذي يعبر أنهم يبحثون عن سبل سهلة لأخذ المال وليس لجلبه للاستقرار ودون النظر لأي خسائر قد تلحق ببلادنا بسبب قراراتهم عديمة الجدوى.

الدليل الثاني على قلة حيلتهم وانعدام رؤيتهم، طردهم لأكبر تحالف عالمي للنقل الملاحي من موانئ شرق القناة ليرسو بموانئ اليونان وبالتحديد ميناء بيرية البحري، لفرض رسوم غالية الثمن، وطبعاً هيئة القناة ترمي المصيبة على وزارة النقل والعكس بالعكس، لأنهم خايبين ولا يستطيعوا مواجهة الناس بفشلهم، ونتائج قراراتهم الكارثية المعتمدة على نظام المانيفاتورة الباحث عن المكسب السريع السهل الذي يؤدي لانصراف الناس عنه، كما حدث، والذهاب للمنافسين الأقل سعراً وقد يكونوا أفضل خدمة.

الدليل الثالث والأخير في هذا المقال، ولن يكون الأخير أبدا للأسف في المقالات القادمة لأنهم سيستمروا في تقديم أدلة فشلهم وعجزهم ما داموا باقين على كراسيهم وخلف مكاتبهم، وهو قرار فرض ضريبة ولو زهيدة على معاملات البورصة المصرية ما أسفر عن سحب استثمارات من البورصة المصرية، ما كلف مصر يوم الاثنين خسائر في بورصتهم وصلت لقرابة الأربعة مليارات جنيه تقريباً، ويبدو أن البقية تأتي، وهذا يحدث في الوقت الذي نائب وزير المالية للسياسات الضرائبية مندهش مما فعله المستثمرون، طب ليه ينتظروا لشهرمايو حتى تنفيذ الضريبة عليهم وهم باستطاعتهم الآن تصفية أملاكهم والذهاب بها لبورصات أخرى لا تفرض تلك الضرائب على أموالهم، ويبقى هنا السؤال للفاشل نائب وزير المالية الأفشل بمناسبة إيه تدفع واحد ممكن يكون خسران في بيعته دي ضريبة مضطر لأن يبيع أسهمه لأسباب ما اقتصادية أو شخصية، فباع بخسارة من منذ متى تفرض الضرائب حتى على المعاملات الخاسرة اقتصادياً، يا فشلة ولو حضرتك بتقول إن فيه بورصات فيدول أخرى وأكثر رأسمالية منا تفرض هذه الضريبة، أحب أعرفك الفرق بيننا وبينها وعلى لسان سيادة الرئيس الذي أنت تعمل تحت قيادته،ورد الرئيس هذا ناهيك طبعاً عن أن اقتصادهم غير اقتصادنا، فاقتصادهم أكثر استقراراً، لكن الرئيس قال إيه لأمثال حضرتك من فشلة المستهلين فرض الضرائب وجباة العصر الحديث، قال الرئيس إحنا شبه دولة.

المختصر المفيد الفاشل يمشي، يرحمنا ويرحم مصر.