بقلم: نادية كاظم
بينما ينتظر احرار العالم في كل مكان تطورات الثوره الشعبيه العارمه في مصر ،ويدعو لها بالنجاح الساحق كما حصل اهلهاللشقيقه الابيّه تونس، لتمتد نيرانها فتحرق كل اعمدة الفساد في الوطن العربي ، يلاحظ المرء مدى الخوف والذعر الذي استولى على الطغاة من ملوك وحكام الضيم والقهر في اوطاننا التعيسه ، التي تنوء سنوات طوال تحت نيرهم ودكتاتوريتهم البغيضه وعمالتهم لاعداء الحريه والديمقراطيه والتقدم.
لقد ايقن الطغاة ان وقت الحصاد ات لا محاله ، فاستيقظ البعض منهم واعلن تغيير حكومته على الفور ، لا لاجل المصلحه العامه بطبيعة الحال ، وانما خوفا على عرشه من ان تهزه صرخات الجياع وتأمره بالرحيل ، ولم يكتف بهذا بل ارسل مساعدات الى اخوانه في الضفة الغربيه !!! لهفي ان تكون كمساعدات والده سيئة الصيت والتي ظلت شاهدا في سجل تاريخه الاسود الى ان تقوم الساعه
وصرّح دكتاتور اخرقد ورث العرش عن ابيه رغم انف الشعب بأن الثورة في تونس او مصر لا يمكن ان تنتقل الى شعبه ، ( فشعبه قد اخذ جرعة قوية من اللقاح لتحصينه من فايروس العدوى ) !
ونسى او تناسى ان السنة اللهيب تبدأ من شرارة واحده لتمتد وتشمل جميع اجهزة الفساد في ارض الله الواسعه ، وسيأتي الدور عليه وعلى العراق ايضا الذي استشرى فيه الفساد ، والذي اثرى فيه الحاكم على حساب المحكوم واغلبهم من الارامل واليتامى حتى عدت حكومته في مقدمة الحكومات الفاسده ، ولعمري ستدعى الثورة العراقية القادمه ثورة الارامل واليتامى وان غذا لناظره قريب.
وساند ملك السعوديه ، بكل شهامة الاعراب شقيقه مبارك ودافع عنه دفاعا مستميتا بأنه رجل المهمات الصعبه وكان موقفه تجاه مبارك كموقفه من ابن علي ، فعند الشدائد يعرف الاخوان ، وربما تراه الان مشغولا بتجهيز قصر اخر لاستقبال بطل العروبة والسلام .
كم ستكون حلتّك جميلة يا ارض السعويديه ، وكم ستكون غلّتك وافرة عندما ينجلي عنها غبار السنوات العجاف التي قاسيتها ،وقاستها المرأة فيك على وجه الخصوص ، نعم كم ستزهو النساء فيك عندما يطرحن خيامهن السوداء التي حجبتهن عن البشر حتى بدت احداهن ككائن خائف حزين متشح بالسواد لا حزنا على عزيز قد رحل الى العالم العلوي بل لكونهن خلقن نساء وصودرت حريتهن فمورست بحقهن ابشع الجرائم تحت مسميات تطبيق احكام الشريعه ، تلك الشريعه التي فهما الحكام كما يحلو لهم وكما يخدم رغباتهم المريضه المحمومه ، فبيعت الصبية للكهل واغتصبت جميع حقوقها حتى اصبحت تابعا للرجل ، لا يملك الا تنفيذ الاوامر .
نعم سيأتي ذلك اليوم لا محالة التي ترفع فيه المرأة السعودية رأسها شامخا عامرا بالعلم واثقا بالمستقبل الزاهر ، مساوية لشقيقها الرجل في جميع الحقوق والواجبات ، لان الذي خلقهما واحد ،ولا يمكنه ان يفرق بين عباده ان كان عادلا (وهو كذلك ) بحق.
لقد كانت تصريحات الملوك والحكام عبارة عن هذيان اشبه مايكون بهذيان المريض قبل وفاته ، كلام غير مترابط يناقض بعضه بعضا ، فاعلن البعض منهم ان الثورة المصريه ماهي الا حركة يقف خلفها الصهاينه والامريكان !!رغم علم الجميع بأنه خائن وعميل من الدرجة الاولى ، وهذا مايذكرنا بوصف صدام للثورة العراقيه الخالدة التي شملت كل محافظات العراق والتي كان ضحاياها الاف الابرياء الذين دفنو احياء ، والتي لم ينج فيها حتى الرضّع ، بأنها اعمال غوغائيه قام بها الرعاع المدسوسين لخدمة الاستعمار والتبعيه!!
اما تصريح القذافي فكعادته كان مثيرا للضحك ، اذ اعلن وبكل (براءة وصدق ) ردا على من قدّر ثروة مبارك الطائله والتي تعد بعشرات المليارات : ان الرئيس مبارك رجل فقير جدا ، حتى انني من يقوم بمساعدته بشراء ملابسه ! يذكرني قوله المنافق هذا بقول المقبور عدي الذي كانت ثروته لاتعد ولا تحصى بينما الشعب العراقي يأن من الجوع والمرض بانه اضاع بطاقته التموينيه ويرجو من وجدها اعادتها اليه مشكورا ! نعم هكذا يتهكم الخونه والمجرمون من ضحاياهم بكل صلف واستهزاء .
نعم انه عام الثوره ، التي بدأت من تونس الخضراء وستمتد لتطهر كل الارض العربية التي دنسها عهر حكامها الخونه، النصر للشعوب المقهوره ، والموت لاعداء الحرية والديمقراطيه والتقدم ، الى الامام ايتها الجموع الحاشده لتتهاوى عروش الطغاة تحت ضربات اقدامك الساحقه ، ومن نصر الى نصر لجميع ثوار واحرار العالم .