الأقباط متحدون - 6-آحاد الصوم الكبير من جبل العظة إلى جبل الصعود
  • ٠٠:٥٣
  • الأحد , ٢٦ مارس ٢٠١٧
English version

6-آحاد الصوم الكبير من جبل العظة إلى جبل الصعود

أوليفر

مساحة رأي

١١: ٠٨ م +02:00 EET

الأحد ٢٦ مارس ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أحد المخلع   :المسيح و العاجزون

Oliver كتبها
فى أناجيل الصوم نماذج لمتناقضات كثيرة.فى أحد الإستعداد كان نموذج بين المقبول و المرفوض من صوم و صدقة و صلاة. فى أحد التجربة نموذج بين خصمين هما رب المجد و إبليس العدو.في أحد الإبن الضال بين أخين متناقضين مثل يكشف لغة التائب و لغة المتمرد.في أحد السامرية نموذج بين شعبين الخصومة  بينهما  واضحة اليهود و السامريين وأيضاً  جنسين  يحكمهما النفور إذ لم يكن بينهما حواراً صحيحاً هما الرجل و المرأة في المجتمع اليهودى.هذا هو أحد المخلع يقدم مثال لتناقض بين الإنسان و نفسه و خصومة بين الفرد و المجتمع بل بين الإنسان و السماء.في أحد المولود أعمى سنر خصومة بين دوائر منغلقة على نفسها لا تظهر على حقيقتها وسط المجتمع .فى وسط هذه المتناقضات يحل رب المجد و يقدم المسيح المخلص نفسه مصالحاً .يمد يده لجميع الأطراف و يلمس بحنانه الأفراد و الشعوب لأنه جاء وسيطاً لكى يصالح الجميع إلا الشيطان و أتباعه. 

عيد اليهود و عيد الخلاص
كان عيد لليهود لم نعرف إسم العيد فهو سيبقي نكرة لأنه خال من الرحمة. أما يسوع إلهنا فصعد ليصنع العيد الحقيقي لمغفرة الخطايا. كيف يكون عيداً و المرضى و العسم و العرج يتأوهون حولنا لذلك ترك  الرب يسوع العيد لليهود اللاهين أما عيده هو فصار إطلاق المأسورين في حرية. جاء أقنوم الرحمة بيت حسدا بيت الرحمة  ليصنع رحمة. فالرحمة في الأرض مفقودة و النعمة  في السماء غير محدودة .من باب الضأن أول أبواب أورشليم دخل الأول و الآخر.دخل الخروف ليُذبح , دخل من باب الضأن. دخل و هو يترنم بأنشودته الأبدية قائلاً : إني أنا هو باب الخراف.صعد لأورشليم  لكي يصعدنا من هناك إلى شخصه كأورشليم الحقيقية بكل أبوابها فهو  كل أبواب السماء لهذا قال له المجد أنا هو الباب من يدخل بي يخلص .المسيح هو الباب الذي دخل من باب الضأن ليفتح لنا مدخلاً للسماء بجسده فلم تعد أورشليم أحجاراً و اسواراً و أبواباً بل صارت المسيح الحي الذى سنسكن في قلبه إلى الأبد و ندخل من بابه إلى الأبد و نبقى أعضاء متحدين بهيكله الذى هو جسده  و نعيد فيه  و معه إلى الأبد.و هؤلاء العمى و العرج و العسم هم بأنفسهم مدعوين معه أيضاً في الوليمة فأقنوم الرحمة تبقي رحمته لهم أبدية .فلا يظن أحد أنه رفع المفلوج و ترك الباقين لكنه رفعهم جميعاً إلى وليمة أبدية .لو14 :12-14.

المسيح و الملاك
كان الملاك ينزل ثم يصعد تاركاً فرصة لإنسان وحيد كي يُشفى إذا فاز في السباق نحو ماء البركة.كم من مصارعات حدثت على حواف البركة.كان كل يوم يترك عدداً عظيماً من المرضى محزونين الروح لفشلهم في الشفاء مقابل شخص واحد يفرح بشفاءه.لم يمكن لملاك أن يفرح الجميع لأن خلاص البشرية عمل المخلص و ليس من أعمال الملائكة.كان السؤال يبادر أفكار المرضى كل الوقت .لماذا يشفى إنسان واحد فقط؟ أهذه كل قدرات الملائكة؟ لماذا لا تبقي الماء متممة للشفاء طول الوقت و لماذا تزول منها القوة بمجرد أن يلمسها إنسان واحد؟ بقيت الأسئلة عند كل أروقة بيت حسدا الخمسة.كانت أسئلة المرضى و عائلاتهم حائرة.لم يستطع أياً من الفريسيين المتبحرين في الكتب أن يجد تفسيراً .لم يتمكن كاهن أو رئيس كهنة أن يجيب على السؤال , لماذا لا يُشفى الجميع؟ فجاء النسر العظيم  فارداً أجنحة الشفاء متسمراً على الصليب و من جنبه نبع الماء الشافى لأجل الكل فنال حتي الهالكين شفاءاً . أجاب السؤال الذى في قلب كل إنسان و صار لكل واحد أن يقول للمسيح يا شافى الجميع حتى من الموت نعم أريد أن أبرأ.

مع الملاك كان الشفاء للأسرع و مع المسيح كان الشفاء للمُقْعد.مع الملاك كان الشفاء لمن له إنسان و مع المسيح صارت حياة لمن له الإله المتجسد.مع الملاك كان الشفاء على فترات متباعدة و مع المسيح يسكننا روح المسيح على الدوام  و يجدد حياتنا بغفران خطايانا .مع الملاك كان الشفاء بلمسة وحيدة و مع المسيح يكون الشفاء بإتحاد كامل و دائم بشخصه القدوس بجسده و دمه و روحه .

لم ير أحد الملاك بل كانوا يعلمون بحضوره إذا تحركت مياه البركة و أما المسيح فرأيناه بعيوننا و لمسناه و نلمسه و نأكله و نحيا به فلم يعد بعيداً ننتظره يأت من الخارج بل فينا. يسكننا من الداخل.لذلك يمكنني أن أقول أن الملاك لم يعد يحرك مياه البركة منذ ذلك اليوم بل وقف معنا مندهشاً برئيس ملائكة  دحرج الحجر ليكشف لنا أن مسيحنا قد قام ليقيمنا من موت الخطية.

سبت اليهود و سبت المسيح
إبليس أوحى لليهود أن الله يستريح  كما يسترح الناس.كأنه يسكت يوم السبت و لا يدير الكون.فصار السبت عند اليهود سبت شيطاني الفكر, فريسي المقاييس .و من تفسيرات  الكتبة و الفريسيون ولدت كل التعقيدات.فصار الناس يعبدون السبت لا رب السبت.يخدمون السبت لا رب السبت.كأنهم خلقوا من أجل السبت حتي صار السبت عبئاً و ليس عيداً .

إن من أعظم الثورات الروحية التي تغذت على كلمات الرب يسوع هى الثورة على السبت بالمفاهيم الفريسية.التي فيها لا يتحرك الناس و لا يعملون الصلاح و لا يعبدون إله الوصية.لقد جعل إبليس السبت حجراً جاثماً على صدور اليهود.يقيد الحركة و الفعل و الفكر.و ماذا يريد الشيطان غير القيود.و ماذا يفعل المسيح غير تحطيم القيود.لذلك كان يتعمد عمل المعجزات يوم السبت.

كان لمعجزات السبت معنى خاص.بدأ بإخراج الروح النجس يوم السبت مر 1 : 21 فالحرب ليست على السبت كوصية بل السبت كعبودية. أخرج الروح النجس في سبت لينتصر على سبت إبليس و يعلمنا سبت العهد الجديد.ثم شفى حماة سمعان يوم سبت فقامت لتخدم يوم السبت و تفحم الذين
يمتنعون عن فعل الخير و هكذا عاد السبت للرب  لعمل الخير و الخدمة مر1: 29
ثم اليوم يشفى المقعد يوم السبت.يو5 .بالتأكيد لو نزل الملاك يوم سبت كان جميع المرضى سيتدافعون و ذويهم نحو البركة متناسين تعاليم الفريسيين عن السبت لأن الشفاء أهم.كان المعني أن الشفاء من الخطية و نتائجها هو السبت الحقيقي .و هذا فعله الرب يسوع.

و كان تعليق الفريسيين هو كيف تحمل السرير يوم السبت و لم يسألوا كيف شفى هذا الرجل بعد 38 عاماً .إن السبت إلهاً عندهم.

ثم كانت إمرأة منحنية الظهر.كان ثقل الناموس على ظهر البشرية فأحناها مثل هذه المرأة و كان السبت أكثر الأثقال التي تفنن الفريسيون في تحويله إلى أثقال جاثمة على الناس.فجاء المسيح و أقام المرأة المنحنية منذ 18 عاماً يوم السبت و سقط ثقل السبت بحسب مفاهيم الناس وإستقام ظهر
البشرية المنحنى و صار السبت نقياً في عين الآب بتعاليم المسيح و معجزاته.لو 13
ثم كان الرجل المصاب بالإستسقاء لو 14 .كان يعجز عن الأكل و الشرب بسبب هذا المرض و بسبب تعاليم السبت كان الفريسيون يحرمون أن يذهب الناس ليقطفوا ما يأكلونه .لقد جاعت البشرية بسبب تعاليم الناس بينما سبت المسيح مشبعُ. لهذا شفى ذاك الرجل يوم سبت ليأكل و يشرب و يستريح في سبت المسيح و يشبع بتعليم المسيح رب السبت..

ثم المولود أعمي يو9 كان آخر معجزة يوم السبت لأن سبت الفريسيين أعمي الناس عن مقاصد الله في السبت. المسيح في السبت شفى الأعمي و في السبت كرز في الجحيم و حرر الذين في الظلام ثم صعد بهم إلي نور  العلاء ثم ظهر في الأحد لنا لنعرف السبت الحقيقي اي قيامته المجيدة.و لا أدري هل يعتنق السبتيون اليوم سبت الفريسيين أم سبت المسيح؟ لكن لنا أن نفرح إذ هكذا صار السبت حرية .

المقعد عند البركة و المقعدون في الجحيم على رجاء القيامة
تمر الأيام ويتكرر الفشل و المفلوج يكتفى بمشاهدة الذين يقفزون في البركة كل يوم. كأنه قابع في الجحيم يشهد القادمون من الأرض منزلقين إلى اسفل و لا أحد يخرج من هناك .كان المُقعد يابسا كله, لكن عيناه كانتا ناظرتين إلى فوق. مثل الجالسين على رجاء في اليم العميق.كان المفلوج يشاهد  الشخص الوحيد الذى يخرج من هناك صحيحاً يتقبل التهاني من أسرته و معاونيه . تغرورق عيني المفلوج الجالس وحيداً عند الحافة , متى يكون هذا الواحد الخارج من الأعماق صحيحاً .ها هوذا قد جاء الذى غلب الجحيم و صعد لنا. ماتت أطراف المفلوج الأربعة كما مات البشر في أطراف الأرض الأربعة.كان من ينزل متأخراً إلى البركة مثل النازل إلى الموت. من سيحمل اليابس ليصعد لو تدحرج إلى أسفل؟ كما كان الجحيم يحوي أناس راقدين علي رجاء القيامة و أناس هالكين إلى الأبد هكذا كان في البركة ناجيين و هالكين. كان الرجل يخشى المغامرة إذ ليس له قدرة أن يصعد بنفسه و قد رأي من ماتوا غرقاً في الأعماق.ما كانت لأي إنسان قدرة أن يصعد من الموت إلى الحياة.فالهوة سحيقة و حواسنا الروحية كانت يابسة.كنا فاقدين كل القوة على النجاة مثل المفلوج .كان الرجل يمثلنا.فإستمر رجاؤه لم يمت.لذا لما أتاه المخلص خاطبه سيدي.لأن له سيادة على الكل على الأرض و في الجحيم أيضاً.و إذ جاء المسيح أبطل إرتماء الناس في القاع لأنه رفع الكل معه.سأله المخلص أتريد أن تبراْ و بعجز العاجزين أجاب يا سيد ليس لي أحد فكن لي و لأنك سيد أكون أنا عبدك .العبد لا ينتظر أن يخدمه السيد, لكن سيدنا جاء ليخدم وأجابه قم أحمل سريرك و إمش.فاليوم عيد و مسيرتك وسط الزحام ستكون شهادة لي عن السبت الحقيقي.كل من له رجاء في المسيح يعيش السبت الحقيقي أى القيامة.شفى جسده عند البركة  و شفى روحه عند الهيكل.فعين المسيح تتابع ذوى الرجاء.هناك قابله مجدداً و بشره قائلاً ها قد برأت .إستراح الجسد المنهك و إستراح القلب المثقل بالخطايا.لقد دخل إلى السبت الحقيقي بالبراءة مع تحذير بعدم العودة إلى الخطية.الآن عرفنا أن السبت هو غفران خطايانا فكيف لا يعمل الله يوم السبت؟من يغفر لنا خطايا اليوم و الأسبوع كله.فنستريح في السبت بنوال راحة القلب في المسيح و خلاصنا من كل خطية بدمه وفمه الطاهرين.لذلك إذ إنقاد الرجل للمخلص أراد اليهود أن يقتلوه.فعند باب الخراف تكثر الذبائح.

عند اللقاء
تكثر الأوجاع حول الأرض كما عند بيت حسدا.إضمحلت الرحمة من أرضنا.جاعت النفوس لرب السبت.صار الأسبوع كله سبت عندنا .ليس سبت الرب بل سبت الفريسيين.نتكاسل في المحبة و نتخاذل في الرحمة و نصرخ بأعلى الأصوات أننا نقدس أيامك إنقذنا من أوهامنا.تعال فالأطراف يابسة.الحواس تحجرت.القلوب تقست. بيننا الناس جوعى و مرضى و مظلومين و نحن نبتسم.هل تلين القلوب بمراحمك فنتعلم الرحمة.لأنه طوبي للرحماء إذ ترحمهم بمراحمك. إعطنا اللقاء الذى فيه تنغرس الرحمة في القلب و لا تغادره.يشتملنا الحب من كل وجه و لا نتعرى منه. دع الرحمة تنهمر لأجل دمك السكيب. أنشر المحبة بين أعضاء جسدك فنتحد فيك. لنتغذى من جسدك و دمك طعام الأبدية.لتكن حياتنا روح ترأف بالجميع و محبة  ملتهبة تغلب برود العالم.حول الأرض كل المرضى ينتظرونك.لنا أعوام طويلة .القلب تيبس و الفكر تشبث فى جمود فتعال لنتحرر من أنفسنا و ننطلق فيك و بك.علمنا رجاءك فنرحم حتى الهالكين مثلما رحمتنا.لأن خطر عظيم يهددنا حين نفتقد مراحمك.أنت وحدك تملك عودتنا للحياة الأبدية و مغفرة خطايانا لهذا نطلب الرحمة يا أقنوم الرحمة.