بقلم: جميل يوسف
* السفير"هشام النقيب" لا أعرف " أحمد عز" ومقال"الوفد" أكاذيب وافتراءات ملفقة.
* ثورة الشباب نظيفة وكفانا تشهيرًا بسمعة الناس الشرفاء لمصالح شخصية مغرضة.
فى حديث خاص رد السفير " هشام النقيب " على اتهامات جريدة "الوفد" المصرية له بالفساد وبيع مبنى قنصلية مصرفى سان فرانسيسكو لرجل الأعمال المهندس " أحمد عز " أمين تنظيم الحزب الوطنى السابق والذى تتحفظ عليه وعلى أمواله الحكومة الحالية بعد ثورة 25 يناير.
ويذكر أن جريدة "الوفد" نشرت مقالا لايحمل اسما فى عددها الاسبوعى 3 فبرايرالماضى حمل عنوان : أحمد عز...."هاتوه" أتهمت فيه "أحمد عز" وهشام النقيب بأبرام صفقة مريبة سرية ، قام فيها النقيب ببيع مبنى القنصلية المصرية فى سان فرانسيسكوالمملوك للدولة بعد تجديده ب8 ملايين دولار، ودفع عمولات لمسئولين كبارفى وزارة الخارجية المصرية قبل قيام ثورة الغضب بأيام.
وأشارت الجريدة المعارضة للحكومة المصرية بأن مصادر موثوقة فى الولايات المتحدة أكدت ل "الوفد الأسبوعى" أن القنصل المصرى الجديد السفير هشام النقيب والذى تولى منصبه منذ فترة وجيزة قام بتجديد المبنى على حساب وزارة الخارجية وحصل على عمولة كبيرة من أحمد عز نظيرموافقته على البيع قبل أيام من "ثورة الغضب" على حد قول الجريدة.
وطالبت المصادر التى لم تفسح عنها الجريدة بفتح تحقيق عاجل فى هذه الصفقة وأن تضم نتائجه ضمن المحاكمات التى سوف تعقد لبعض الفاسدين بعد ثورة يناير. وبتاكيدات المصادر "المجهولة" فأن المبنى الذى تم بيعه عبارة عن مبنى أثرى مكون من أربعة طوابق فى أرقى مناطق سان فرانسيسكو كانت تمتلكه الأسرة المالكة فى مصر قبل ثورة 23 يوليو 1952 .
وتسألت الجريدة كيف بلغ الأمر بأحمد عزحد شراء قصور الحكومة المصرية فى عدد من عواصم العالم وآخرها صفقة سان فرانسيسكو.
قلت للسفيرهشام النقيب ما هو ردك على هذه الأتهامات الخطيرة التى يتداولها الشارع المصرى؟
رد بنبرات مختنقة وفى غاية الحزن:
" أكاذيب وافترات ملفقة و ساقطة وعارية تماما من الصحة ؛ مجرد فبركة صحفية من بعض المغرضين الذين يودون النيل من سمعتى والتشهيربى فى هذا الوقت بالذات ، ثورتنا ثورة شعبية نظيفة ويود البعض القفز بها وخطفها لتحقيق أغراض شخصية مغرضة وتلطيخ سمعة الشرفاء."
وأضاف السفيرالمصرى : لم أكن أتخيل مطلقا أن يصل مستوى بعض الصحفيين الى هذا الحد من الغل والحقد والرغبة فى الأنتقام ،كيف وصل بنا الحال الى هذا التدنى بهذه المهنة العظيمة و خيانة أمانة وضمير الكلمة والقلم.
وأود أن أقول وبمنتهى الصراحة والصدق أنه أمر محزن جدا ووزارة الخارجية المصرية التى تعرف كل الحقائق سوف ترد فورا على المقال الكاذب "المفبرك" بالأدلة الساطعة والحجج الواضحة وسوف نطالب الجريدة رسميا بالأعتذاروربما اللجوء الى القضاء ، ومن جهتى أدرس الآن كيفية وكل فرص أتخاذ كافة الأجراءات القانونية ضد جريدة "الوفد" ومراسليها ومصادرها الكاذبة فى الولايات المتحدة لما تعرضت له من أساءة وتشهيرمغرض الى سمعتى الشخصية وتاريخى المهنى الطويل.
قلت اذا ما هى قصة قدومكم المفأجى من سان فرانسيسكو الى لوس أنجلوس ألان ، وما هى الحقيقة فى علاقتك بأحمد عز وبيع مبنى القنصلية فى سان فرانسيسكو؟
قال السفيربنبرة غضب : أنا لاأعرف "أحمد عز" معرفة شخصية وربما أكون تقابلت معه بالصدفة بحكم موقعى وعملى فقط ،وكلام جريدة "الوفد" عار تماما من الصحة ، فقد تم قرار نقل مقر القنصلية من سان فرانسيسكو الى لوس أنجلوس بعد دراسة عميقة قمنا بها عندما توليت عملى كقنصل عام فى 1 سبتمبر2008، ودعمناها بالحقائق والدراسات وأيضا من خلال البحث والتشاورمع عدد كبير من قيادات وشخصيات وأبناء الجالية المصرية فى لوس أنجلوس الذين أيدوا جميعا الفكرة بقوة ورحبوا بها، وعليه قامت الوزارة بتقديم مذكرة توضحية بأسباب النقل للسيد رئيس الجمهورية الذى أتخذ قرار النقل رقم 65 لسنة 2010.
أما عن مبنى القنصلية فى سان فرانسيسكو فقد قمنا بأكثر من عملية أصلاحات وترميم وتطوير به بدأت تقريبا عام 2004 وأنتهت الأعمال فيه تقريبا فى فبراير 2009 ،بعدها بعدة أشهر انتقلنا الى لوس أنجلوس وتم طرحه للبيع. ولاأعلم ما هى التكلفة الأجمالية لاصلاحات القنصلية فهذا صميم عمل لجان حكومية متخصصة من وزارة الخارجية ، الجهازالقومى للمحاسبات ، ووزارة المالية وبعض الجهات الحكومية المعنية الأخرى.
وللدقة والصدق أقول أننى قمت بزيارة المقرالقديم بسان فرانسيسكومن 3 الى 4 مرات من باب الفضول فقط والاطلاع على حال المبنى. ويمكنك السفراذا أردت الى سان فرانسيسكولمشاهدة وزيارة المبنى القديم للقنصلية الذى تدعى الصحيفة ومصادرها المجهولة فى الولايات المتحدة أننى قمت ببيعه الى أحمد عز. يأستاذ جميل أنا لا أملك بيع أو شراء أو صرف سنت واحد بدون موافقة الوزارة وأجهزة الدولة المختصة بهذه الأمور.
قلت: هل مازال أحد من العاملين يعمل بالمقر القديم للقنصلية بسان فرانسيسكو؟
بنبرة غامضة :لا... الجميع نقلوا ماعدا المستشار الأعلامى الذى مازال يستأجرمكتب له فى سان فرانسيسكو ؟
قلت: ومن يدفع أيجارهذا المكتب ؟
قال السفير: الدولة ؟
قلت: اذا ما هى الفكرة وهل يمكن أن تتحمل الدولة فى هذه الأوقات العصيبة دفع مثل هذه النفقات غير الضرورية؟
رد السفير بتحفظ شديد ودبلوماسية قاطعة: سؤالك ذكى وموضوعى ، ولكنى لاأملك الرد عليه.
أحترمت تحفظ السفيرعن عدم التعليق على هذا الأمر الغريب وأنتقلت يسرعة لسؤال آخر.
قلت: البعض يتساءل بحيرة: ما الحكمة فى أستئجاردورين لمقرالقنصلية الجديد فى لوس أنجلوس، ولماذا الدور الثالث والعاشر، وليس الثالث والرابع أو التاسع والعاشرعى سبيل المثال؟
قال السفير: لضيق المساحة وهذا ما توافر لنا ان نجده فى هذا المبنى ، لم يكن متوفر غير مساحتين ، واحدة فى الدورالثالث حوالى 4300 قدم مربع والأخرى فى الدور العاشر حوالى 2300 قدم مربع ، كنا فى أحتياج الى حوالى 6000 قدم مربع. لدينا حوالى من 14 الى 15 موظف من وزارة الخارجية منهم 3 موظفين أقامة دائمة لحراسة الأمن ، علاوة على بعض العاملين المعينين من الولايات المتحدة.
تعال زورنا وسترى بنفسك كيف أن هذه المساحة الصغيرة تضيق بنا فى الدورين.
عدت مرة أخرى الى مقال جريدة الوفد وقلت: هل لك ملاحظات أخرى على المقال؟
بنبرة هدوء وثقة متناهية قال السفيرهشام النقيب:
"واضح أن المقال ملىء بالأخطاء والتخبط وانعدام الأدلة والوثائق وكما تعلم أن لا أحد يستطيع فى الولايات المتحدة أن يبيع أو يشترى عقارات بدون توثيق وتسجيل بالمصالح الحكومية المختصة ويمكن لأى مواطن فى الولايات المتحدة الأطلاع على هذه المعلومات العامة والحصول على نسخة من هذه الوثائق أن رغب فى ذلك ، وهو ما فشلت فى أثباته وتوثيقه بالأدلة جريدة "الوفد" ، واكتفت فقط بالأشارة الى مصادرغيرموثوقة ومطعون فى صدقها وأمانتها فى تحرى المعلومات وسمحت لنفسها أن تطعن وتذم فى الآخرين بدون دليل أو سند.
الأمر الآخر أن المقال يشير بأنى قمت ببيع مقرالقنصلية بسان فرانسيسكو وأستئجارت مقر جديد فى نفس الشارع عبارة عن طابق واحد فى أحد العقارات. وهذا غير صحيح لأنه كما تعلم مبنى القنصلية الجديد فى مدينة "لوس أنجلوس" وليس مدينة "سان فرانسيسكو".
الى هنا انتهى حديث السفير هشام النقيب معى.
وفى نهاية هذا الحوارأذكر القارىء بأن أحمد عزللذى لا يعرفه بعد كان أمين تنظيم الحزب الوطنى المستقيل ومهندس تزويرالأنتخابات البرلمانية ومبتكر فكرة توريث الحكم ، بدأ حياته كعازف درامزفى احدى الفرق الموسيقية المعروفة وتسلق سلم السلطة ليصبح أهم وأخطروواحد من أغنى أغنياء مصر والعالم. ظلم وشرد وبطش بالكثيرين وتسبب فى أنهيارالنظام الحاكم واندلاع ثورة الغضب التى لم تهدأ حتى الآن ، وبهدوء وبرود "فاجر" حاول الهروب مع عائلته بطائرته الخاصة ولحسن حظ المصريين الغلابة أنه فشل فى الهروب بملياراته وسوف تكون محاكمته مثيرة وشيقة للفرجة، وربما نعرف بعض الشى عن كيف أستطاع الصعود بسرعة البرق الى قمة السلطة وكيف بدأت رحلة هبوطه فى لحظة غضب شعبية الى دهاليزالغموض والظلام والمجهول.