الأقباط متحدون - لستُ إخوانيا ولا سلفيا .. ولن أكون .. !!
  • ٢٠:٢٢
  • الثلاثاء , ٢٨ مارس ٢٠١٧
English version

لستُ إخوانيا ولا سلفيا .. ولن أكون .. !!

نبيل المقدس

مساحة رأي

١٣: ١١ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٢٨ مارس ٢٠١٧

السيسي
السيسي

نبيل المقدس
      سيدي الرئيس  .. منذ سنة تقريبا وفي يوم الأربعاء 13 من إبريل 2016 عندما إجتمعت مع مجموعة من ممثلي المجتمع المصري في أطار لقاءاتك الدورية , أطلقت شعاعا من نور الراحة والأمان للشعب المسيحي المصري , حيث صرحت سيادتكم " أنا لستُ إخوانيا ولا سلفيا .. وأكدت تصريحك هذا  بقولك "ولن أكون !", وكان هذا في حضور رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، محمد فايق، وأعضاء المجلس حافظ أبو سعدة ومحمد عبد العزيز، ورئيس المجلس القومي للمرأة، مايا مرسى، والحقوقية داليا زيادة، بالإضافة إلى رؤساء الهيئات البرلمانية، وإعلاميين، وعدد من رؤساء تحرير الصحف، ورؤساء النقابات المهنية، ونقابات العمال والفلاحين .

     نحن ياريس غاضبون .. بالرغم من مجهوداتك الواضحة في محاولة إقامة الدولة علي رجليها , لكي تنطلق إلي حياة الرخاء .. فنحن المسيحيون لا ننكر ما فعلته لمصر وخصوصا للأقباط حيث تهتم كثيرا بالذهاب إلي الكنيسة في ليالي اعيادهم للتهنأة , ولا ننكر انك اول رئيس جمهورية تذهب إليهم , ولا ننكر أنك اول رئيس لمصر دائما يكرر في احاديثه أننا كلنا مصريين , لا مصري مسلم ولا مصري مسيحي .. وهذا الحديث تكرره الميديا في الفواصل مابين برنامج وأخر . ولا ننسي أنك تهتم بوجود كنيسة جنبا إلي جنب الجامع في المناطق الجديدة .. كل هذه المشاعر الطيبة لا نريد أن نصل بها و أن نقول عنها " انها من واجبات رئيس البلاد نحو الأقباط وليس فضلا عليهم " بل نريد أن  ننظر إليها بأن هذه التصرفات  نابعة من قلب حاكم محب وأمين وعادل ..

     انا متأكد أنك علي علم تماما أن اقباط مصر لهم عتاب كبير عليكم .. وفي نفس الوقت تعلم تماما أن هناك ضغوط شديدة من ما يسمون أنفسهم بالسلفيين عليهم .. وما يحزن مسيحيي مصر هو هذا الصمت الرهيب من سيادتكم , أحداث كثيرة ضد الأقباط , بل تزداد هذه الأحداث يوما عن يوم , لكن سيادتكم ومعكم المؤسسة الأمنية  تنظرون إليها بعدم الإهتمام .. مع إن مسيحيي مصر هم الذين يدافعون عن سياستكم الإقتصادية .. ومتقبلون الحياة الصعبة من زيادة الأسعار , وغيرها .. لكن في نفس الوقت, لا يتحملون تصرفات السلفيين ضدهم , ولا يقبلون مشاركة رجال الأمن أو رؤساء المدن في إخفاء معالم الجريمة التي يرتكبونها السلفيون ضدهم إن كان عمدا أو غير عمد , أو نشر تبريرات تعضد تصرفاتهم المتطرفة , أو تسهيل عمليات تهجير المجني عليهم من إرضهم وبيوتهم وأعمالهم .

     واحب أن تعلم يا سيادة الرئيس أن الأقباط هم الذين تحملوا مصائب كاريهينكم , وكارهين الوطن .. هم الذين صدوا رد فعل تفريغ ميدان رابعة والنهضة من هؤلاء الأوغاد , بهدم الكنائس .. هم الذين كانوا ضحايا الإنفجارات في اماكن العبادة ,, لكن كل هذه المتاعب التي تحملها الأقباط مقبولة طالما في فدا الوطن نفسه .. لكن لا نقبل أن تظهر جماعات متطرفة تحاول إذلالنا بخطف او جذب أيا كان لبناتنا القصر .. لا نتحمل هذا التجمهر من جمهور قرية مُطعم بالسلفيين والتكفيريين وغيرهم ,مطالبين بما يدعوها أختهم التي يدعون عليها إنها أعلنت إسلامها .

     هناك حالات تم فيها تنفيذ احكام عن طريق الإتهامات الباطلة .. وما يزالوا محبوسين في السجون .. تهمتهم أنهم مسيحيون .. نحن غاضبون لأنك لم تعفو عنهم في عمليات العفو الرئاسي .. فقد عفوت عن متهمين خطيرين , وينتسبون إلي جماعات إرهابية , ويريدون قلب نظام الحكم ونشر الفوضي في عموم البلاد .

    الأن نشعر نحن المسيحيون أننا معرضون في أي لحظة  بتهمة إزدراء الأديان .. ويالها من تهمة خطيرة , فهي كالسيف علي رقابنا .. نحن أصبحنا لا نشعر بالأمان ولا بالسلام في ظل مشاركة هذه الجماعات السلفية في الحكم بطريقة غير مباشرة وفي بعض الأحيان مباشرة , حتي أصبح لهم الحق في سن القوانين من خلال الشريعة ومن خلال الفتاوي الكثيرة التي رجّعت مصر إلي الوراء مئات السنين .. هم يريدون إغتصاب الأرض القبطية , وينزعوا منها هويتها القبطية , وتحويلها إلي ولاية إسلامية , بدون حدود بل تصبح جزءاُ من خلافة إسلامية تشمل جميع الأراضي الإسلامية .

   نحن متأكدون أنك لا تقبل هذا التخطيط , لأنك رجل وطني أحببت مصر .. لكن هذا لا يكفي في حماية مصر من التقسيم والتشتيت .. الحل الوحيد هو كسر شوكة السلفيين , فقد قويت شوكتهم , وأصبحت أنوفهم تدخل في جميع امور الحياة في مصر .. كمل جميلك يا رايس .. وإضرب بقضيب من الحديد الساخن , كل مَنْ يستغل الدين في تحقيق مأربه ,

   إضغط  علي مؤسساتك أن تتخذ سبيل فصل الدين عن الدولة .. لكي يرتاح قلب أرضنا مصر , ويخضر أرضها , و يأتي الخير من رب الخير .     

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع