كورتشاك الأوروبية: تطلق مبادرة استأجر يهوديا
محرر الأقباط متحدون
الجمعة ٣١ مارس ٢٠١٧
كتب : محرر الأقباط متحدون
رصدت مجلة المغرد في تقرير لمحمد حبيب عن اليهود الألمان حيث يعيش في ألمانيا حوالي 200 ألف يهودي، وهم مواطنون ألمان أبا عن جد. لكن الكثير من المواطنين الآخرين لا يعرفون شيئا عنهم وعن ديانتهم وعاداتهم وثقافتهم وخصوصيتهم، رغم أنهم سمعوا كثيرا عن اليهود في ألمانيا وما تعرضوا له من اضطهاد وإبادة ستة ملايين منهم في العهد النازي.
لا بل إن هناك أحكاما مسبقة وغير صحيحة عنهم حتى الآن. ومع تنامي اليمين المتطرف والموجة اليمنية الشعبوية في أوروبا ازداد العداء للسامية. وبغية التصدي لمعاداة السامية ولتلك الأحكام المسبقة السلبية وغير الصحيحة عن اليهود وتعريف الآخرين في ألمانيا باليهود وبديانتهم وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم وكل ما يتعلق بهم، أطلقت مؤسسة “أكاديمية يانوش كورتشاك الأوروبية” مبادرة تحت عنوان “استأجر يهوديا”.
في الموقع المخصص للمبادرة وفي أعلى الصفحة الرئيسية تحت العنوان الاستفزازي، كتبت جملة لا تقل استفزازا وهي: “هل تعرف يهوديا؟! لا؟ استأجر واحدا إذن”. أما سبب العنوان أو الشعار الاستفزازي هذا كما يقول المشرفون على المبادرة، فهو من أجل لفت الأنظار وإثارة اهتمام وفضول الآخرين. بالإضافة إلى ذلك هناك كثيرون لا يتجرؤون على القول أنهم يهود أو إعلان ذلك كما أن هناك من غير اليهود من يتجنب حتى لفظ كلمة يهودي. فهكذا استفزاز يثير الآخر ويدفعه للتساؤل والحديث والحوار، وهو ما تصبو إليه المبادرة. ويقول منسق المبادرة ومديرها، ألكسندر راسموني “يمكن للمرء أن يطلب كل شيء من خلال الانترنت، فلماذا لا يمكن طلب يهودي أيضا؟!”.
الاستئجار مجاني
أما المتعاونون مع المبادرة والذين يعملون على تنفيذ أنشطتها ويمكن استئجارهم فيبلغ عددهم حوالي خمسين شخصا بين رجل وامرأة، وهم متطوعون يهود يسعون للتواصل مع غير اليهود لتعريفهم وإطلاعهم على حياة وثقافة اليهود وديانتهم وتاريخهم وكل ما يتعلق بهم ومناقشة ذلك معهم والإجابة على أسئلتهم. وقبل كل شيء التعريف باليهود وحياتهم في ألمانيا وأنهم جزء من المجتمع الألماني.
ويتم كل ذلك عن طريق الندوات والأمسيات والمحاضرات في المدارس والمعاهد والجامعات والجمعيات والمؤسسات والكنائس. حيث يتم التواصل مع المشرفين عن المبادرة لتنظيم لقاء جماعي ووضع برنامج للقاء وتحديد موعده، وذلك دون أي مقابل مادي أو مكافأة للمحاضر الذي يقوم بذلك طوعيا، ولكن على صاحب الدعوة دفع مصاريف النقل للمحاضر فقط، يقول ألكسندر راسموني، منسق ومدير المبادرة، في حوار مع الموقع الالكتروني اليهودي الألماني “يوديشي ألغماينة”.
الاستفادة من التجربة في دول الشرق الأوسط
هذه الفكرة والمبادرة الرائدة المبدعة، التي بدأت في ألمانيا وتستحق الثناء والنجاح الدعم، يمكن الاستفادة منها في مناطق أخرى أيضا. فالدول والمجتمعات المتعددة الاثنيات والقوميات واللغات والديانات مثل دول الشرق الأوسط وعلى رأسها إسرائيل وسوريا والعراق، بأمس الحاجة لمثل هذه المبادرة من أجل التواصل والتعارف بين أفراد ومواطنين الدولة الواحدة ممن ينتمون لديانات أو قوميات مختلفة. فالتنوع بمختلف أشكاله هو غنى وإثراء للمجتمع.
وفي إسرائيل هناك العديد من المشاريع المشتركة للتعايش والتعرف على الآخر بدءً من رياض الأطفال المختلطة والمدارس ثنائية اللغة، ناهيك عن انخراط مئات المعلمين العرب في المدارس الإسرائيلية ما يساهم في نشر ثقافة المحبة والتسامح والتعايش وقبول الآخر المختلف وبالتالي الاستقرار والعيش بسلام وأمان.