سمير فريد: رحيل أيقونة النقد السينمائى
فن | الوطن
٢٢:
١١
ص +02:00 EET
الخميس ٦ ابريل ٢٠١٧
على مدار سنوات جاوزت الـ 50 عاماً، استطاع سمير فريد أن يؤسس لمبادئ ومفاهيم جديدة فى مجال النقد السينمائى باعتباره نوعاً من الفنون السينمائية، بداية من جهوده فى تأسيس جمعية نقاد السينما المصريين، وصولاً إلى مشاركته فى عشرات المهرجانات السينمائية حول العالم، فضلاً عن الكتب التى تتناول الثقافة السينمائية بمختلف جوانبها وعناصرها، لتظل كل تلك الأشياء باقية تخلد اسم الراحل سمير فريد الذى فارق الحياة مساء أمس الأول، عن عمر يناهز الـ 74 عاماً بعد صراع مع المرض.
نعى المخرج داود عبدالسيد رحيل عميد النقاد العرب قائلاً: «كان رمزاً كبيراً ومؤرخاً سينمائياً عظيماً وناقداً مهماً صاحب إنتاج غزير، فنحن جيل واحد، كنا معاً فى جامعة السينما الجديدة، وتميز عن باقى النقاد السينمائيين بأن له أسلوبه الخاص الذى جعله يصل للعالمية، فهو المصرى العربى الأفريقى الوحيد الذى وصل للمهرجانات العالمية الكبرى منها برلين وكان».
وأضاف «عبدالسيد» لـ«الوطن»: «سمير فريد لم يكن شيئاً خفياً، فالجميع يعرفه ويعلم قيمته وتأثيره وأهميته، فكان فى الفترة الأخيرة مهتماً بتغطية أحداث ومهرجانات أكثر من كتابة النقد، وكتاباته كانت بشكل يومى، وبالتالى الجسم الأساسى لها كان تغطية المهرجانات، وطرح آرائه، فضلاً عن كتاباته خارج السينما فى الثقافة والسياسة أحياناً».
من جانبه قال الفنان عزت العلايلى: «كان صديقاً عزيزاً وناقداً على مستوى عالمى، له رؤى كثيرة وكان مطلعاً على كافة المستجدات السينمائية فى العالم، وتقديراً له فقد كُرِّم فى بعض المحافل الدولية، وكان لا ينتقد إلا عن دراسة ووعى ومفهوم».
وأضاف «العلايلى» لـ«الوطن»: «سمير فريد قيمة كبيرة بلا شك فكان يتميز بصدقه فى التناول وفى عرض الرؤى الفنية لأى عمل سينمائى، فلم يكن «فهلوى ولا عشوائى»، مثل العشوائيين الذين نقرأ لهم، لم أكن على اتصال دائم معه فى فترة مرضه الأخيرة لأننى لم أبلغ بمرضه إلا مؤخراً، فلم تنقطع مقالاته عن صفحات الجرائد، حتى وهو على فراش المرض، فكان يقاوم ولم أكن أعلم أنه فى هذه الحالة الخطيرة.. ربنا يرحمه ويجعل مثواه الجنة».
أشار الناقد مجدى الطيب إلى أن خبر وفاة الراحل سمير فريد أثر فيه بشكل شخصى واعتبره خسارة كبيرة لن تُعوَّض، حيث يعد الناقد الراحل من جيل الأساتذة الرواد الذين تتلمذ على أيديهم مجموعة كبيرة من العاملين فى مجال النقد السينمائى، متابعاً: «كان من أول النقاد الذين تبنوا مواهب الشباب وقدموها فى شكل جيد، حيث كان له الفضل فى تقديمى من خلال مجلة القاهرة، كما علّمنا كيف يكون لنا ثقافة واسعة فى النقد السينمائى لا تقتصر على الحديث عن موضوع الفيلم فقط بل التطرق أيضاً إلى كل عناصر العمل الفنى، فضلاً عن الفنون والثقافات الأخرى».
وتابع «الطيب» لـ«الوطن»: «لم يكن صاحب فكر سينمائى فقط ولكنه كان ملماً بالأحوال السياسية والاقتصادية، ويتعامل مع السينما باعتبارها رافداً أساسياً للثقافة، وأصبح علامة بارزة فى النقد السينمائى المصرى والعربى ليستحق أن يكون عميد وشيخ النقاد العرب دون مبالغة، حيث كان من أول من ذهبوا إلى المهرجانات العالمية، منها مهرجان (كان) السينمائى وحصل على جائزة من المهرجان تقديراً لمجهوده المبذول فى النقد، كما تم تكريمه فى الدورة السابقة من مهرجان برلين كأول ناقد مصرى عربى وأفريقى يتم تكريمه، ولم نعرف مهرجان سالونيك إلا من خلال كتاباته، أما على مستوى المهرجانات العربية فكان من مؤسسى مهرجان دبى وأبوظبى واكتسبا أرضية بفضل ثقافته السينمائية».
وقال الناقد أحمد شوقى إن رحيل الناقد السينمائى سمير فريد خسارة كبيرة للنقد السينمائى، متابعاً لـ«الوطن»: «قرر مجلس إدارة جمعية نقاد السينما المصريين أن يطلق اسم سمير فريد على كل الجوائز التى تمنحها جميع لجان تحكيم اللجنة فى المهرجانات المصرية، وصدر ذلك القرار قبل وفاة «فريد» بفترة، حيث من الضرورى أن نحتفى بواحد من هؤلاء المبدعين فى حياتهم وليس فقط بعد رحيلهم».
أضاف الناقد عصام زكريا، رئيس مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة، أن الراحل الناقد سمير فريد يعتبر من أهم النقاد العرب وله تاريخ طويل فى هذا المجال، حيث ينتمى إلى جيل من الرواد.
وتابع «زكريا» لـ«الوطن»: «بدأ الاهتمام بالسينما العالمية بعد جيل سابق انصب اهتمامه على السينما المحلية، فى مرحلة من النقد السينمائى المتخصص، وهو ما ظهر فى مجموعة من المطبوعات السينمائية، فضلاً عن إسهاماته فى النقد المصرى لسنوات طويلة، واهتمامه بمتابعة مهرجانات السينما العالمية مثل كان وبرلين وأصبح من أقدم وأهم النقاد العالميين المنتظمين فى حضور فعاليات تلك المهرجانات، بالإضافة إلى مساهماته بالنسبة للمهرجانات العربية».
من جانبها، أشارت الدكتورة ماجدة واصف، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، إلى العلاقة المميزة التى جمعتها بالراحل سمير فريد، قائلة: «لعب دوراً مهماً فى النقد السينمائى المصرى على مدار سنوات طويلة، وحرص على المشاركة فى الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائى فى ندوة عن كتابه الذى تناول الربيع العربى والسينما، وكان لديه تمسك شديد بالحياة، وحتى الفترة الأخيرة كان يحرص على كتابة مقال يومى، وكان يتوقف فى أيام قليلة عندما يشتد عليه المرض، ولكن كنا نعلم أنه سيتغلب على المرض ويعود للكتابة مرة أخرى ولكن وفاته كانت بمثابة صدمة لنا جميعاً».
وأضافت ماجدة لـ«الوطن»: «سمير فريد له إسهامات كبيرة تجاوزت رئاسة مهرجان القاهرة فى فترة صعبة، ودوره فى الحياة النقدية السينمائية المصرية والعربية له تأثير على أجيال كثيرة من السينمائيين بكتاباته، وتأسيس جمعية النقاد يعد من أهم الأدوار التى قام بها، حيث كرس حياته للدفاع عن الثقافة السينمائية والسينما الجيدة بالإضافة إلى التجارب الجديدة، وواكب السينما فى فترات ازدهارها وتراجعها وكان صوتاً وقلماً سنشعر بفراغ بعد غيابه».
وقال الناقد على أبوشادى إن علاقته بالراحل سمير فريد بدأت منذ عام 1969، على المستوى الشخصى والعائلى والعملى، قائلاً: «سمير كان أساسياً فى حياتى، كلنا نعرف أن الموت نهايتنا جميعاً، لكن أن يفقد الإنسان جزءًا عزيزاً جداً فى لحظة ما فهذا شىء صعب، وسمير على المستوى الإنسانى جميل وكريم ونبيل وقامة كبيرة جداً على المستوى العملى فى مجال النقد السينمائى المصرى والعربى والعالمى».
وتابع «أبوشادى»: «يمثل فريد تاريخاً طويلاً جداً من النقد العلمى المنهجى المدروس، فهو مثقف عام بكل معنى الكلمة، وطوال الوقت كان مشتبكاً مع كل قضايا الوطن».
الكلمات المتعلقة