الأقباط متحدون - الطوارئ هي الأصل
  • ٠٤:٢١
  • الاربعاء , ١٢ ابريل ٢٠١٧
English version

الطوارئ هي الأصل

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاربعاء ١٢ ابريل ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

د. مينا ملاك عازر
في البدء كانت الطوارئ، وكان الشعب يعيش بالطوارئ، والإرهاب ينمو بين أحضانها، والجهل يتفشى في كنفها، والفقر يتكاثر برعايتها، والتطرف يحكم من خلالها.

على الأصل دور، ولما دورت وجدت أن الإرهابيين اللذان فجرا نفسيهما في الكنيستين، وُلِدا وتربيا في كنف وحضن وظلال وارفة لحالة الطوارئ وقانون الطوارئ المفروضين من يوم مقتل السادات حتى ألفنا العيش في زمن الطوارئ، وحينما هجرناها أو هجرتنا لسنوات سعى القائمين على البلد على استغلال الفرص لإعادتها ظانين أنها حمت أحد، فهل منعت الطوارئ قيام ثورة؟ هل منعت اندلاع الأحداث الإرهابية في التسعينات والثمانينات وتمرد رجال الأمن المركزي، هل منعت الطوارئ سقوط الشهداء من رجال الجيش والشرطة في سيناء بالتحديد في شمالها؟ وهم القائمين على حماية تلك الحالة، هل الطوارئ منعت ترعرع الفكر الإرهابي في عقول شباب ولد وتعلم تحت رعاية الطوارئ؟ هل منعت الطوارئ تمدد حماس لسيناء واقتحامها السجون وزرعها لأذرع لها داخل سيناء؟ هل الطوارئ فعلت شيء من هذا؟ لو الإجابة على أي من هذه الأسئلة بنعم، فلا تستكمل المقال، لكن لو كانت إجابتك بلا، فتعالى معي للفقرة التالية.

الطوارئ ليست حلاً، ولكنها وضعاً يستتر فيه النظام بالقانون، هذا بحسب ظنه لكنه في الحقيقة يسقط آخر ورقات التوت التي تستره، ويلقي آخر قفازاته التي مسك بها بمعنى أدق هو ألقى بآخر كروته على مائدة اللعب، ولم يعد بجعبته ما يستطيع فعله حيال أي عمل إرهابي آخر قد يحدث ـ لا قدر الله ـ قل لي بماذا يمكن النظام أن يهدد بلاش يهدد خلينا نسأل السؤال، ما بوسع النظام ليفعله ما لم تؤتي الطوارئ هذه ثمارها لا قدر الله!؟ لو كانت إجابة بلا شيء فانتقل معي للفقرة التالية والأخيرة بإذن الله من المقال.

من الآخر، لن أذهب مع من ذهبوا إلى أن النظام اغتنم الفرصة ووضع الطوارئ ليمرر اتفاقية تيران وصنافير، فالنية لتمريرها مبيتة برغم الأحكام القضائية، وارجعوا لوعد د. عبدالعال بأن يستكمل الإجراءات لينقل الاتفاقية للجان المتخصصة، وهو ما فعله، صحيح هو ولأنه غير سياسي فعلها في وقت غير مناسب، أساء للنظام ولتوقيت تمرير الاتفاقية متزامناً مع فرض الطوارئ، وهذا يقلق أكثر على البلد، كما أنني لن أذهب مع من يدعي بأنها موجهة لخصوم النظام، فلم يعد هناك خصوم والوضع في البلد لم يعد فيهما يدعو للخصومة، بل ما يمكن الخصومة حوله، فالبلد وللأسف في خطر داهم إرهاباً واقتصاداً وشعبياً، الجميع يغلون، فهل تدرون؟ وهل تكفينا الطوارئ شر الغليان!؟.

المختصر المفيد الطوارئ ليست حل، ولكنها حالة.