الأقباط متحدون - جامعات اليتامى والأرامل وأبناء السبيل !
  • ١٧:٠٤
  • الأحد , ٢ ابريل ٢٠١٧
English version

جامعات اليتامى والأرامل وأبناء السبيل !

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الأحد ٢ ابريل ٢٠١٧

 مدحت بشاي
مدحت بشاي
كتب : مدحت بشاي
 
منذ تم استحداث منصب نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة في الجامعات المصرية ، والذي استتبعه قرار آخر بإنشاء منصب وكيل الكلية لخدمة المجتمع وتنمية البيئة ، ومجتمع الجامعة يرى أن الآثار والفوائد المترتبة على وجود ذلك الهيكل الإداري من القاعدة إلى القمة محدودة إن لم تكن معدومة، إلا في بعض نماذج قليلة في عدد من الجامعات الإقليمية وبناء على مبادرات من جهات محلية وفردية حتى بات السؤال ملحاً :أين دور جامعاتنا الحقيقي والفاعل في تطوير المجتمعات المحيطة بها ، إلا إذا اعتبرنا أن التطوير قد تحقق في تحول الجامعات إلى كيان ضخم مستهلك لسوق هائل يُقام في المجتمعات المحيطة بها ، وباب رزق لدكاكين تقديم خدمات تصوير المستندات والكتابة الإلكترونية والمقاهي التي تقدم خدمات الإنترنت وأخرى لعرض وإذاعة المباريات ومطاعم تقديم الوجبات السريعة والمطابع ومكاتب الإعلان وهي جميعها خدمات لا تقدمها الجامعات للطلاب بالشكل المناسب لهم  رغم حاجة الطلاب والعاملين وأعضاء هيئة التدريس لوجودها ، وأصبح من المشاهد المألوفة   أساتذة البيزنس وهم يبيعون كتيباتهم ومذكراتهم ونماذج امتحاناتهم لتلك الدكاكين لاستغلالها بعد وضع علامة ضخمة ملونة حتى يصعب على شبابنا إعادة تصويرها لتقاسم ثمنها دون مراعاة لأحوالهم ومواردهم المالية الضعيفة ..
 
على سبيل المثال ، هل يمكن أن نصدق أن جامعة القاهرة بكل كلياتها العتيدة الراسخة التي تضم العديد من المراكز العلمية والبحثية وبيوت الخبرة العلمية الأكاديمية التي يديرها نخبة من العلماء والمفكرين تقع في محافظة الجيزة منذ قرن من الزمان ، والجيزة تزداد همومها ومشاكلها وأزماتها إلى حد لجوء أهالي تلك المحافظة إلى إنشاء موقع على شبكة الإنترنت يتناوبون على صفحاته الصراخ إلى كل الجهات المعنية ويراسلون كتاب الرأي والأعمدة الصحفية اليومية للإطلاع على مواد الموقع وشكاوى الناس في تلك المحافظة البائسة والكتابة عنها ..
 
من يصدق أن محافظ أسبق للجيزة والذي تولى إدارة المحافظة لفترة طويلة كان نائباً لرئيس جامعة القاهرة لشئون خدمة المجتمع ، ذلك القطاع العجيب ! ، ومع ذلك ظل حال أهم شوارع في مدينة الجيزة كالهرم وفيصل و ترعة الترسا على هذا الوضع السئ من الزحام والعشوائية التي تعوق حركة الحياة بالإضافة إلى انتشار مشاهد القبح في المباني وغياب الاهتمام بنظافة الشوارع وانتشار مافيا الميكروباص يشيعون على أرضها الفوضى والتسيب المروري ليلاً ونهاراً بالإضافة إلى عدم التجانس المعماري واللوني للمباني والمحال التجارية وغياب المساحات الخضراء في منطقة كان المأمول أن تتناولها يد الإصلاح والتطوير حتى تليق بمكانة الآثار العبقرية الموجودة على أرضها والتي يرتادها ملايين الناس من كل أنحاء العالم ..
من يصدق أن محافظة الجيزة تضم كلية عريقة كالفنون التطبيقية ـ جامعة حلوان والتي تضم بدورها العديد من الأقسام الفنية الرائعة القادرة على تحويل شوارع وميادين ومباني المحافظة إلى تابلوه رائع لو تم التحالف مع كليات الهندسة والآثار والتخطيط العمراني بجامعة القاهرة وكليات الفنون الجميلة والتربية الفنية بجامعة حلوان .
 
من يصدق أن حديقة الحيوان أحد أعظم المنشئات التاريخية المصرية ذات المكانة الدولية يصل حالها إلى هذا الحد من تدني الشكل وحجم الثروة الحيوانية وحتى مستوى الأمن والأمان حتى سمعنا بخبر ذبح وسرقة لحوم الجمال في الحديقة وخروجها لتباع في محلات الجزارة بحي الدقي .. يحدث هذا رغم أن محافظ اسبق كان طبيباً بيطرياً وعميداً لكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة قبل أن يجلس على مقعد المحافظ ..
 
أما قطاعات خدمة المجتمع في جامعاتنا المختلفة فقد تم اختزال دورها في إقامة احتفاليات لعيد الأم واختيار الأم المثالية والاحتفاء بيوم اليتيم واستضافة معارض الجمعيات الخيرية للملابس المستعملة في إهانة لمشاعر شباب الفقراء بالجامعات ، والسؤال لمعالي الوزير .. هل صار قطاع خدمة المجتمع بجامعاتنا وكيلاً لوزارة التضامن الاجتماعي ليمارس دورها في الجامعات ، ورغم غرابة ما يحدث والرفض المنطقي لهذا الدور فإنني أود التنبيه أن الجامعات أساتذة وعاملين ليس من بينهم من تدرب على العمل الاجتماعي الذي يحتاج مهارات وخبرات مؤهلة لاختيار الأمهات المثاليات واحتضان وتربية اليتيم وتعبئة الملابس المستعملة وتوزيعها.. أو في أحسن الأحوال القفز على عمل قطاعات أخرى في الجامعات مثل تنظيم المواسم الثقافية التي ليس لها علاقة بخدمة المجتمع بقدر دورها التثقيفي لأبناء الجامعة وهو الدور الرئيسي لقطاع شئون التعليم والطلاب ..
 
في كل بلاد العالم تقود الجامعات المجتمعات التي تقع فيها لتحقيق معدلات تنمية وطفرات تطوير وإصلاح على أسس علمية تقوم فيه المراكز البحثية بدور بيوت الخبرة التي تقدم الحلول والوصفات لمعالجة السلبيات وإدارة أزمات تلك المجتمعات .. ولأن هذا لا يحدث وجامعاتنا لا تسعى لوجود دور محترم لذلك القطاع .. أرجو أن تغلق الوزارة ذلك القطاع واستثمار مقاره وما يُنفق على تشغيله في عمل نافع ومفيد في زمن تشكو فيه جامعاتنا من قلة الموارد ..