بقلم:زكريا رمزى زكى
من الواضح ان ثورة 25 يناير منذ بدايتها كانت تهدف الى اصلاحات سياسية واجتماعية ، وكانت هناك آمال وتطلعات للبعض باسقاط النظام ان امكن ، ولكن يبدو ان مسار الثورة اتجه الى مجموعة من الخطوات لم تكن فى الحسبان ، ولو نظم لها لن تخرج بهذه النتيجة الجبارة ، وفى المقابل كانت الخطوات التى اقدم عليها الثورة سبيلا لتحقيق ماوصلت اليه الثورة من اهداف عظيمة لم نكن نتخيلها وفى فترة وجيزة . فانقلب الحال واصبح الفعل يصدر من النظام ورد الفعل ينطلق من المتظاهرين ، وعاشت الثورة اياما لاحظنا وكان النظام فيها يقدم على الانتحار الطوعى الذى يندفع اليه دفعا . فلو استعرضنا بعض هذه الافعال من قبل النظام نجد انه فى يوم 25 يناير خرج المتظاهرون الى ميدان التحرير وتم فضهم بالقوة فى منتصف الليل وكأن شيئا لم يحدث بالنسبة للنظام ، لم يعلق تعليقا واحدا وكان الامر لا يعنيه او انه فى بلد اخر ، ولو انه خرج فى نفس ذلك اليوم بما خرج به فى منتصف ليل 28 فبراير لكانت امور كثيرة تغيرت .
اما الموقف الاخر هو خطاب الرئيس مبارك الثانى الذى لاقى مردود ايجابى عند كثير من الناس حتى بعض ثوار التحريروبدءت نتائجه تتحقق على الارض لولا مجموعة البلطجية الذين فاجئوا المعتصمين بالميدان يوم 2 فبراير فيما يسمى بموقعة الجمل التى ادت الى انتكاسة اللارجوع فى موقف الثوار . هنا ندرك ان النظام بعملته هذه قد دفع نفسه الى طريق الهاوية خاصة الرصد الاعلامى المتدنى للتليفزيون الحكومى الذى اتهم المعتصمين بالعمالة وكانه يعطى كل فترة لهؤلاء الشباب إكسير الشجاعة التى كانت لا تنقصهم ولكنها تبعد عنهم .واخيرا ناتى الى اخر مسمار فى نعش النظام وهو البيان الاخير للرئيس مبارك الذى اجج المشاعر اكثر واكثر واظن ان عدم القائه كان افيد .. من هذا السرد يتضح ان النظام حمل بين طياته عوامل ضعفه وشيخوخته وانهياره فى اثناء الاحداث وقبلا عن ذلك فالفساد الذى استشرى فى كل مؤسساته والقمع الامنى والترويع والحياة السيئة من العوامل طويلة الامد لاسقاط النظام

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :