الأقباط متحدون - الإعلامى الكبير عماد الدين أديب: المصالحة مع الإخوان لن تحدث قبل تجفيف منابع تمويلها (2-2) حوار
  • ١٨:٠٩
  • السبت , ٢٥ مارس ٢٠١٧
English version

الإعلامى الكبير عماد الدين أديب: المصالحة مع الإخوان لن تحدث قبل تجفيف منابع تمويلها (2-2) حوار

أخبار مصرية | المصرى اليوم

١٤: ٠٧ م +02:00 EET

السبت ٢٥ مارس ٢٠١٧

عماد أديب أثناء حديثه لـ«المصرى اليوم»
عماد أديب أثناء حديثه لـ«المصرى اليوم»

 كشف الإعلامى الكبير عماد الدين أديب، فى الجزء الثانى من حواره لـ«المصرى اليوم» عن خوف الرئيس الأسبق حسنى مبارك، من محاولات تمرير مشروع توريث نجله «جمال»، موضحا أن مبارك كان يعلم جيداً خطورة هذه الخطوة، ولم يكن راضياً عنها، ولم يفصح عما بداخله بسبب ضغوط أسرية كانت ترغب فى انتقال السلطة لنجله، لافتا إلى أن اللواء الراحل عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات الأسبق، أكد له قبل أحداث 25 يناير بأيام قليلة أن نظام مبارك زور انتخابات برلمان 2010، وأنه لا يد لأحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطنى المنحل، فى تزوير الانتخابات.

 
وأضاف فى الجزء الثانى من حواره لـ«المصرى اليوم»، أن المصالحة بين جماعة الإخوان والدولة لها توقيت، ويلزمها عدة أمور أهمها الخلاص النهائى من الجماعة فى الخارج والداخل، وتجفيف منابع تمويلها، وتخلى كافة القوى الدولية عنها، فضلا عن إصدار الولايات المتحدة تشريعا يدرجها فى قائمة الإرهاب، مشيرا إلى أن الرئيس السابق محمد مرسى كان يعتبر مكتب الإرشاد رئيسه المباشر.
 
ووصف «أديب» الرئيس عبدالفتاح السيسى بـ«الشهيد الحى»، لأنه يسدد فاتورة تأخرت 70 عاماً، ويعلم تداعياتها الخطيرة، لكن يؤمن بأهمية العمل من أجل الوطن الذى يحلم بالعبور به إلى بر الأمان، وأن الإجراءات الاقتصادية الأخيرة خير دليل على أن السيسى فضل مصلحة الوطن على شعبيته، لافتا إلى أن السيسى كان جريئاً لحد كبير للغاية ويحسب له عدم اهتمامه بنفسه.. وإلى نص الحوار:
 
■ برأيك إلى أى مدى تغيرت سلوكيات المصريين بعد أحداث 25 يناير؟
 
- ما يميز المصرى دائماً، التسامح، لدرجة أن البعض اعتبروا الأمر ضعفا، وقالوا إنه شعب لا يثور رغم أن التاريخ يشهد بعكس ذلك، لكن تغيرت الأمور بعد 25 يناير، ووجدنا حب الانتقام والتشفى والسعى إلى التحريض والاغتيال المعنوى، الذى أصبح لاعبا رئيسيا يستخدم للقضاء على الخصوم عن طريق نشر الشائعات والأكاذيب لتشويه صورة الأشخاص، ويحدث ذلك فى كل مكان سواء بين زملاء العمل أو الجيران أو المتنافسين فى أمر معين، والأدوات كثيرة لذلك، والبيئة تساعد، وفقدنا صفات جميلة أخرى مثل الحب والمروءة، وظهرت أعمال بلطجة والنهب والقتل والعنف والانفلات وانتشار الأكاذيب، لكن أتوقع أن تختفى فى المستقبل ونعود لماضينا الجميل.
 
 
■ هل الرئيس عبدالفتاح السيسى فقد كثيرا من شعبيته؟
 
- لو أن السيسى كان يبحث عن الشعبية ما فكر مطلقا فى تنفيذ الإجراءات الاقتصادية الأخيرة، ولا اتخذ أى قرارات يمكن أن تسبب ضيقا للشارع، ولم يقترب من الدعم مطلقا، ولا سعر الصرف، ولم يتجه لإقامة مشروعات عملاقة، لكن أراد اتجاها آخر وهو بناء مصر قوية دون أمراض، فاتخذ القرارات التى تمكنه من ذلك، وهو يعلم جيدا أنها تؤدى إلى خفض شعبيته، لما لها من تداعيات فى الشارع، ويحسب له عدم اهتمامه بنفسه، ولا تأييد الناس له قدر رغبته الجامحة فى استقرار وتقدم الوطن، وهو يدرك تبعات ما يفعله ولا يبالى بشىء غير العبور بمصر إلى بر الأمان.
 
وندرك أن تلك الإجراءت التى نفذها لم يجرؤ أحد من الرؤساء السابقين على البدء فيها، خوفا من غضب الشارع منذ حكومة الدكتور عاطف صدقى إلى الآن، لكن السيسى كان جريئا وهو ما يميزه عن غيره.
 
■ برأيك من الرئيس المصرى الذى شهد الوطن فى عهده استقرارا؟
 
- بكل أمانة يمكن القول بأن عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك شهد استقراراً نسبياً، بسبب طول مدة حكمه، فهو لاعب شطرنج حريص لا يهمه الربح بقدر تمسكه بعدم الخسارة، والدليل أنه أكثر رئيس تعامل مع الإخوان بأقل الخسائر عن طريق جهاز أمن الدولة، الذى اتسم بالمكر الشديد واستطاع إيجاد صيغة لإدخالهم فى السياسة دون أن يكونوا مؤثرين فى عملية الحكم.
 
كما اعتبر الرئيس الراحل أنور السادات أفضل رئيس أجاد السياسة الخارجية، فكان صاحب عبقرية سياسية فى استشراف الواقع ورؤية المستقبل، ويشهد له التاريخ بأنه داهية من بين خمسة رؤساء عباقرة فى الخمسين عاماً الأخيرة على مستوى العالم، بينما يبقى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر صاحب حلم أكبر من قدرات الظروف والأدوات المتاحة له، ما أضره ودفع نتيجة حلمه، أما الرئيس محمد مرسى لم يدرك أنه رئيس لكل المصريين، وظل يتعامل مع مرشد الجماعة باعتباره رئيسه المباشر، وهذا خطأ تاريخى قاتل، رغم أنه رجل طيب، أما السيسى فهو الشهيد الحى، لأنه يسدد فاتورة مؤجلة منذ عام 1952، ويرث تركة قديمة فيها اختلالات هيكلية خاصة بتركيبة المجتمع المصرى، وكان من الممكن للرجل ان يتجنب تلك الإصلاحات الجذرية الصعبة، لكنه اختار الطريق الصعب أملا فى الوصول بالوطن إلى مستقبل مشرق.
 
■ ما رأيك فى الرئيس الأسبق محمد نجيب؟
 
- ما حدث مع هذا الرئيس يمثل علامات فحش واستبداد لمن قاموا بنفيه ومحاولة إذلاله، ولا أتخيل أبدا أن يحتاج نجيب إلى 12 جنيها، ويبعث بخطاب إلى المسؤولين ويرفضون زيارة زوجته له، فضلا عن المعاملات غير الآدمية معه، رغم أن أفكاره لو تم تطبيقها بعد جلوسه على مقعد الحكم مباشرة لكانت مصر حاليا منافسة لليابان أو ماليزيا.
 
■ كيف بدأت صداقتك بمبارك؟
 
 
- عملت محرراً لشؤون رئاسة الجمهورية بجريدة الأهرام منذ أن كنت طالبا بالجامعة، بعد أن وفقنى الله فى عمل حوار لمجلة صوت الجامعة مع الرئيس الراحل أنور السادات، وبعد يومين من نشر الحوار طلبتنى الأهرام للعمل فيها كمحرر لشؤون الرئاسة، وبدأت التقى الرئيس ونائبه فى ذلك الوقت حسنى مبارك، ومع مرور الأيام وسفرياتى المتعددة مع النائب نشأت صداقة بيننا، واستمرت حتى بعد أن تركت العمل فى الأهرام وأصبح مبارك رئيساً للجمهورية.
 
■ هل مبارك كان لا يحب أن يستمع للمشكلات وكان هناك تعليمات بعدم السماح بإخباره عن الأزمات؟
 
- كلام غير صحيح، بالعكس كان يستمع جيداً، وكان يتصل بالمسؤولين بنفسه، ويحب العمل، وكان مولعاً بالحياة العادية، وتمنى دائماً أن يعيش حياة الأفراد، بحيث يمشى ويتجول فى الشوارع، وقال لى ذات مرة بعد أن عاد من إحدى سفرياته بفرنسا، أنه رغب فى السير منفرداً، ولبس النظارة «وبرنيطة» وتحرك دون حراسة فى الشارع، وكانت الناس تعرفه رغم تخفيه ويذهبون للسلام والحديث معه، كما زار حفيد فى مدرسته.
 
■ هل تحدث إليك مبارك مباشرة فيما يخص مشروع التوريث الخاص بنجله جمال قبل ثورة يناير؟
 
- كل ما يمكن قوله إن مبارك لم يكن راضياً من الناحية الإنسانية أن يدخل ابنه المعترك الرئاسى، وكان رافضاً تماماً للفكرة، ويراه ليس مناسباً أبداً للمنصب، كما أنه كان يدرك تماما صعوبة تنفيذ المشروع من الناحية السياسية، لأنه رجل جيش ويعرف جيداً أن الصعود إلى مقعد رئيس مصر خط أحمر وهذه قناعاته التى كانت مستقرة داخله.
 
■ لماذا لم يقف مبارك فى مواجهة التوريث؟
 
- لقد التزم بالصمت تماما بسبب وجود ضغوطات عائلية قوية عليه، خاصة أنها جاءت بعد أن أصبح ضعيفا، ما جعله لا يتحدث أبدا فى الأمر، حتى بات لا ينفى ولا يؤكد التوريث، وأجزم أنه لو خرج مبارك ونفى بشكل قاطع رفضه لمشروع التوريث، وقال إن ابنه لن يرشح نفسه كرئيس لتفادى كل ما حدث، لأن مظاهرات يناير تفاقمت بشكل هائل بسبب الكلام حول التوريث، ولو هذه النقطة ما كانت لتنجح أى مظاهرات ضده.
 
■ ماذا تقصد؟
 
- حكم مصر خط أحمر ومحاولات الوصول إليه ليس بالأمر السهل، والعاقل يدرك ذلك جيداً، ومبارك كان يعلم تماما خطورة التفكير فى الأمر، لكن أخطأ عندما صمت ولم يحسم الموضوع، ولو فعل ذلك كان من السهل أن يكون موجوداً حتى الآن كرئيس للبلاد.
 
■ ماذا تعنى بضغوطات عائلية جعلت مبارك يلتزم الصمت؟
 
 
- كانت هناك رغبة من داخل أسرة مبارك بتمرير مشروع التوريث، وفى هذه الفترات تصاعدت وتيرة تجهيز المشروع، وكان الرئيس دخل فى مرحلة ضعف لسببين، وفاة حفيده الذى كان يحبه كثيراً ويعتبره كل شىء جميل فى حياته، لدرجة أنه أصبح الرفيق الأول والأهم للرئيس طوال يومه، إضافة إلى المرض الذى أصابه وأرهقه صحياً، ما جعله فى حالة ضعف واضحة، وانصرف عن كل شىء فى الوقت الذى كان يعمل فيه المهتمون بمشروع التوريث بكل قوة وجهد لتنفيذه.
 
■ ماذا عن رد فعل مبارك فى عام 2007 لما طلبت منه الإعلان عن انتخابات رئاسية مبكرة بإشراف دولى شريطة ألا يرشح نفسه أو أحداً من أبنائه؟
 
- قلت هذا الكلام لقربى منه وشعورى بأنه مرهق، كما أن النظام الحاكم وقتها كان فى حالة خلل تحتاج إلى وقفة، لكن واجهت سيلاً من الشتائم من جانب المنافقين، لدرجة أن 2 من الوزراء تبرعا بمحاولات تشويهى يومياً، وكانا يقولان الرئيس «زى الفل وصحته كويسة وإحنا عاوزينه كده»، أما مبارك قال لى عندما قابلته «الله يبارك فيك يا عماد»، لأنه يفهمنى جيدا، ويعرف أننى أقرأ المستقبل القريب.
 
وبعد الانتخابات البرلمانية فى 2010، وتحديداً فى 25 ديسمبر، قبل أحداث 25 يناير، قلت لمبارك إن الشخص الذى نصحك بتزوير الانتخابات يقضى على النظام الحاكم تماماً، وأتوقع ألا يعقد البرلمان جلسة واحدة، ووجدت بعدها كثيراً من الاتصالات، وقابلت ثلاث شخصيات من بينهم اللواء عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات الأسبق، وجلست معه فى يوم 5 يناير 2011، بمكتبه، وقال لى بالحرف: «مقتنعون تماماً بكلامك، ونرغب فى معرفة حيثياتك التى بنيت عليها ما أعلنت»، فقولت له إن تزوير الانتخابات والأخطاء الجسيمة فى الحكم والتوريث تمثل عقبات كبرى لاستمرار النظام الحالى، حتى أننى سألته عمن يقف وراء تزوير الانتخابات البرلمانية، فأشار بيده على صورة مبارك، فقلت له باندهاش هل الرئيس الذى فعلها، فعاد محركاً أصبعه حركة دائرية، ففهمت من إشارته أن الذى زور الانتخابات من داخل النظام.
 
■ لكن المعروف أن بطل عملية تزوير انتخابات البرلمان فى 2010 أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطنى المنحل؟
 
- أحمد عز لم يزور الانتخابات، ومن زورها كما قلت لك من داخل النظام، وفقاً لعمر سليمان، لكن الطبيعى أن يحاول أحمد عز الحصول على أعلى نسبة من المقاعد فى البرلمان لصالح حزبه.
 
■ ذكرت لى أنك صاحب الفيلم الوثائقى لمبارك أثناء ترشحه للانتخابات الرئاسية فى عام 2005 نرغب فى معرفة أبرز كواليس التصوير؟
 
- حاورت مبارك، لكن لم أظهر فى الصورة، وبعد تسجيل 12 ساعة اخترنا فى النهاية 15 دقيقة، وكنت صاحب القرار فى كل شىء، ولم يتدخل أحد مطلقاً فى عملى، حيث استعنت بلقطات من لقائه بالشيخ محمد متولى الشعراوى، والبابا شنودة الثالث، ورفضت اقتراح التحدث عن إنجازاته، وقررت أن تكون عباراته للشعب تمس الوجدان والمشاعر عن طريق الاقتراب من الجانب الإنسانى للرئيس، وبالفعل أدى إلى زيادة شعبيته، لأن تلك الأشياء لها فعل إيجابى جداً لدى المصريين، وخير دليل على ذلك الخطاب التاريخى الذى ألقاه مبارك قبل موقعة الجمل بيوم، والذى كتبه السفير سليمان عواد.
عماد الدين أديب
■ بم تصف عام حكم الإخوان؟
 
- اتسم حكم الجماعة بسوء الإدارة وعدم فهم قانون الفعل، ورد الفعل الذى يحكم مصر، ولم يفطنوا إليه، وغاب عنهم أن القواعد الأخرى التى تنطبق على الحكم فى الخارج لا تنطبق هنا، وجاءت الجماعة بخبرة صفرية، واهتمت بتمكين أنفسهم وأهملوا مكونات الأمور فى مصر، ولم يلتفتوا إلى المؤسسات السيادية ووضعها الاستثنائى الذى لا يمكن تجاهله، لأن الرئيس فى مصر يحكم بواسطة الأجهزة السيادية منذ عام ١٩٥٢، والجيش قوة حاسمة للصراعات فى دول العالم الثالث والقوة المرجحة للحكم فى مصر دائماً، والرئيس الأسبق محمد مرسى، أخطأ لأنه لم يضع كل هذه الاعتبارات فى حساباته، وتعامل مع المرشد وكأنه رئيسه الأعلى.
 
وكانت هناك تحذيرات كثيرة لمرسى، أهمها على الإطلاق لقاء سرى بمقر جهاز سيادى، وقيل له عليك أن تراعى عدة أمور منها مطالب الشارع، وأهمية احتواء المعارضة، واحترام المؤسسات والدستور، وللأسف لم يستجب لتلك الجلسة، وقالوا له نتمنى ألا نصل إلى خروج الملايين فى الشوارع ضدك.
 
■ هل تتوقع إجراء مصالحة بين الدولة والإخوان؟
 
- هذا الأمر له توقيت، وقواعد أساسية لابد من تحقيقها أولاً قبل إجراء المصالحة، وعلى رأسها أن تفرغ الجماعة من هياكلها وتسميتها الحالية، ويظهر برنامج يؤكد على الانصهار داخل الدولة المدنية، وتنتهى تماماً فكرة الجماعة، ويظهر حزب يؤمن بأن الوطن لا مكان فيه لمكتب الإرشاد، كما أن الدولة لن تجلس مع أى إخوانى، إلا بعد أن يتم التخلص من الجماعة تماماً، وتجفيف منابع تمويلها، وتخلى جميع القوى الدولية عنها، فضلاً عن إصدار الولايات المتحدة تشريعاً يدرجها فى قائمة الإرهاب عندها، ووقتها ستبدأ الدولة الحوار معهم، وأنا شخصيا أتمنى أن يخرج كل برىء من تلك الحسابات، لأن الذى لم يرتكب عنفاً ولم يساعد فى أى أعمال هدامة وابتعد بنفسه عن كل الأزمات له الحق فى أن يعيش حياة آمنة، طالما أنه رغب فى ذلك، ولا يمكن أبداً أن يساوى بالقاتل الإرهابى.
 
■ كيف ترى المشاكل الطائفية التى تحدث بين الحين والآخر؟
 
- مشروع أحداث فتنة طائفية وارد من الداخل والخارج، ويتم افتعال مشكلة لعمل أزمة، وبكل بساطة يمكن التغلب على هذه المؤامرات بإقرار التساوى بين الجميع والتخلى عن فكرة «دينك إيه» الموجودة لدى عدد من المؤسسات داخل الدولة، والتعامل فى كل بقعة داخل مصر من منطلق العدالة التى تقتضى إعطاء الحقوق لاصحابها، ويجب معرفة إعداد الأقباط الحقيقية عن طريق جهاز التعبئة العامة والإحصاء، حتى نستطيع إدراك نسب مكونات الدولة المصرية، ما يساعد فى الرد على جميع الخزعبلات، كما أن التحرر من هذه الأفكار سيؤدى إلى تقدم الدولة.
 
■ كيف ترى صورة مصر فى الخارج منذ 25 يناير؟
 
- صورة مصر فى الخارج أضعف نقطة فى ملف السياسة الخارجية، وباتت تمثل الإساءة البالغة لنا، بسبب نجاح جماعة الإخوان فى تسويق أهدافها عن طريق شركات إعلامية ضخمة وتدفع تكاليفها تركيا وقطر، وتعمل على تشويه مصر فى الوقت الذى عجز فيه أصحاب تلك المهمة عن توصيل وجهة نظرهم بالدليل والحجة والمنطق.
 
■ بمناسبة الإعلام كيف تقرأ مستقبل الصحافة فى مصر خلال السنوات المقبلة؟
 
- الصحافة فى العالم كله تنحسر، بسبب ارتفاع سعر الورق والمكونات الأساسية لإنتاج الصحف، وزيادة الأجور، وانتقال الكثير من القراء إلى التليفزيون والإنترنت، لذلك وجدنا كثيراً من الجرائد الشهيرة أغلقت، فيما أعلنت غيرها عن تقليص صفحاتها واحتمالية الغلق.
 
وبالنسبة للصحافة فى مصر، أتوقع أنه خلال 3-5 على أقصى سنشهد دمج صحف حكومية، فضلاً عن توقف عدد آخر عن الإصدار، كما ستمتنع الدولة عن دعم معظم المؤسسات الصحفية التابعة، لها وسيبقى للأسف مصير زملاء المهنة فى خطر شديد.
 
■ ما رأيك فى برامج «التوك شو» والناتج التليفزيونى المصرى حالياً؟
 
- نعيش مأساة حقيقية، والعملية الإعلامية كلها رديئة وتشكل جانباً مظلما داخل البلاد، وكل ما يقدم يهتم فقط بالأصوات المرتفعة والسب والقذف والتشهير، لأن أصحاب الفضائيات يبحثون عما يفضله المشاهد الذى لا يهتم سوى بتلك الأمور، وأهمل الخبر والحقيقة والثقافة.
 
ونعرف أن الإعلام يتشكل من 3 حلقات رئيسية، المرسل والمستقبل والرسالة، ولو نظرنا إلى المرسل سنجده يرضى الجمهور على حساب المهنية والنزاهة، ويقدم له بضاعة رخيصة فى رسالة هابطة تماماً حسب رغبة الزبون، أما المستقبل وهو الجمهور، تغيرت ثقافته إلى «الهستيريا والزعيق والشتائم» التى يفضلها كثيرا، والظرف حساس لا يحتمل مهاترات.
الكلمات المتعلقة
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.