الأقباط متحدون - لا نريد عزاء وصعبانيات
  • ١٨:٤٢
  • الأحد , ٩ ابريل ٢٠١٧
English version

لا نريد عزاء وصعبانيات

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٣: ٠٧ م +02:00 EET

الأحد ٩ ابريل ٢٠١٧

خورس شمامسه كنيسة الشهيد مار جرجس بطنطا
خورس شمامسه كنيسة الشهيد مار جرجس بطنطا

د. مينا ملاك عازر
لا أعرف إن كان الرئيس سيأبى أن يلتقي أسر الشهداء إلا بعد أن يأتي لهم بمنفذي العمليتين أم سيلتقيهم وبيد وزير الداخلية ومساعدوه بقطاع غرب الدلتا ومدير أمن الغربية ونظيره بالإسكندرية كفاعلين رئيسيين في هاتين الجريمتين اللتين تدميان قلب الوطن، فبتراخيهم وبتراخي معاونيهم حدث ما حدث، فما كان للإرهابي أن ينجح إلا بمتقاعس ومتواطئ وفاشل يعاونه ولو بدون أن يدري، وباليد الأخرى جزء من جثمان بطل من أبطال الشرطة الذين يعرفون الواجب ويضحون بحياتهم لأجل الوطن وهو الضابط عماد الركايبي الذي افتدى مئات المصريين بداخل الكنيسة.

كنت أفكر قُبَيل الانفجارين بساعات عن سر عدم اكتراث الشرطة وعدم اهتمامها بتأمين الكنائس؟ هل تنتظر عمل إرهابي؟ هل يأمنوا غدر الغادرين؟ هل يثقوا في أنهم طهروا البلد؟ هل لا يعترفوا بتلك المواسم الكنسية التي يهتبلها الإرهابيين ليصنعوا بها الجرح الأكبر في البلد، جاءتني الإجابة سريعة بأن الشرطة فاشلة كأمر طبيعي في دولة فاشلة كلها على بعضها0 حتى أنني كنت أظن أنه لولا تواجد البابا بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية لتمت العملية التي منعها الضابط الشهيد عماد الركايبي بشجاعته وبسالته المشكور عليها لكن اتضح أن العملية تمت بعد مغادرة البابا.

لاوقت للصعبانيات وللدموع والمواساة، وادعاء الألم، لا نقبل عزاء ولو أتيتم بمن فعلها ومن ورائه، لا وقت مشاطرة الألم، فلا يتألم إلا صاحب الألم، ولا يبكي إلا المكلوم، ولا ينزف إلا الجريح، وإن كنت تظن أن هذه البلد ستتقدم انظر لأداء الشرطة ليعرفك أداء كل قطاعات الدولة الفاشلة، الكل فاشل فاشل فاشل ومتخاذل ومتهاون بل ومتواطئ أعرفأن هناك استثناءات ولعل على رأسها أفراد القوة المؤمنة للكنيسة بالإسكندرية، لعلهم اختيروا من خيرة الرجال لتأمين البابا وليس لتأمين مصريين يصلون بكنيستهم، بدليل ان انتحاري الإسكندرية لم يحقق نجاح نظيره بطنطا، لن أقول أن نجاح طنطا استنفر من بالإسكندرية لأني دائماً أبحث عن طاقة أمل.

فلتعاقبوا وزير الداخلية، وكل قيادات الداخلية في كل ربوع الوطن بتهمة القتل بالترك كما كنتم تحاكمون مبارك، فلا تجد تأمين على أبواب الكنائس، وكأنهم سكنوا وارتكنوا وخلصوا شغل، وإن لم تفعلوا فحاكموا أنفسكم بنفس التهمة، وأضيفوا عليها تهمة الغباء السياسي، ومن قبله الغباء الأمني.

أتذكر القول الوارد بسفر عاموس النبي" أيام أعيادكم تتحول لعويل ونحيب"، والمجد للداخلية، والراحة للشهداء، والعزاء لمن يريد العزاء، والبقاء للفشلة على كراسيهم ولتنزف طنطا والإسكندرية، ولتبكي مصر على بنيها، ولاتريد أن تتعزى لأنهم فرحون بلقاء رب المجد.

كفاكم رد فعل، كفاكم خيابة وتراخي، كفاكم الشهداء مرتاحين وأسرهم قد تكون متعزية، لكن إلى متى سنبقى ننتظر ونتألم؟ وأنتم سعداء وتنكرون، هل نسيتم أن الغربية هي ذاتها التي شهدت حادث إرهابي نال من الشرطة من أيام قليلة؟ هل لا تعون الدروس؟ هل أنتم حماة الوطن أم كاسري أنفه وسافكي دم بنيه؟هل لولا حادث طنطا ما استنفرتم لحماية البابا هل كانت الحماية للبابا أم للكنيسة ألا تعرفون أن البابا وإن كان رئيسها فكلنا أعضاء لرأس واحد وهو المسيح، وكلنا مصريين مواطنين لنا الحق المتساوي في توفير الأمن والحماية.

تحية لمن بذلوا أنفسهم لحماية البابا أو الكنيسة من رجال الشرطة، وهم أكرر استثناء في منظومة معظمها فاشلة متراخية للأسف، نعم أنتم فشلة، ولكن للأسف هي طبيعة شعب يهيج عند الأزمة ويتخذ كل الإجراءات المناسبة ثم سريعاً يرتكن للراحة والاستكانة، فيخيب وتحدث الكوارث كلها.

أرى الشهداء وهم يدخلون الفردوس، والملائكة تفرش لهم السعف تحت أقدامهم، يهللون لهم، ويصطحبونهم لدار الراحة، يرتاحون من أتعابهم وأعمالهم تتبعهم.

المختصر المفيد استرجلوا.