الأقباط متحدون - الخبز أولى الصناعات البشرية، فكيف بدأ؟
  • ٠٦:٣٤
  • الأحد , ٢٦ مارس ٢٠١٧
English version

الخبز أولى الصناعات البشرية، فكيف بدأ؟

منوعات | yallafeed

٥٢: ٠٥ م +02:00 EET

الأحد ٢٦ مارس ٢٠١٧

الخبز
الخبز

لايمكن ان تدخل منطقة في هذه المسكونة من دون أن تجد فيها خبزاً. قد تختلف صناعته بين بلد وآخر، لكن المفهوم والاستخدام يبقى مشتركاً.

عرف الإنسان الخبز منذ أن عرف الزراعة. واتفق العلماء على أن اكتشاف الخبز يعود الى 12 الف سنة، لكن صناعته بشكله الحالي تعود الى 6000 سنة.

حبة القمح ليست وحيدة؟


يعتبر الخبز أول صناعة غذائية في التاريخ البشري. لم تقتصر مكوناته على ما هو متعارف عليه اليوم، أي على حبة القمح. كان الخبز يُصنع من الحبوب المتاحة في أرض كل دولة ويُعد خبز الشعير أولى الأغذية المصنوعة.

 وعلى سبيل المثال في البلاد العربية استخدموا حبوباً أخرى، مثل الذرة والشعير والشوفان وحديثاً دخلت الصويا والشايا في هذه الصناعة.

الفراعنة مكتشفو الخميرة والطحين

يعتبر الفراعنة أول من استخدم حجر الرحى لطحن الحبوب، وكان للخبز رمزية مقدسة لديهم فالقمح من أرض مصر والملح من بحرها والماء من نيلها.

كان المصريون القدماء أول من بدأوا بخبز العجينة بالخميرة التي اكتشفوها من الأعشاب البرية.


كان الإنسان يخلط الحبوب المطهوة بالماء ويتركها في الشمس حتى تجف. وكانت هذه الطريقة البدائية  هي أول طريقة مبتكرة لصناعة خبز الإنسان.

لكن المصريين القدامى طوّروا الأفران لصناعة الخبز. ولم يكن الخبز متاحاً لجميع الناس بسبب اختلاف المراتب الاجتماعية، فكان الأغنياء يأكلون الخبز المصنوع من القمح، وكان الميسورون يأكلون المخبوز من الشعير، فيما كان الفقراء يصنعون خبزهم من حبوب أخرى.


الخبز لدى الفراعنة

الرسوم الفرعونية مجدت الخبز ووثقت صناعته في الكثير من الجداريات، فالخبز كان غذاء يومياً وقرباناً يقدم لآلهة المصريين.

وكان الفراعنة يدفنون الخبز مع موتاهم ظناً منهم بأنهم يؤمّنون له الغذاء في رحلته الأبدية.


ويقول الكاتب أحمد أمين في كتابه قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية: "إذا وجدت قطعة خبز في الطريق إرفعها من على الأرض وقبلها وضعها جانباً حتى لا يدوسها المارة" هذه العبارة تلخص احترام المصريين للخبز على مر العصور. حتى أن بعض آلهة المصريين اقترن اسمها بالخبز كـ "أوزير" الذي يقال أن الخبز كان جسده.

الخبز في القرآن الكريم

وردت كلمة خبز في القرآن الكريم مرة واحدة في سورة يوسف {وقال الآخر إني أراني أحملُ فوق رأسي خُبزاً} (يوسف:36) وهذا ما يدل على أن صناعة الخبز كانت موجودة في زمن الفراعنة في مصر.

في الإنجيل: الخبز جسد المسيح

ذكرت معظم الأديان الخبز ودعت لاحترامه وتقديسه. فمنذ آلاف السنين كان اليهود يأكلون الخبز  المصنوع من مزيج الطحين مع الماء, الذي يُصنع على شكل فطائر رقيقة. ولم تكن تحتوي الأرغفة على أية مادة تجعل هذه الفطائر أفضل كالخميرة.


ويرد في التوراة أن عقاب آدم بعد طرده من الفردوس هو أن يأكل خبزه من عرق جبينه. كما أن النبي إبراهيم أكرم زواره الذين بشروه بولادة ابنه اسحق بأنه طلب من زوجته سارة أن تعجن وتصنع خبزاً للضيوف.

أما في الإنجيل، فقد وردت كلمة خبز عدة مرات كغذاءِ مبارك من الرب.  ومن أهم ما ذكره هو ما جاء في العشاء الأخير الذي جمع السيد المسيح مع تلاميذه الحواريين لآخر مرة، حينها قدم لهم الخبز على أنه جسده، فقال لهم "هذا هو جسدي فكلوه".