طاهر رئيس للمترو
د. مينا ملاك عازر
الاثنين ٢٧ مارس ٢٠١٧
د. مينا ملاك عازر
إذا كنت في دولة تعبد العجل فحشوحط له، إذا رفع الجميعالأسعارلأنهم فشلة فأنت لست أقل منهم فشلاً فارفع أنت أيضاً الأسعار لأنها الوسيلة الأسهل والأأمن لتبق في منصبك، لألا يظن فيك أنك تفكر فيقيلونك.
هذا ما حدث في مسألة رفع أسعار تذاكر المترو بحجة أن الكل رفع الأسعار، وأن المحروقات والطاقة ارتفع ثمنها، وأن المرفأ مديون، ولنبدأ بآخر الأسباب، ونسأل بكم المرفأ مديون؟ يقولون أنهم مديونون بما يوازي نصف مليار جنيه، السؤال أين كنت حضرتك حين بدأت المديونية؟ ولماذا تركتها إلى أن وصلت لهذا الرقم الكبير؟ سيقول لأنه كان مكبل بمنع رفع الأسعار، السؤال هل لا توجد وسيلة أخرى لسد المديونية إلا رفع الأسعار؟ ستكون الإجابة من حكومة تستسهل فرض الضرائب وزيادة الرسوم وتظن أنها السبيل الوحيد لتوفير النفقات في عالم متغير اقتصادياً، نعم لكن الإجابة الحقيقية والأهم لا وألف لا، ودعني أقول لحضرتك حلول بدل من رفع الأسعار لا يفكر فيهاالمسؤول لأنه أصلاً لا يفكر إلا في محاكاة المسؤول عن النقل العام الذي سبقه ورفع السعر فور رفع سعرالوقود.
مترو الأنفاق يأخذ في مدةخمس سنوات فقط مئة وخمس وسبعين مليون جنيه مقابل الإعلانات في حين أن النادي الأهلي على شوية تيشيرتات يأخذ قرابة النصف مليار جنيه، ما يناسب سدديون المرفأ الأكثر استخداماً من المواطنين، إذ يبلغ عدد مستخدميه بحسب إحصائياتهم المبنية على مستخدمي الماكينات ودون النظر للمتسربين من المكن خارج الخدمة والبالغ عددهم حوالي ثلاثة مليون مواطن، وأظنهم إن أحكموا الرقابة على المكن وتم صيانة المعطل منه وشغلوه لزاد العدد الفعلي لمستخدمي التذاكر،وزاد الإيراد، ناهيك عن جودة تسويق المرفأ بوضع الإعلانات وإقامات المولات على غرار ما هو موجود بمحطة مترو العتبة، ما يرفع الإيراد أكثر وأكثر، ولا يجد المرفأ نفسه محتاج للإثقال على المواطن ويمكنه تسديد ديونه، بل ويحقق ربح تستفيد منه الدولة لكن هنعمل إيه في جهاز لا يرأسه رجل مثل محمود طاهر الذي يبيع هواء النادي الأهلي ويربح به أموال طائلة لا لشيء إلالأنه يفكر.
وزارة النقل المسؤولة عن المترو بها خمسين مستشار يقبضون شهرياً خمسين مليون جنيه، لو تم توفيرهم على أساس أنهم لم يقدموا مشورة مفيدة اللهم إلا مشورة مضاعفة أعباء المواطن بمضاعفة ثمن تذكرة المترو، وهي مشورة أي محدود الذكاء يمكنه أن يشير بها على وزير النقل وينفذها لأنه هو الآخر لا يريد أن يفكر، أقول لو تم توفيرالخمسين مليون جنيه بتقاعد المستشارين هؤلاء لسدد المترو ديونه النصفمليار جنيه وحقق فائض مئة مليون جنيهفي عام واحد، ويبقى النصف مليار جنيه يدعم بهما المترو لزيادة خدماته كل عام، ولا الحوجة لمستشاري قليلي الحيلة.
المختصر المفيد ياتفكر ياتستقيل.