الأقباط متحدون | الباحثوووووون ... عن القذي ..!!!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:١٠ | السبت ١٩ فبراير ٢٠١١ | ١٢ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٠٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الباحثوووووون ... عن القذي ..!!!!

السبت ١٩ فبراير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: نبيل المقدس
«لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا، 2لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ. 3وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ 4أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْني أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ؟ 5يَامُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ! متي 7 : 1 – 6 .
مايزال يوجد فينا روح التعصب والتشفي فنحتد عندما نري أخطاء الآخرين ونتهكم عليهم ناسين سقطاتنا .. ففي رومية 2 : 1 يقول الوحي "لأنك في ما تدين غيرك تحكم على نفسك. لأنك أنت الذي تدين تفعل تلك الأمور بعينها". تعودنا بعد سقوط الضحية وتنهار قوتها نبدأ في نشر الإتهامات القائمة علي إشاعات مجهولة المصدر ... ثم نقيم أنفسنا قضاة .. وبكل سرعة نحكم علي الضحية أحكاما صارمة. ولو كان بأيدينا  أيضاً التنفيذ لكنا أَبَدْنَا بعضنا البعض منذ زمن طويل غير آخذين في الإعتبار قول الكتاب المقدس في روميه 14 :4  "من أنت الذي تدين عبد غيرك؟ هو لمولاه، يثبت أو يسقط. ولكنه سيثبت لأن الله قادر أن يثبته" .
من أكبر الخطايا التي لا يُسر بها الله  هو خطيئة  إدانة الآخرين .. فبالنعمة أعاد  لنا التقرب إليه من خلال سفك دم إبنه الوحيد، ومن ثم لا يجب أن نعامل اخوتنا الآخرين إلاّ بالنعمة. وهذا الأمر ذكره يعقوب في رسالته 4 : 11 - 12 "لا يذم بعضكم بعضًا أيها الاخوة. الذي يذم أخاه ويدين أخاه يذم الناموس ويدين الناموس. وأن كنت تدين الناموس فلست عاملاً بالناموس بل ديانًا له. واحد هو واضع الناموس القادر أن يخلص ويهلك. فمن أنت يا مَنْ تدين غيرك؟" . ويقول أيضًا الرسول بطرس في رسالته الأولي 2 : 1 "فاطرحوا كل خبث وكل مكر والرياء والحسد وكل مذمة" .  
لكن ليس معني هذا أن الرب يسوع يمنع الإدانة منعاً مطلقاً وإلاّ سقط العدل وإمتنع الناس عن العمل، وتصبح الدولة في غني عن السلطة القضائية أو التشريعية ، ولا يستطيع الأب أن يُوبخ ويؤدب أبنائه ، ويفشل المدرس في السيطرة علي تلميذه لكي ينقل إليه العلم والمعرفة , ولا يعني هذا إنهيار المؤسسات الروحية وفشلها في تقويم وإرشاد شعبها روحيا. بل أن الله يقول في أشعياء 5 : 20 " ويلُ للقائلين للشر خيراً وللخير شراً …" وبما أن المؤمن الحقيقى هو مسكن للروح القدس حيث يستطيع أن يُميّز، فيرى الأخطاء ولا يقدر أن ينكرها أو يتجاهلها... بل يتعامل معها وينتهرها ويرفضها ... فنجد  بولس الرسول يقول لتلميذه تيموثاوس في رسالته الثانية لتيموثاوس 4 : 2  " .... وبخ .. أنتهر .. عظ  بكل آناة وتعليم " .
منذ أول الخليقة  تعودنا أن نلجأ لإدانة غيرنا ونبرر أنفسنا ...  فآدم ألقى اللوم على حواء بل على الله نفسه .... عندما بدأ تبريره بالقول : "المرأة التى خلقتها هي ..." .. فالخاطىء لا يريد أن يكون خاطئاً وحده، لذلك ينظر لمن حوله ليبحث فيهم عن الخطأ ويدينهم متعللاً بأنه يريد إصلاح المجتمع. وهدف الإدانة ربما تكون تبريرا لإظهار نفسه بأنه بار وصالح , وأنه افضل من الجميع ... وهذا ضد مسرة ورضا الله ... فالله يريد قلبا مثل قلب داود " خطيتي أمامي في كل حين " ومثل قلب بولس عندما قال " ...  الخطاة الذين أولهم أنا " .
وقد عبر الرب يسوع عن الزلات البسيطة التي تصدر من الآخرين بكلمة "قذي"... وعبّرَ عن الزلات الكبيرة التي تصدر منا بكلمة " الخشبة " ... وهذا يعني أن زلاتنا البسيطة بمواجهتها مع زلات الآخرين سوف تكون كبيرة جدا ً لو حاولنا تقويم الآخرين من غير أن نقوّم ونُصلح من أنفسنا أولا ً. ففي رسالة رومية 2 : 21 – 23 يقول الوحي : " فأنت إذا ً الذي تُعلم غيرك ألست تُعلم نفسك؟! .. الذي تَكرِز أن لا تسرق أتسرق؟! .. الذي نقولُ أن لا يُزني أتزني؟! .. الذي تَسْتَكْرِهُ الأوثان أتسرقُ الهياكل؟! .. الذي تَفْتَخِرُ بالناموس أبِتَعّدِي الناموس تُهين الله.؟! ."
إسترجعت بعضا من تفسيرات الايات التي بدأت بها كلماتي  , بعد ما تخلي الرئيس السابق عن موقعه يوم 11 - 2 بثورة الشباب الناجحة يوم  25 – 1 - 2011 , والتي طال انتظارنا لها منذ زمن ... فقد كنت اتوقع بعد حياة قضاها الشعب في إنتظار سقوط النظام في آلام وأوجاع وخوف ورعب ونهب , إننا سوف ننصرف إلي أعمالنا بروح شبابية , وبتغيير سلوكياتنا التي توارثناها منذ 59 سنة ... لكن أفاجيء أن الشعب كله قد إستيقظ علي إلقاء التهم وإدانة كل من كان في النظام ما قبل السقوط ... كما وجدتُ الثمانين مليون نسمة أي تعداد مصر بأكملهِ وأولهم أنا نتسارع ونهرع في البحث عن القذي الموجودة في عيون الغير .. واطلقنا الإشاعات والأقاويل عن كمية الأموال المنهوبة , والأراضي المسلوبة , والظلم والفساد المنتشر بين جميع شرائح الناس . لم نترك هذه المهمة للمؤسسات المعنية والمتخصصة لهذه الأمور ... لكننا أخذنا مواقع إلقاء الإتهامات وفي نفس الوقت نصبنا أنفسنا وكلاء نيابة وقضاة , وحكمنا عليهم إما بإسترداد ما نهبوه , أو الموت أو الطرد , او الحبس مدي الحياة .
ثم يأتينا من عبق الزمان بعضا مَنْ كانوا في موضع المسئولية في الوزارات السابقة ومَنْ كان عضوا سابقا في المجالس المحلية او التشريعية أو النيابية  , وبدأوا يبحثون عن القذي في عيون من شملهم النظام الذي تم سقوطه , وهم لا يدركون أن عيونهم مملوءة أخشاب , لا يرون ولا حتي يسمعون .. وبدأت معارك تصفية الحسابات بين هؤلاء المسئولين السابقين  وبين المسئولين الذين سقطوا مع النظام  . وهذا ما أتخوف منه لئلا يفقد الشباب ثمرة مجهوداتهم , ويضيع دم أبناء هذه الثورة هباء .
وما يؤسفني أن أجد إدانة لكل مَنْ كان يتماشي مع النظام السابق إما تحت ظروف مهنية أو ربما طبقا لميوله الشخصية ... وأتهامهم بالعمالة والخيانة . ونسوا هؤلاء الذين يبحثون عن القذي وادانة الغير أنهم مشتركون أيضا في الخيانة لسكوتهم طيلة هذه الفترة الطويلة , كما ان السكوت أو التغاضي من كبار أو صغار موظفي الدولة والذين يمسكون بخزائن وبأراضي الدولة هم ايضا شركاء في عمليات النصب وتهريب هذه الأموال الكثيرة خارج البلاد لصالح هؤلاء الفاسدين... كما أنه شاركنا جميعا مع كل مَنْ يعمل في المجالس المحلية في تزوير رخص البناء , وتصاريح تركيبات عدادات الكهربا , حتي اصبحنا من أول البلدان العشوائية. لذلك اطالب أن ندين أنفسنا ونحكم علي أنفسنا بالخيانة العظمي في حق مصر ومستقبلها . 
لا يفوتني أن أقدم كل الإحترام والتقدير لقداسة البابا شنودة .. فلم تتطاوع طبيعة شخصيته وعمق إيمانه أن يجاري أو ينافق .. كما فعل ويفعل الكثيرون .. لم يدين ولم يهرع للبحث عن قذي الآخرين ... لكن من منطلق واجبه الروحي .. بارك الثورة وبارك شبابها ..!  فلنترك البحث عن القذي للمسئولين , وننتظر إلي أن تثبت النيابة صحة ما يُشاع .. ونتوجه نحن إلي أعمالنا ومصانعنا بثوب جديد مملوء أمل في حياة مدنية طاهرة ... لكي نلحق بركب الحضارة والتي سبقتنا بزمن .....!
أخيرا وما يؤسفني وفي وسط هذا الزخم من هذه الأحاديث والأقاويل المليونية .. نفاجيء بوصول جماعة المحظورة علي قمة الأمور بالإنتهازية......!!!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :