الأقباط متحدون - أميرة الأقصر ليست أختا للبلطجية!
  • ٠١:٢٩
  • الاثنين , ٢٧ مارس ٢٠١٧
English version

أميرة الأقصر ليست أختا للبلطجية!

منير بشاي

مساحة رأي

١٧: ١٠ ص +02:00 EET

الاثنين ٢٧ مارس ٢٠١٧

اميرة
اميرة
بقلم منير بشاى
        لا توجد جوهرة عند اى اب أو أم اكثر قيمة من فلذة أكبادهم.  فاذا حاول احدهم خطفها منك، واردت ان تحميها من ذلك الخاطف، كيف يتصور انك اصبحت أنت معتديا بينما هو صاحب حق؟  كيف تتحول أنت فجأة الى انسان غريب بينما البلطجية اصبحوا أخوة للفتاة واصبحوا يطالبون بحقهم فى أختهم؟  يا لوقاحة تلك النفوس المريضة، ويا لشذوذ ذلك المجتمع الذى يرضى عنهم ويمكنهم من تحقيق اهدافهم.
 
        هذا رغم ان أميرة لم تعلن يوما تغيير دينها او الزواج من اى انسان ولكنها استهدفت لعملية خطف لم تكتمل الاركان وعندما احست بالمؤامرة التى تحاك لها هربت لتحتمى باسرتها وهنا قامت القيامة  بعد ان احسوا ان صيدهم الثمين قد فلت من الفخ.
 
        الموضوع كله لا يخرج عن ان يكون حالة لاقتناص فتاة غير مسلمة وتحويلها قسرا الى الاسلام.  حالة أميرة لم تكن الاولى ولن تكون الأخيرة ولكنها جزء من مؤامرة عالمية تستهدف البنت غير المسلمة فى اى مجتمع وسيناريوهاتها تختلف ولكن النتيجة واحدة.
 
        المخطط الرئيسى هو استهداف الفتاة الغير المسلمة.  لم نسمع ان حملات الدعوة الاسلامية ركّزت نشاطها على الرجل غير المسلم لان الفتاة هى التى تلد ومن هنا يأتى التكاثر عن طريق الحمل والولادة.  ويسمى هذا النوع من الدعوة "جهاد الرحم ”Womb jihad والنظرية تقوم على انه لو امكن السيطرة على نساء العالم لكان هذا الضمان على تزايد عدد المسلمين وتناقص غير المسلمين.  ولذلك تستهدف الفتاة المسيحية عن طريق الاغواء وعن طريق التزاوج وحتى لو اصرّت الفتاة على عدم تغيير دينها  فالنتيجة التى يريدونها لا تخرج عن انجاب اكبر عدد ممكن من الاطفال المسلمين الذين كانوا سيصبحوا مسيحيين لو تم زواج الفتاة بمسيحى.
 
ولكل مخطط حوافز.  فالحافز هنا معنوى وهو الاشتراك فى نشر الدين الاسلامى ونوال ثوابه فى الدنيا والآخرة.  ولكن هناك ايضا عائدا ماليا يعود على من ينجح فى تغيير ديانة الفتيات.  واموال النفط تستخدم بسخاء لتشجيع هذا العمل.  والمراكز الاسلامية فى العالم غنية بالاموال التى تستخدم لأغراض "المؤلفة قلوبهم" وهو توظيف اموال الزكاة لتشجيع من يتوسمون فيهم الاستعداد للتجاوب مع اغراء المال.  ولكل فتاة ثمنا يتوقف على قيمتها فى الدعاية للاسلام.  وكلما ارتفعت قيمتها ارتفع العائد المادى.  ومن هنا تكون من تحتل مركزا اجتماعيا كبيرا او تنتمى الى عائلة شهيرة او لها وظيفة دينية مرموقة تحقق العائد الاكبر لمن يريد ان يصطاد.
 
وتبدأ العملية بتحديد الضحية ثم عمل الخطة المناسبة للايقاع بها.  بعض الحالات تستدرج ثم يتم تخديرهن وبعد ذلك يتم الاعتداء عليهن مع التصوير.  وبعد ان تفيق الفتاة يعرض عليها الفيديو ويتم تهديدها بأن الشريط يمكن عرضه على النت حتى يتم فضحها وبالتالى لن يقبل احد الزواج منها.  ومن ناحية اخرى يتم تخويفها ان اسرتها سوف تقتلها اذا عادت لغسل العار.  اما الفتيات الغربيات فبعد الزواج وانجاب الاطفال يتم الضغط عليهن انهن فى حالة عدم الامتثال لأوامر الزوج انه سيخطف الابناء ويذهب بهم الى خارج البلاد حيث لن تراهم مرة اخرى.
 
بالتأكييد ان هذا كله ما كان ليحدث لولا وجود عوامل مساعدة بعضها داخلية مثل المعاملات القاسية التى قد تتعرض لها بعض الفتيات فى بيوتهن وعندما تحس الفتاة انها تعيش فى جحيم تصبح سهلة الانقياد مع من يعرف هذه الامور ويستغلها لاحكام قبضته على الضحية.  وهناك حالات تحس الفتاة بحاجتها الى انسان حنون يظهر لها الود ويوقعها فى علاقة عاطفية.  وفى جميع الاحوال يكون هناك استغلال لجهل الفتاة بالبعد الدينى الذى ربما تكون الاسرة غير مؤهلة لنقاشه مع الابناء.  وعادة يتم اقناع الضحية اننا جميعا نعبد الها واحدا وان الاسلام يؤمن بالسيد المسيح وامه العذراء مريم وقد خصص لها سورة كاملة تحمل اسمها.  وبذلك يتم كسر حاجز الاختلاف العقيدى.
 
اما العوامل المساعدة الخارجية فهى كثيرة ولكن اهمها تواطؤ الدولة والسكوت على اساليب الابتزاز غير القانونية وعدم التعرض للحالات التى يثبت انها كانت تشتمل على ارغام للفتاة وعدم اعمال القانون عندما تستهدف القاصرات اللاتى يتم اخفائهن حتى يصلن الى سن البلوغ.  اما الازهر فانه قد يكون عاملا مشجعا لهذه العملية وقيل انه أحيانا يصدر شهادات تغيير الدين من المسيحية للاسلام حتى بدون ظهور الفتاة حضوريا والتأكد انها تقوم بهذا العمل بمحض ارادتها.
ولعل اخطر هذه العوامل سكوت الاقباط شعبا وكنيسة على هذه الجريمة.  السيد المسيح قال عن الراعى الصالح انه يخرج يطلب الخروف الضال حتى يجده ويعود به فرحا، اما نحن فالامر لم يعد يمثل اولوية، واحيانا نميل الى تفادى التعامل مع المشكلة لأننا ندرك صعوبتها.  أضعف الايمان ان نبلغ الدولة عدم رضانا وان نصر على عودة جلسات النصح للتاكد من عدم وجود ابتزاز.  فاذا ثبت رغبة الفتاة فى ان تسلم فلتذهب، ولكن ان كان قد غرر بها فمن العار ان نرى هذا ونسكت. 
نحن امام مشكلة عندما تكتمل أركانها تصبح مرة كالعلقم.  النتيجة نصبح أمام انسانة قد خرجت عن حظيرة الايمان هى ومن انجبتهم من الاطفال.  وأمام اسرة لم تعد تستطيع ان ترفع راسها من العار الذى حدث لها بين جيرانها.  وأمام طرف سيستغل هذا كله للامعان فى اهانة الضحية واذلالها التى ربما تضطر الى ترك القرية الى مكان آخر حيث ستلاحقها وصمة العار حيثما ذهبت.  والخلاصة ان هذه المأساة لا يجب ان تستمر بل يجب وضع حل جزرى فورى لها.