الأقباط متحدون | هنيئًا لك يا مصر بأولادك
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٤٢ | الاربعاء ١٦ فبراير ٢٠١١ | ٩ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٠٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس الكلام المباح
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
٤ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

هنيئًا لك يا مصر بأولادك

الاربعاء ١٦ فبراير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: ميرفت عياد
مبروك لشعب "مصر" العظيم.. وقبل أن أقدِّم تهنئتي للشعب المصري، أحب أن أقدِّم خالص عزائي لأسر شهداء "مصر" الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل حرية وكرامة هذا الشعب، كما إنني أحب أن أسجِّل فخري واعتزازي بإنني من الشعب المصري الذي لم يتحمَّل الظلم والفساد كثيرًا.. وقرَّر أن يحاربه حتى لو كلَّفه هذا حياته.. 
 
أريد عزيزي القارئ أن أُطلعك على حديث دار أمامي في أحد الأسر المصرية، بعد عدة أيام من إنطلاق المظاهرات واشتعال الثورة، وذلك قبل تنحي رئيس الجمهورية أو حتى تفويض سلطاته لنائبه السيد "عمر سليمان".. وهذا الحوار يكشف عن الاختلاف الكبير بين روح اليأس والخوف، وروح الأمل والثقة في الغد التي بعثتها ثورتنا المجيدة.. 
 
جلس عم "متشائم" وسط أسرته، حزين على اقتصاد بلده اللي خرب والبورصة اللى خسرت المليارات، وقالهم: يا أولادي في الحقيقة أنا خايف موت من غلو الأسعار بسبب الحالة الاقتصادية الضنك. ومش عارف إزاي هوكلكم.. ومش بس كده.. وبصراحة أنا بترعش من المجرمين والسوابق ورواد الزنانين الموقرين- أحسن يكونوا سامعيني ولا حاجة- وحزين على المحلات والمتاجر اللي اتنهبت واتكسرت، وخاصة عربية عم بهلول بتاع الفول.. ولو فيَّ شوية صحة زيادة، كنت مسكت شوية السوابق دول ودهستهم تحت رجليّ.."
 
وردَّت عليه أم العيال- الست "متفائلة "، وقالت له: "ياراجل، ماتخفش.. بطَّل تشاؤم بقى.. كل شئ مقدَّر ومكتوب، ياريتك تشوف وسط الضلمة دي شوية نور. وبعدين على قد علمي وزي ما سمعت في التلفزيون، إن الثورة دي ها تعدِّل الحالة السياسية والاقتصادية، يعني هاتحسِّن حال الناس، خاصة إنهم قبضوا على الحرامية الكبار، وهياخدوا فلوسهم اللي سرقوها من الغلابة.. وبيقولوا كمان إن الأجانب هايرجعوا يعملوا مشاريع كبيرة في البلد لما الوضع يستقر.. وبكدة الحالة تبقى آخر حلاوة  يا راجل.. والعيال اللي قاعدين جنبنا من غير لا شغل ولا مشغلة، هايقدروا يشتغلوا ويحققوا كل أحلامهم.."
 
وأثار حديث الوالد الابن الذي قال: "يا والدي لازم تفهم إن اللي حصل ده شئ رائع.. المصريين اتوحدوا خلاص ومش ممكن يتفرقوا تاني.. فاكر حادثة كنيسة القديسين اللي قام بها مجرمين أول السنة، وقتلوا إخوانا المسيحيين، وحاولوا إنهم يشعلوا الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد، علشان يغيبوا الناس عن مشاكلهم الحقيقية وعن الفساد والظلم الذي تغوَّل في البلاد. ولكن المسلمين رفضوا ده، وأعلنوا رفضهم أي اعتداء على دور العبادة.. وفي الثورة دي ازداد التلاحم بين أبناء مصر وتحوَّلت الشعارات الجوفاء إلى حقيقة معاشة.. وقف كل منا جنب الآخر لنهتف بسقوط الظلم والفساد، ونطالب بالحرية والكرامة.. لقد أثبت الشعب المصري أنه على قدر المسئولية، ويستطيع أن يحافظ على أمنه وسلامته وسلامة مبانيه ومنشآته من خلال اللجان الشعبية التي أسسوها في زمن قياسي.. لقد توحَّد الشعب المصري، وأحسوا إنهم أخوة بنسائه ورجاله.. بشبابه وفتياته.. بكباره وصغاره لمواجهة الخطر.."
 
أما الابنة فقالت، وابتسامة الفخر والإعزاز تعلو شفتيها: "يا بابا، ثورة شباب 25 يناير أقوى من  ثورة 23 يوليو 1952؛ لأن قام بها شباب ضد نظام حكم وطني.. وليس قوات الجيش ضد نظام حكم ملكي واستعمار.. إحنا استطعنا أن نحقق ما عجزت جميع القوى السياسية وأحزاب المعارضة أن تقوم به.. لقد قامت هذه الثورة بتغيير الناس.. ففي الوقت الذي كانت الفتيات تعاني من التحرش الجنسي، وخاصة في التجمعات الكبيرة، لم تحدث أي واقعة تحرُّش واحدة خلال كل هذه المظاهرات.. بل على العكس، لقد أحست الفتيات أن الشباب يحوطون عليهن، وإنهم إخوة يخافون عليهم.."
 
وهلَّلت الابنة الصغرى وهي تقول: "إن ثورة شباب 25 حقَّقت ما لم يتوقعه عقل.. أزالت التراب من على الشخصية المصرية، وأعادت لها بريقها بعد أن كنا نتحدَّث عن تراب السلبية واللامبالاة الذي تراكم عليها.. ولكنها اليوم تنفض غبار التراب، وتُعلن للعالم أجمع أنها لا تستطيع قوى في العالم مهما طالت السنين أن تنزع جيناتها الوراثية المستمدة من الفراعنة بناة الأهرامات.. الذين تركوا لنا آثارًا مازالت باقية حتى الآن.." 
 
وهنا أحس عم "متشائم" بالخجل من نظرته السوداوية للأمور، وقال: "أنتم مُحقون، فنحن بالفعل ننتظر فجر جديد.. فمصر تستحق أن نعمل من أجلها الكثير.. مهما كلَّفنا هذا من عذاب أو ألم.. هنيئًا لك يا مصر بأولادك..."

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :