الأقباط متحدون - الصّحافة ملكة مُتوّجة
  • ١٢:٠٨
  • الأحد , ٢٦ مارس ٢٠١٧
English version

الصّحافة ملكة مُتوّجة

زهير دعيم

مساحة رأي

٣٦: ٠٥ م +02:00 EET

الأحد ٢٦ مارس ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

زهير دعيم
 مَن قال انّها السُّلطة الرابعة فقد أخطأ وظلم وتجبّر
 ومن سار في طريقه دون أن يلتفت إلى صاحبة الجلالة ، فقد خسر الكثير ...بل لم يربح شيئًا..

 قومي يا صاحبة الجلالة وتجلّي ...قومي يا صاحبة الجلالة وتبختري ، فالميدان ميدانك ، والسّاحات ساحاتك ، والبشر كلّهم يأتمرون بأمركِ .

 حقًّا وحقيقة لقد أضحت الصِّحافة بكلّ أنواعها وأطيافها وخيالاتها، المقروءة والمكتوبة والمسموعة والمرئية والالكترونيّة ، أضحت جزءًا من حياتنا ، وأضفت أبعادًا كثيرة وبعيدة للون حياتنا ، فأعطتها زخَمًا ، وأثّرت فيها ايّما تأثير ، فهذه الصّحافة تُقلقل اليوم العروش وتهزّ المُعتقدات – إلا الراسخة منها- وتحفر أخاديد في الأيدلوجيات ، وتبعث الرّوح في الموات والجفاف والتراب !!

 كانت الصّحافة عملاقة وما زالت .
 كانت مؤثّرة وما زالت .

 كانت جبّارة ، واليوم في عهد الانترنت- وليّ عهدها - جعلها أكثر جبروتًا ، وأكثر حِدّة .

 ومن لا يُصدّق فأسوق اليه شاهدين من واقع الحياة ؛ شاهدين بسيطين  ولكنهما يثبتان  وبالدّليل القاطع إنها الأعلى – طبعًا بعد الشّريعة الإلهية الثابتة فوق رؤوس الجبال والتاريخ والآتي –

 فإليك المثال الأول :

فلانة فتاة ، صوتها لا يبعد كثيرًا عن قرقرة الدّجاجة ، ولكن الله حباها بقدٍّ ميّاس وجمال لافتٍ وغنجٍ مستفيض ، فلاحقتها عيون العدسات والمصوّرين والصّحافيين ، فأضحت هذه القطة علما يُشار اليه بالبنان ، شهرة ولا شهرة ألبرت اينشتين !! ومن هذا الاينشتين أصلا ؟.

 أضحت علما في حين إن هناك من يبزّها جمالا وصوتًا ...لقد رفعتها الصِّحافة إلى القمّة ، ونصّبتها ملكة مُتوّجة على قلوب الشّباب والمراهقين ومحبّي القشور والألوان.

 امّا الشّاهد الثاني فهو مقدّمات ومُقدّمو البرامج التلفزيونية والصحافيين والصحافيات ، إنهم يترشّحون اليوم لبرلمانات العالم ويحوزون على السَّبّق ، بل يسبقون الكثيرين ممّن خاض غمار السّياسة سنوات .

 فمن جعل هؤلاء الناس محبوبي الجمهور ، أليست صاحبة الجلالة؟ أليست هذه التي تُنزل العالي وترفع المنخفض وتصحّح المعوّج ، وتكشف المختبئ ، وتقلع الجذور والعادات ، وتعصف بالكون. .

استمري سيدتي الجميلة وهيمني واعصفي واقلعي كلّ شوائب حياتنا ، وانشري الحقّ المُحرّر ، والنزاهة ، واعرضي لشمسكِ كل رطوبةٍ وهوسٍ وعفن اجتماعيّ ، وقاذورات لفّها بساط النفاق. .