الأقباط متحدون | كن إيجابيًا بالفعل لا بالشعارات
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٢٩ | الثلاثاء ١٥ فبراير ٢٠١١ | ٨ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٠٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

كن إيجابيًا بالفعل لا بالشعارات

الثلاثاء ١٥ فبراير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: جرجس وهيب
نحن الآن على مفترق الطرق بعد رحيل الرئيس "حسني مبارك" الذي أرى أنه كان لا يستحق أن يُخلع بهذه الطريقة الصعبة، وأنه لم يكن سيئًا بهذا الشكل. فالرجل حكم البلاد (30) عامًا، فمن الطبيعي أن يكون له أخطاء، مثله مثل أي رئيس دولة، فالرئيس الأمريكي "جورج بوش" على سبيل المثال، وهو رئيس أكبر دولة ديموقراطية في العالم، خاض حربًا بدعوى امتلاك "العراق" أسلحة نووية، ثم اكتشف بعد ذلك أن "العراق" لا تمتلك أي أسلحة نووية، وورَّط "أمريكا" وعددًا آخر من الدول في حرب أفقدت "أمريكا" والدول الأخرى عدة آلاف من جنودها، وأنفق عليها مئات المليارات من الدولارت. ومع ذلك لم يتم خلعه بهذه الطريقة الصعبة بل أكمل ولايته.
 
فكما قلت: "لكل رئيس أخطاء"، ويبدو أن مشكلة الرئيس "مبارك" الكبرى أنه وثق فيمن حوله أكثر من اللازم، في حين إنهم لم يكونوا أهلاً لأي ثقة. ويكفي أن الرئيس "مبارك" جنَّب "مصر" خوض أي حروب خلال فترة حكمه، ونجح في عدم وصول الإسلاميين للحكم. والآن أصبح الطريق ممهدًا أمامهم بالورود للوصل للحكم، ليس في "مصر" فقط ولكن في "تونس" و"الجزائر" و"اليمن"، وإقامة الخلافة الإسلامية بدعم من "إيران" و"قطر" و"حزب الله" و"حماس" والشيخ "يوسف القرضاوي" وقناة "الجزيرة" العربية.
 
عمومًا نحن الآن في بداية عهد جديد، إما نكون أصحاب دولة مدنية متقدِّمة ومستقرة، وإما نكون أصحاب دولة غير مستقرة وأكثر تخلفًا مما كانت عليه. فالجميع مطلوب منه التحرُّك الإيجابي كلٌ في مجال عمله.. يجب على الجميع بذل كل الجهد في أعمالهم لكي نستطيع تعويض الخسائر التي تعرَّضت لها البلاد خلال الفترة الماضية، وأن يكتسب المواطنون سلوكيات جديدة تتسم بالبعد عن السلبية التي كنا نعاني منها خلال الفترة الماضية.. يجب أن يتوقف الجميع عن دفع الرشوة في أي قطاع من قطاعات الدولة المختلفة، وأن يتمسكوا بحقوقهم طالما أن لهم حقوق، وأن يحارب الجميع خلال الانتخابات القادمة سواء رئاسة الجمهورية أو انتخابات مجلسي الشعب والشورى إذا تم حلهما، وأن يقفوا بالمرصاد لأي عمليات تزوير، ويشارك الجميع في الانتخابات، ونقف جميعًا ضد أي عمليات تجاوز من المواطنين، مثلما يحدث الآن من عمليات تعدي على الأراضي الزراعية والبناء عليها بصورة مفزعة؛ فالتعديات التي حدثت على الأراضي الزراعية طوال فترة الغياب الأمني قد تفوق التعديات منذ ثورة 23 يوليو 1952، وقد وصفها مدير الإدارة الزراعية بأحد مراكز "بني سويف" بأنه خراب سنشعر بتأثيره المُفزع خلال المرحلة القادمة. فيجب أن يتصدى الجميع لذلك دون انتظار تحرُّك الجهات المعنية، فهذه الأراضي هي ملك للجميع..
 
كما لابد ألا يتنازل أحد عن حق من حقوقه في حالة التقدُّم للوظائف المرموقة، وخاصةً في الشرطة والنيابة، وأن يحارب من أجل الحصول على حقه. وأن يتم تطوير المناهج التعليمية مما يدعم الانتماء والعمل وقبول الآخر والمشاركة السياسية.
 
فالثورة ليست وحدها كافية لأي إصلاح شامل أو تقدُّم، فلابد أن يواكب ذلك تحرُّك ممائل من المواطنين. فلن تتقدَّم "مصر" حتى لو كان هناك نظام ديمقراطي، في حين تنتشر الرشوة والفساد في قطاعات الدولة، حتى لو كان بين صغار الموظفين. وليعلم الجميع أن مشاكل "مصر" لم يكن المسئول عنها "مبارك" وحده وإنما الجميع مسئول عنها.
 
"مصر" الآن في بداية عهد جديد أتمنى أن يختفي منه التعصب والسلبية والعنف والتزوير والرشوة والفساد والمحسوبية والواسطة والفوضى، وأن يكون عهد رخاء وتقدُّم وعدالة ومحبة، وأن يكون هناك أحزاب معارضة فاعلة وناشطة.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :